تناقلت وكالات الأنباء المحلية والإقليمية والدولية ،أن 33 مليار متر مكعب من الغاز ربما أكثر ،مخزون يقع على مسافة 36 كيلومترا غربي ساحل غزة ،يحتضنه بحر غزة بين جفنيه ،البحر الذي ناجاه اسحق رابين وزير الحرب الاسرائيلي ،ومجرم سياسة تكسير عظام الاطفال الفلسطينيين في الانتفاضة الكبرى عام 1987 ،وترجاه أن يبتلع غزة بسكانها وتاريخها الذين شكلوا غصة في حلق الاحتلال الاسرائيلي ،وبرعوا في أشكال المقاومة ،والمواجهة والصمود الاسطوري . هذا الحجم من الغاز الذي تكفي مخزوناته حسب التقارير المتخصصة لمدة تزيد عن 25 عاما يسيل لها لعاب الكلب ،فما بالكم بحكومة التطرف والنهب حكومة نيتيناهو العنصرية وغلاة المستوطنين ،خصوصا بعد الضربة الموجعة التي وجهتها الجماهير المصرية في ثورة 3 يوليو 2013 ،للإستراتيجية الامريكية والسياسة الاسرائيلية ،وأفشلت كل المحاولات لدفع غزة لحضن مصر وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء في عهد حكم الاخوان المسلمين ،وسلخها عن الوطن الأم ،وضرب الهوية الوطنية والمشروع الوطني الفلسطيني ،وعملت على استعادة الوطنية المصرية ،وألغت اتفاقية تصدير الغاز الى اسرائيل .
ان ما يجري من استعدادات اسرائيلية ،وتدريبات مكثفة لمئات من الجنود الاسرائيليين من الوحدات الخاصة ،ومحاكاتهم للأوضاع الجغرافية والسكنية الغزية ،وتنفيذ مناورات عسكرية كبيرة في عسقلان وعلى حدود قطاع غزة ،بانتظار الأوامر العسكرية لاحتلاله خلال 24 ساعة كما يدعون ،تأتي بالتزامن مع تصريحات عدد كبير من المتنفذين والمسئولين السياسيين والعسكريين الاسرائيليين .
فرئيس اركان الجيش الاسرائيلي غانيتس يهدد " ان الجيش سيقوم بكل ما هو ضروري لصد التهديدات الناجمة عن الانفاق عند الحدود مع قطاع غزة " ،ووزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون يصرح " بان ظاهرة الانفاق تقلقنا بالطبع وسوف نواصل التعامل معها " ،كما هدد وزير الخارجية الاسرائيلية ليبرمان " بإعادة احتلال قطاع غزة لوقف الهجمات الصاروخية التي يشنها المسلحون " ،ووزير الاستخبارات يوفال شطاينتس " بان لا مناص من حسم الامور هناك ويقصد قطاع غزة عاجلا ام آجلا " ،ولم تتأخر وسائل الاعلام الاسرائيلية كعادتها بالتحريض على الشعب الفلسطيني ،والدعوة لشن حرب على قطاع غزة واحتلاله .
وكما قال البعض ،كنا نتوقع أن تأتينا الضربة العسكرية من الشرق ،فاجأتنا من الجنوب ،ويقول المثل الشعبي " بتحبل في الشام وتلد في حلب " فإذا كانت مجمل التصريحات للمسئولين السياسيين والعسكريين حول مخاطر الانفاق وإطلاق الصواريخ على الأمن الاسرائيلي والتشديد باحتلال قطاع غزة بالكامل . فهل تلك التصريحات والتحضيرات العسكرية بلا هدف ومعنى في ظل أزمة اسرائيل الاقتصادية وعزلتها الدولية ؟؟؟ وهل يمكن لقادة اسرائيل أن يهدأ لهم بال ،ومخزون الغاز في المياه الاقليمية الفلسطينية ينعم بعوائده الفلسطينيين دون تدخلهم للسيطرة عليه ،وربما غرور القوة يدفعهم للمغامرة والجنون لاحتلال قطاع غزة ،دون مراعاة للقانون الدولي والمجتمع الأممي ،والاستيلاء على مخزون الغاز الذي يمتلكه الشعب الفلسطيني تحت ذريعة الانفاق والصواريخ خصوصا انهم يلاحقون الصيادين ويمنعونهم من تخطى مسافة 6 ميل بحري يتنافى مع المسافة التي وفرتها اتفاقية اوسلو ،وحددت بعمق 20ميل بحري ،ولا زالت دورياتها وطراداتها ،وسفن سلاح البحرية يقوم بمطاردة وإطلاق النيران على الصيادين حتى في ظل المسافة المحددة ،ومحاصرة سواحل غزة ؟
لقد نهبت المستوطنات الاسرائيلية لمياه القطاع ،تقدر بملايين الامتار المكعبة ،وحتى بعد الانسحاب الاحادي من غزة ،فإنها لا زالت تسرق المياه الجوفية العذبة للقطاع ،وتستولي على مياه وادي غزة والأنهار المختلفة حتى بات المواطنين بحاجة ماسة الى مياه الشرب .فهل تغيرت استراتيجية الاحتلال والعدوان على شعبنا الفلسطيني حتى وان استمرت لعبة المفاوضات ؟؟ كيف يمكن مواجهة احتمالية العدوان ،وحماية الثروات الطبيعية التحتية والفوقية للأرض ،واستثمارها لتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني على ارضه ،ورفع مستوى الدخل القومي ،وحل كافة قضايا الجماهير الحياتية التي تعيش حالة من التوتر والقلق على مصيرها ووجودها وحياتها ،بعيدا عن محاولات مد الايادي من تحت الطاولة ،وفتح قنوات اتصال مع الاحتلال بشكل انفرادي ،نظير نسبة معينة من السمسرة .