ضابط اسرائيلي يكشف تفاصيل جديدة عن نفق العين الثالثة

تحدث أورن كستنباوم مدير عمل فصيل المعدات الهندسية في اللواء الجنوبي التابع لجيش الاحتلال الاسرائيلي في فرقة غزة، عن التفاصيل التي صاحبت دخول جنوده إلى نفق العين الثالثة على حدود قطاع غزة قبل عدة أسابيع.

ويسرد الضابط الاسرائيلي في مقابلة خاصة مع موقع "واللا" العبري الشهير عن كيفية اكتشافهم لنفق العين الثالثة، حيث يقول إن معلومات استخبارية وصلت للجيش عن نفق يجري حفره في مساحة واسعة من الأرض.

ويضيف: "بدأنا بفحص المعلومات بالتناسب مع الأرض حيث قمنا بفحص طبيعة الأرض المقصودة وكيفية الوصول إلى مسرب النفق وفي النهاية أحضرنا الحفار "القادوح" الذي يستطيع الوصول إلى عشرات الأمتار تحت الأرض عبر مواسير خاصة تعمل بنظام الدوران العكسي". كما قال.

ويواصل اورن سرده لما حصل قائلاً: "خلال أعمال الحفر لاحظت سقوط الحفار بشكل متسارع إلى الأسفل ما يعني انه قد هوى في حفرة، حيث فهمت في حينها أننا وصلنا إلى محور النفق بعد أن اصطدم الحفار بقوالب الخرسانة المسلحة ومن ثم هوى داخل النفق، وكانت تلك اللحظة بمثابة حلم لأننا كنا نحلم في الليل باكتشاف النفق". على حد تعبيره.

ويضيف اورن" أنه قد قام بإحداث فتحة واسعة في الأرض عبر الحفار الخاص والمسمى "دريلر" حيث انتقلت المهمة حينها إلى وحدة "سمور" التابعة لسلاح الهندسة وهي الوحدة المكلفة بمكافحة الأنفاق، والذين بدورهم قاموا بإدخال الروبوتات والكاميرات إلى قلب النفق.

ويتابع: "بعدها رجعنا إلى الساحة حيث قمنا بعمل منحدر يصل إلى داخل النفق وقمنا ببناء درج وعوامل داعمة لمنع انهيار النفق في الجانب الإسرائيلي". كما قال.

وتحدث الضابط اورن أيضاً عن العملية التي قام بها الجيش لتفجير النفق شرقي خان يونس قبل شهر حيث يشير الى استقدام حفارين الى داخل حدود القطاع خلال ساعات المساء، إلا أن احدهما اصطدم بالعبوة داخل النفق ما احدث انفجاراً هائلاً.

ويشير الضابط إلى أنه كان على مسافة خمسة أمتار من مكان الانفجار، وجراء ذلك فقد السمع في أذنه اليسرى. ويكمل حديثه قائلاً: "كانت السماء تعج بالطائرات العمودية القتالية والدبابات تطلق القذائف من الأرض ونحن نقوم بحفر الأرض، وقد كانت الأوامر واضحة بأن نواصل الحفر فلا يمكننا الهرب و"ذنبنا بين رجلينا"، وذلك على الرغم من سماعي بإصابة عدد من رفاقي عبر جهاز الاتصال.

ويضيف "إننا نعمل في منطقة مهددة وتعتبر ساحة للعدو فنحن الجنود الوحيدون الذين نقوم باجتياز الحدود، كما أن هناك في الجيش ثلاثة إلى أربعة جنود فقط في الجيش يقومون بتشغيل آليات الحفر". ويشير إلى أن حفار الجيش يعمل بعكس ما يعمله الحفار المدني حيث يعرف مشغلو الحفار بلحظة وصوله إلى النفق، ويشعرون بوجود فراغ في الأرض. كما قال.

ويصف ضابط الحفار شعوره فور دخوله لحدود القطاع بأنه قد انتابه الخوف ولكنه قال بأنه ومع مرور الوقت اكتسب تجربة في هذا المجال، فهو يشعر بأنه مؤمن من جميع الاتجاهات، من الجو والبر، ولكنه يقول بأنه لا يخدع نفسه فهذه النشاطات خطرة. على حد تعبيره.

ويشير أورن إلى أن أي نشاط للجيش داخل مناطق القطاع بعد عملية عامود السحاب الأخيرة يحتاج إلى موافقة قادة الجيش الكبار وربما يصل الموضوع إلى رئيس هيئة الأركان نظراً لحساسية الوضع. على حد تعبيره.

وينوه بأن كل إمكانيات الجيش مسخّرة في هذه الأيام لمكافحة الأنفاق بما فيها التكنولوجية والبشرية، مبدياً تفائله من كشفها جميعاً على غرار كشف نفق العين الثالثة الأخير.

ويشير اورن أخيراً إلى وجود الكثير من إجراءات الأمان قبل الخروج لأي عملية ومنها عدم تصوير الجنود كاشفاً لوجود شعار على الحفار مكتوب فيه بأنك "إذا لم تذهب إلى محمد فسيأتي محمد إليك" في إشارة إلى ضرورة مباغتة العدو قبل أن يباغته. كما قال.

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -