القيادة اعترفت بيهودية الدولة! !

في البداية لابد ان نوضح بعض النقاط ونذكرها حتى تعلم القيادة أن الشعب الفلسطيني يختلف عن باقي الشعوب ولايمكن استغفاله أو تضليله حتى وان كانت النخب الفاسدة المستفيدة من هذه القيادة ترتل آيات التسوية والسلام مع طلوع الشمس وغروبه ، وحتى نضع المواطن الفلسطيني بالصورة وهو صاحب القضية ولايجوز ان تكون القضايا المصيرية التى تحدد مستقبله ومستقبل قضيته رهن "سرية التفاوض "

بعد أن استقال الفريق المفاوض ووضع ورقة استقالته في تاريخ 30 -10 2013 ونخص بالذكر هنا السيد محمد اشتية وصائب عريقات وتمسك السيد اشتية باستقالته طرحت بعض التساؤلات والاستفسارات لماذا وكيف وهل؟ قبل ان نجيب على هذه الاسئلة وغيرها وقبل أن نوضح كيف عاد الفريق المفاوض لابد أن نذكر المطالب الرئيسية لرئيس الحكومة( الاسرائيلية) نتنياهو وهي الاعتراف "بيهودية الدولة " بالاضافة للترتيبات والاحتياجات الأمنية "لاسرائيل"
وهذه المطالب في كل لقاء تفاوضي كانت "العقبة" التي حاول الفريق الفلسطيني المفاوض ان يتحاشاها ولكنه لم ينجح ، وفي كل مناسبة رسمية أو غير رسمية يخرج علينا نتياهو ليذكر الفريق التفاوضي بالشروط والمطالب وعلى رأسها
" يهودية الدولة " ، وفي تاريخ 10 - 11 -2013 عبر نتنياهو عن أمله بالوصول الى تنازلات تاريخية وقال ان السلام البارد افضل من الحرب الساخنة واردف قائلا اننا ننتظر
" بن غوريون فلسطيني " لانهاء الصراع والاعتراف بدولة يهودية للشعب اليهودي وفي تاريخ 11 -11 - 2013 رد السيد اشتية على نتنياهو وقال لن نقبل بيهودية الدولة..

وبالمناسبة هذا هو السبب في استقالة السيد اشتية مسألة "يهودية الدولة " ، ولم يتأخر الرد الامريكي وكانت المكالمة الهاتفية من السيد كيري بتاريخ 12 -11 -2013 للرئيس محمود عباس وحملت هذه المكالمة بين ثناياها عبارات الشتم والتوبيخ والتهديد والوعيد وما كان من السيد عباس الا ان خضع ورضخ و كان رده للسيد كيري اتمنى اعطائي مهلة اسبوع لاقناع الوفد بالعدول عن قرار الاستقالة او سنشكل وفدا جديدا للتفاوض ،

وبالفعل ظهر السيد عباس يوم الاربعاء بتاريخ 13 -11 2013 على الشاشات المصرية وذكر هذا الكلام ليطمئن الجانب الاسرائيلي والامريكي ، وعلى الفور حدد السيد عباس الاجتماع للجنة المركزية قبل ان تنتهي" مهلة الاسبوع" وعند عودته من مصر اجتمعت اللجنة المركزية بتاريخ 18 -11 2013 وقررت الاستمرار بالمفاوضات ويبدو ان لهجة السيد كيري كانت شديدة ، ولكن اذا كان الفريق المفاوض والسيد اشتية قدم استقالته بسبب تعنت الاحتلال الصهيوني بموضوع "يهودية الدولة " فماذا يعني القبول باستمرار المفاوضات وبأمر من السيد كيري! !

