أطلقت جمعية برج "اللقلق" المجتمعية مشروع للحفاظ على التراث المعماري والتاريخي داخل اسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، تحت عنوان:"مبادرة حراس التراث" بدعم من منتدى "شارك "الشبابى، U.Nو I.S.B.A، وبمشاركة شبان مقدسيين من الجمعية هم: فارس ابو اسنينه، علاء جمجوم، محمود السمان، راغب ابو اسنينه، سماح الخوجا"، وبإشراف المهندس ايهاب الجلاد .

قال مدير جمعية برج" اللقلق" المجتمعية منتصر ادكيدك لمراسلة "وكالة قدس نت للأنباء":" بان المشروع سلسلة من المبادرات للحفاظ على المعالم والتراث الاسلامي داخل احياء البلدة القديمة في ظل التهويد المستمر على الصعيدين السياسي او الاجتماعي لتدمير جمالية وعراقة الابنية والأماكن التاريخية، ومن خلال طلائها من الخارج بالألوان ورسومات وشعارات."

وأضاف:" اشراك الفئات الشابة في عملية المحافظة على التراث المعماري المقدسي ستعمل على زيادة وعيهم بمفهوم المواطنة الصالحة وضرورة المشاركة في زيادة الوعي العام بالحفاظ على المكتسبات الحضارية والجمالية المخفية في بلدتهم."

وأكد إدكيدك:" ان المبادرة هدفت الى تنبيه السكان المقدسيين للابتعاد عن الآفات السلبية بالتعامل مع التراث المعماري من خلال ابعادهم عن طلاء الجدران ابتهاجا بالحجاج مما يغير بشكل سلبي العمارة المقدسية التقليدية"،  ويشارك الشباب في ازاله الطلاء وإعادة الحجر الى لونه الطبيعي في المقابل سيسعى الشباب لإقناع السكان بالطباعة على لوحات تعلق ثم تزال بعد انتهاء المناسبة.

ويوضح إدكيدك بان المبادرة بدأت بتنظيف واجهة بيت عائله شاهين الواقع في حوش شاهين في طريق باب حطه، ويعود تاريخ بناءه لعام 1364ه الموافق 1942م حسب النقش الموجود في اعلى قوس البوابه. البوابه بحالة معمارية وجمالية سيئة، حجارة الباب مطلية بألوان العلم الفلسطيني عده طبقات تعبيرا عن البهجة بعوده حجاج.

ويقول ادكيدك  ان" عمل التطوعين الشباب المبادرين يهدف إلى ارجاع الحجر الخارجي المكون لمدخل البيت لشكله ولونه الطبيعي عند بناءه "قدر المستطاع" دون المساس بالكتابة المحفورة (النقش التاسيسي للبوابة - اسم البناء والتاريخ) او الاضرار بشكل او لون الحجر الطبيعي.

وحول الصعوبات  التي واجهت المبادرة يقول إدكيدك:"البيت المراد تنظيف مدخله مكون من طابقين تسكن فيه اربعة اسر من عائلة واحدة (شاهين) ولكنهم على خلاف وقطيعة (على خلفية الميراث) مما اخر تنفيذ المشروع  حيث استوجب اخذ الموافقة وإقناع كل مندوب اسرة بأن امر التنظيف طارئ ولمصلحتهم للحفاظ على الحجر الخارجي للبوابة".

وأضاف " وكان يعترض احدهم من افراد (العائلة) على شيء نكاية بالأخر، فهذا يريد ان نطلي الباب وذلك يرفض.. هذا لا يريد اعطائنا مصدر ماء لرشاش الماء لتنظيف الحجر وذاك لا يعطينا كهرباء لان الاستهلاك لا يوزع على الجميع  ثم تحل المشاكل بعد ارضاء جميع الاطراف كل على حدا خصوصا بعد التعهد بدفع تكلفة الماء او الكهرباء المستخدمة لغرض التنظيف.. كل هذه المعوقات ادت الى اطالة مدة تفيد المشروع."

ويتابع إدكيدك :" بالاضافة ان الحجر المستخدم في البناء هو رملي مسمسم هش سريع التآكل بفعل الظروف الجوية لذا فان حجر عتبة الباب به العديد من الشقوق ومن الصعب تنظيفه من طبقات الالوان الزيتية التي تراكمت عليه بفعل الطلاء المتكرر، حيث ان هذا الطلاء تغلغل في حفر الحجر وصعب من عملية التنظيف."

ويوضح إدكيدك بان مراحل تنفيذ المبادرة، تبدأ  بعدة خطوات هي: تنظيف الواجهة برشاش الماء لإزالة الطلاء، اضافه مادة مزيلة للطلاء الزيتي ثم الرش بالماء مرة أخرى وتنظيف الحجر بفرشاة خاصة لإزالة الالوان داخل الثغرات، و من ثم تكحيل الواجهة من جديد وذلك لان الكحلة في معظمها متآكلة، وطلاء الباب والزخرفة الحديدية فوق عتبة الباب."