مونديال قطر بالعام 2020 رياضة تشجيع أم تطبيع

بقلم: هاني زهير مصبح

مونديال قطر بالعام 2020 رياضة تشجيع أم تطبيع أو أن أصبحت الأهداف السياسية ممزوجة بالملفات الأخرى كمؤسسة الفيفا وغيرها ،فاليوم أصبح عالمنا العربي مرهون بالسياسات الخارجية فلا نستطيع اتخاذ قراراتنا من أنفسنا لأننا ضعفاء وأصابنا الوهن والضعف والانكسار فثورات عربية عرفت باسمها المزيف علي أنها الربيع العربي ولكن الواقع يترجم نفسة ويثبت العكس وأنسب اسم لتلك الثورات هو أنها الخريف العربي لأن نتائجها التدمير والتفكك والفقر والجوع والضعف والخسارة والمستفيد الوحيد هم من يرسمون ويخططون لها من قوي عالمية تريد فرض مزيد من هيمنتها علي بلادنا العربية وتنفيذ وحماية مصالحها في الشرق الأوسط بعد رسمة من جديد بعد خلق شرق أوسط جديد يخدم أغراضهم ويلبي مطالبهم ومن أهم تلك الطموح التي يحلمون بها وهم نجحوا في تحقيقها وقد أعلن عنها مسبقا "ديك تشيني" في الحرب علي العراق بأن أهدافهم هي ردع أي قوي تشكل خطرا مستقبليا علي مصالحهم وضمان تدفق النفط إلي الدول الصناعية الكبرى وحماية إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط ،فظهر علينا ما يعرف لديهم بالفوضى الخلاقة وما يعرف عندنا باسم ثورات الربيع العربي .

فاختلط الحابل بالنابل وكانت النتيجة هي خداع الشعوب العربية اليائسة والبائسة من الفقر والفساد والظلم فزادوا علي كاهلهم فقر فوق فقرهم وجهلا فوق جهلهم وظلمات فوق ظلمات وبعد أن كنا نملك بعضا من خياراتنا وقراراتنا أصبحنا لا شيء وهذه هي الحقيقة الواضحة التي نخفيها عن أنفسنا ،وبدأت تثمر نجاحات ومخططات من أراد بنا السوء وبدأت إسرائيل تنفرد وتهيمن وتعربد وتلوح بيدها الضاربة هنا وهناك وأرسلت طائراتها بدون طيار وضربت أهداف في السودان وذهبت إلي الإمارات العربية ونفذت جرائمها وقتلت "المبحوح" القيادي في حماس وازدادت بربرية ووحشية وأصبحت تعتدي علي المقدسات الإسلامية علي المسجد الأقصى وتعمل علي تهويده وسلبة وتتدخل في الشئون العربية بطريقة أو بأخري والعالم كلة يعلم بذلك وإسرائيل مازالت تمارس الإرهاب ضد شعب فلسطين بكاملة من خلال الكثير من الجرائم ونذكر منها التالي جدار الفصل العنصري الذي يلتهم ويبتلع مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية وكذلك استخدام الكلاب في مهاجمة العرب عند سماعها كلمة "الله أكبر" وكذلك الاستيطان الغير شرعي من خلال طرد السكان العرب من قراهم وبناء البؤر الاستيطانية مكانهم وكذلك الحصار الظالم المفروض علي سكان قطاع غزة الذي يحاصر مليون ونصف مليون إنسان من المدنيين والنساء والشيوخ والأطفال والحروب المتكررة علي قطاع غزة وتدمير كل شيء تقريبا وكذلك تعنت إسرائيل ومماطلتها في عدم إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ،كل تلك الجرائم ولا حسيب ولا رقيب وكذلك تراجع القرارات العربية في الرد علي تلك الجرائم الإسرائيلية البشعة بل ويزداد ذلك سوء من خلال تمرير مخططات جديدة من شأنها التطبيع مع إسرائيل وأخطر ما يمكن قبوله هو أن المونديال المقرر انعقاده في قطر بحلول العام 2020 هو أنه لم يتم قبول ملف قطر إلا بعد تقديم قطر الضمانات الكافية ومنها أنها تتعهد بحماية فريق وجمهور إسرائيل في حال مشاركتهم في ذلك المونديال وكذلك التطبيع مع إسرائيل وهذه إشارة واضحة يفهم من خلالها التراجع الواضح للمواقف العربية تجاه القضية الفلسطينية وقبول الكيان الإسرائيلي في المنطقة والاعتراف بوجوده واليوم تفعل ذلك قطر وغذا يحدوا الباقي بشكل علني بدلا من التعامل في الخفاء ومن هنا يمكننا أن نقول علي فلسطين السلام وأن الأرض المحتلة لا تحررها المفاوضات وإنما تحررها سواعد الثوار وبنادقهم

 

بقلم الكاتب الفلسطيني /هاني زهير مصبح