ولهذا خرج رئيس الحكومة نتنياهو في نفس اليوم المقرر لاجتماع اللجنة المركزية وبعد ان وافقت على استمرار المفاوضات ولكن في المساء بتاريخ 18 -11 -2013 يدعو السيد عباس لالقاء كلمة في الكنيست للاعتراف بالعلاقة التاريخية للشعب اليهودي على هذه الارض اي بمعنى اخر
"يهودية الدولة " وكأنه يقول للجنة المركزية طالما قبلتم باستمرار المفاوضات على رئيسكم أي "عباس "ان يأتي الى الكنيست ليقر ويعترف "بيهودية الدولة " ولايكفى القبول بها شفهيآ! !

يا للعار الهذه الدرجة وصلت ما تسمى قيادة الشعب الفلسطيني

وللتذكير فقط في نفس التاريخ أي 18 - 11 2013 كان نتنياهو مع رئيس الوزراء هولاند وقال نتنياهو.. أعلن قبول حل الدولتين واقبل بالحل السلمي مقابل الاعتراف" بيهودية الدولة "
وبالتالي الشرط الاساسي لاستكمال المفاوضات قبول الجانب الفلسطيني بما يسمى ( يهودية الدولة )

وبعد ذلك حضر الرئيس عباس القمة العربية الافريقية في الكويت واتجه الى السعودية بتاريخ 20 - 11 - 2013 ليشرح للجانب السعودي الضغوط التي تعرض لها للقبول بيهودية الدولة ومن ثم اجتمع في رام الله بمبعوث السلام مارتن انديك للاستعداد للخطوة المقبلة وهي "الاحتياجات الأمنية " لدولة (اسرائيل ) والتحضير لزيارة كيري المرتقبة وبالفعل اجتمع السيد عريقات وليفني بعد أيام لوضع اللمسات الاخيرة ..

وبعد ذلك حضر السيد كيري وأعلن عن "المؤامرة" وعن الاحتياجات الأمنية لدولة (اسرائيل) واعذرونا ان اطلنا عليكم بسرد خط سير القيادة الفلسطينية ولكن للتوضيح فقط ...المؤامرة هي القبول بشروط نتنياهو ..أوباما
اولآ يهودية الدولة.. ثانيآ الاحتياجات الامنية المزعومة لدولة الكيان والرضوخ للجانب الامريكي والتهديد الاوربي والدول المانحة التي بعثت برسالة للجانب الفلسطيني تقول لا نستطيع الاستمرار بالدعم المالي دون تحقيق تقدم في مسيرة التفاوض ..

وبالتالي شعر الجانب الفلسطيني أن مستقبله ومستقبل سلطته على حافة الهاوية اذا رفض الاستمرار بالمفاوضات ولو على حساب الثوابت الوطنية وبالتالي قدموا المصلحة الشخصية على المصلحة الوطنية ..

الاعتراف بيهودية الدولة تعني تصفية القضية الفلسطينية والقبول (بالدولة الضفاوية ) والاحتياجات الأمنية تعني القبول بتقزيم القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني والقبول بدولة "ضفاوية" على مساحة 9 % من أرض فلسطين التاريخية يعني ضياع الحلم الفلسطيني ...

وعلى ضوء ما تقدم على الجميع ان يكون لديه الحس بالمسئولية الوطنية ومن باب الشعور بالمسئولية نطالب الجميع وفورآ تقديم استقالتهم حتى لايكونوا جزء من هذه المؤامرة كما فعل السيد محمد اشتية ..

نطالب المجلس التشريعي والحكومة الفلسطينية واللجنة المركزية والمجلس الثوري والمجلس الوطني واعضاء منظمة التحرير الفلسطينية وكل من له علاقة بالسلطة من قريب او من بعيد بالإسراع بتقديم استقالته والبدء بتشكيل قيادة وطنية جديدة لانتشال المشروع الوطني الفلسطيني من هذا المستنقع الخطير وللتصدى لهذه المؤامرة وللمحافظة على ماتبقى ...


