سأل أحد الصغار والده فقال مامعنى قوله تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعا " ..؟ رد عليه والده الذي يُدّرس مادة الرياضيات بكلمات طلسمية معقدة ،كما هو واقعنا اليوم وكما يتعمد الكثيرين تعقيد كل شيء حولنا ،وتنغيص حياتنا ..حيث قال الفرق يابني بين الاعتصام والانسلاخ أو العزلة بين الناس كالفرق بين الكسور ، والأعداد الصحيحة فأي كسر مهما علا أو كبر شأنه وقيمته فهو فتات أرقام مبعثرة ، لذلك تلك الكسور أقل من الواحد الصحيح ..!! ما فعله ذاك الأب يذكرني بأحد الأشخاص الذي قام بمداهمة باب إحدى الغرف ،وقام بكسرها ،و لو أدار مقبض الباب لفتحه بكل سهولة ،ويذكرني ذلك أيضا بالعالم نيوتن والذي كانت في داره قطة كلما أغلق عليه بابه وقعد إلى مكتبه ومباحثه أقبلت تخرمش بأظفارها فتشغله عن عمله حتى يقوم فيفتح لها فلما طال عليه المر كد ذهنه وأطال بحثه فاهتدى إلى المخلّص ففتح لها في أسفل الباب فتحة تمر منها فاستراح بذلك من شرها لقد تصور أن الأمر حسم وانتهى لكن بعد فترة وجيزة ، ولدت لها أي القطة الأم ثلاث قطيطات ففتح لكل واحدة منها فتحه هكذا لم يستطع هذا العقل الكبير الذي وسع قانون الجاذبية الأرضية أن يتسع لحقيقة صغيرة وهي أن الفتحة تكفي القطة الم وأولادها ..!!لا أعرف حقيقة لما يميل أولئك إلى التعقيد ...كم تمنيت أن يحُدّث ذاك الأب ابنه بلغة الدين وبلغة العقيدة حيث البساطة والاستقرار وتهذيب النفس ..كأن يقول عندما يلتف الجميع حول مائدة واحدة تتنزل عليهم البركة من السّماء وبالمقابل وكما جاء في الحديث إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية" وهذه برأيي طريقة منهجية صحيحة لأنها تجمع بين الزجر والعيافة وهو الأمل المنشود في الإصلاح وبناء المجتمع..!!