كفي عبثا واتجارا بآلام الفلسطينيين

                                                استمرار الآلام الفلسطينية لم يعد مقبولا ولا يصب في صالح الفلسطينيين، وحدهم هم من يدفعون الثمن(!!)، فالشعب الإسرائيلي يعيش كما نتابع في الصحف والاعلام حياة مرفهة ومستقرة لحد كبير، وحدهم أهل فلسطين هم من يتجرعون الكأس، بعيدا عن النخب الفلسطينية الحاكمة التى تختلف بقوة عن نظيرتها الإسرائيلية والغربية عموما، كونها غير أمينة مع مواطنيها على نحو ما نرى في عصر الرقمية، بل وتتاجر بآلامهم عبر شحنهم المستمر ضد اسرائيل وارهابهم من مجرد ذكر إسمها أو إبداء مجرد الرغبة في الانفتاح عليها، في حين أنهم واستنادا لكونهم نخبا حاكمة فاسدة وتجار آلام محترفين يتاجرون بغضب الشعب الفلسطيني لمصالحهم الخاصة.

وربما يفسر لنا هذا سر اختلاف التعاطي الغربي - مثلا - مع مانديلا الجنوب أفريقي وعرفات الفلسطيني، الأخير أغتيل بدم بارد بعد انتهاء صلاحيته على رقعة الشطرنج، شأنه شأن القذافي وصدام حسين وغيرهم. لا حل لآلام الشعب الفلسطيني إلا بانفتاحه على ذوي الضمائر الحية في المجتمع الاسرائيلي، بل ودراسة كل صغيرة وكبيرة في هذا المجتمع المجاور لنا منذ عقود ولا تمل نخبنا الفاسدة إرهابنا ببعبع التطبيع ومهادنة الكيان الصهيوني وموالاة اليهود..الخ ليخلوا لها المجال في المزايدة والاتجار بآلامنا. ما الفرق بين يهودي يؤذيني وعربي يؤذيني. المظاهرات الجارية في بلادنا ليل نهار تُشبه بعض مواطنينا من ذوي الممارسات غير الانسانية بأنهم أسوأ من اليهود. ماذا ننتظر بعد ذلك، تفكيرا جديدا لابد أن ينشأ لإنهاء ديلما الفلسطينيين.

لينفتح الإنسان الفلسطيني بل والعربي عموما على الإنسان الإسرائيلي لاذابة ذلك الجليد القاسي، ولافهام الإنسان الإسرائيلي أننا شعوب منكوبة بنخبها الحاكمة وأننا أبرياء من صفقات ملوثة تتم في الخفاء، وأن الإنسان الاسرائيلي لابد أن يفعل الشيء نفسه. ولنا في أمريكا قدوة حسنة، فأمريكا تكره الإسلام السياسي كراهية التحريم ولاتثق به ولا برموزه ورغم ذلك تتواصل معهم ليل نهار، بل هي تستدعيهم خفية إلى رقعة الشطرنج على أمل لتوجيه ضربة قاضية لمشروعهم الاسلامي، لم تقاطعهم! الأمريكيون يزورون مجتمعاتنا ويخترقون كل شيء، فلنفكر بطريقتهم، عسى وعل..

ولنا أيضا في جيراننا الاسرائيليين قدوة حسنة، فكلنا يذكر ذلك الشاب الاسرائيلي إيلان تشايم جرابيل الذى خطب في الجامع الأزهر خطبة ملآى بالأحاديث النبوية وخرج بمظاهرة حاشدة..لم يتهمه مواطنيه بالتطبيع ولا الخيانة بل يفخرون بهكذا كوادر قادرة على اختراق وتحريك الشارع العربي، مثل هذا الشاب خط هجوم متقدم لبلاده، لما لا يكون لنا مثل هذه الخطوط المعرفية الهجومية المتقدمة..مجرد سؤال؟!