والرسالة لابناء الفتح اعزلوا هذه القيادة العاجزة الفاشلة التي جرجرتكم الى مربعات السلام "المشبوه" وهذه فرصتكم لتشكيل لجنة مركزية جديدة ومجلس ثوري ومكتب سياسي واعادة هيكلة التنظيم على أسس وقواعد جديدة ..لتكون فتح الكفاح المسلح ..فتح العاصفة وذراعها العسكري كتائب شهداء الاقصى ..لتكونوا الى جانب اخوانكم من الفصائل على أساس الوحدة الوطنية ومقاومة الاحتلال ...اعزلوا هذه القيادة التي زرعت بذور الفتنة والانقسام بين ابناء الشعب الفلسطيني ، مسؤولية حركة فتح تقع على عاتقكم لتحريرها من هذه الفئة التي استولت وسيطرت عليها
وسط معمعة التسويات ودهاليز السلام ...

أخي يا رفيق النضال هل مازلت تذكرها وترددها وتنشدها
أخي يا رفيق النضال...
ان هذه الحركة وهذا العمل لأمانة وطنية ومسؤلية تاريخية ، فلتتحمل الأمانة الغالية ولتقدر المسؤلية التاريخية ، ولتهيئ كل من حولك ولتلهب روح العمل الثوري المنظم في كل نفس عربية مخلصة لفلسطين ، مؤمنة بتحريرها ، ولنروض جميعآ انفسنا على الصبر ومواجهة الشدائد واحتمال المكاره والبذل والتضحية والفداء بالروح والدم والجهد والوقت وهذه كلها من أسلحة الثوار

ما أجمل هذه الكلمات والعبارات التي تفوح منها رائحة الوطن ..هذا الوطن المسلوب والمنهوب من ثلة تسعى لتصفية القضية وتمزيق الوطن ...
ان الشعب الفلسطيني نشأ وترعرع على حب الوطن والتضحية من أجل هذا الوطن ، كان ومازال وسيبقى شامخآ لاينحنى ولايلين ولايهدأ ولايستكين ، سلاحه الايمان بالله وحده لاشريك له ، لايساوم على الحقوق والثوابت ، ويرفض الخضوع والخنوع ، لم تنل الظروف المعيشة والاقتصادية منه شيئآ ، ارادته صلبه فهي كالحجارة بل أشد قسوة .

إن قيادة حركة فتح الحالية شاخت وهرمت وبلغت من الكبر عتيا، ضعيفة ، عاجزة، مسلوبة الارادة والسيادة، مرتهنة للخارج ومرهونة للدول المانحة وماهذه الفتح التي عرفناها ، فتح الكفاح المسلح ، فتح البندقية ، فتح الثورة ، هذة القيادة انحرفت وأضاعت الطريق ، هذه القيادة حولت الثورة الفلسطينية الى مؤسسة مالية استثمارية ربحية مع بعض الامتيازات والحوافز والمناصب والمواكب وبطاقات vip أي ثورة هذه ، وأي تحرير هذا وأي مال هذا الذي ينزع منا كرامتنا وضميرنا وانتمائنا لهذا الوطن

اي زمان هذا الذي تنتهك فيه اعراض الفلسطينيات اللاجئات ، اي زمان هذا الذي نشاهد فيه المناضل والفدائي والمقاتل يتسول لقمة العيش وقيادته تعيش حياة الترف والبذخ ، هل هذه قيادة فتح؟
هل هذه القيادة مؤتمنة على الشعب والوطن والقضية ، انتم لاتمثلون الا انفسكم معزولين في مكاتب مكيفة منفصلين عن الواقع وعن الشعب ، هذا الشعب الذي قدم الشهداء والاسرى والجرحى من اجل الاهداف السامية تحرير الوطن والمواطن وانتم قيدتم الوطن والمواطن ، حولتم حركة فتح من مشروع وطني سياسي الى مشروع سلطوي انتهازي...
حان وقت التغيير ..