صور.. المدارس والمساجد مأوى عشرات العائلات المشردة بسبب المنخفض الجوي

لم تجد عشرات الأسر المشردة بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة جراء المنخفض الجوي الذي يضرب الأراضي الفلسطينية مأوى، حيث  أدى لمنخفض لتدمير عشرات المنازل وتطاير أسقفها، خاصة منازل الصفيح والاسبست والبلاستك..

مع مرور الوقت وازدياد حدة المنخفض الجوي الذي يضرب الأراضي الفلسطينية برودة وتزايد كميات الأمطار خاصة في قطاع غزة، تتفاقم معاناة الأسر المذكورة والتي يفوق تعدادها نحو 63 فردًا، التي وجدت ضالتها داخل المدارس والمساجد، في ظل عدم توفر المعونات اللازمة وبشكلٍ كافِ.

ويتخوف السكان خاصة المشردين من تفاقم أوضاعهم في ظل البرد القارص والحديث عن تزايد كميات هطول الأمطار والثلوج على مختلف المحافظات، بالتوازي مع تأخر وصول المساعدات بشكلٍ كافِ خاصة الفراش والملابس اللازمة التي تقيهم البرد القارص.

صرخة ومعاناة تتفاقم..

عبد الله أبو شباب وشقيقه جمعة يقطنا بشقتين سكنيتين لا تتعديان مساحتهما الـ100 متر مربع ، أسقفهما من الصفيح، تطايرت بفعل شدة المنخفض وهما نيام، وتساقطت الحجارة التي تثبتها على رؤوسهم ونجا أطفالهم بأعجوبة بعد أن سقطت الحجارة بجوارهم.

عبد الله وشقيقه اللذان يقطنان بمنطقة الساقية في بلدة بني سهيلا، لم يجدا مأوىً لهما سوى الذهاب لمدرسة "شجرة الدر" في البلدة، والجلوس داخل غرفةٍ صغيرة وهي "صف دراسي" بها القليل من الفراش والأغطية والملابس، لا يقيهم برودة الطقس.

ويلفت إلى أن شقته وشقة شقيقه تدمرتا بشكلٍ شبه كامل ويصعب العودة للعيش بهما، قبل أن يتم تثبيت ألواح الصفيح (الزينجو) التي تطايرت بفعل شدة الرياح، والأثاث الذي تدمر نتيجة سقوط الحجارة عليه، وغمرت مياه الأمطار كافة أركان الشقة، مناشدًا كافة الجهات لإغاثته.

ولا يختلف الحال كثيرًا بالنسبة للمواطنة فوزية أبو دقة (53 عامًا) والتي جلست تحمل عصًا بيدها تتكئ عليها (عكاز) وبجوارها أطفال نجلها وزوجته داخل فصلٍ دراسي تحول لمنزل يؤويهم، بعدما دمرت الرياح ومياه الأمطار المنزل بالكامل.

وتقول أبو دقة أبو لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : "تطاير سقف المنزل بالكامل وتلف الأثاث بفعل مياه الأمطار التي غمرته وأصبح غير صالح للسكن، وعليه قررت قوات الدفاع المدني إخلائنا من المنزل ونقلنا للمدرسة كونها مكان أمنّ والمأوى الوحيد في ظل الوضع الحالي".

وتطالب الجهات المُختصة بالإسراع بإغاثتهم وتقديم المساعدات اللازمة من غطاء وملابس وطعام، لحين يتم حل مشكلتهم وترميم منازلهم مُجددًا، مضيفة : "البرد القارص ليس باستطاعتنا تحمله مُطلقًا، لقلة وسائل التدفئة، ونخشى من إصاباتنا بأمراض الشتاء".

تقديم معونات عاجلة..

بدوره، يوضح مدير مدرية الشئون الاجتماعية في خان يونس طلعت أبو جامع لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء": إلى أنهم أجلوا نحو 17 أسرة غرقت منازلها بالمياه ودمرت بشكلٍ شبه كامل، وأصبحت غير صالحة للسكن، لمراكز إيواء تم فتحها أمامها من قبل قوات الدفاع المدني ووزارة الشئون الاجتماعية.

ويشير أبو جامع إلى أنهم أجلوا تسع عائلات لمدرسة شجرة الدر في بلدة بني سهيلا، وأربع عائلات على مدرسة عبد القادر الحُسيني بمعسكر خان يونس، وستة أخرى لمدرسة الفخاري ومسجد نوح المجاور.

ويضيف "تعاملنا مع نوعين من العائلات مُنذ أول أمس، عائلات جرى نقلها لمراكز إيواء لعدم صلاحية منازلها للسكن بعد أن دمرت بفعل مياه الأمطار والرياح، وتم تقديم أغطية وكشافات لها وطعام وحليب أطفال وملابس ومعظم ما يلزمهم ويلزم أطفالهم".

ويلفت أبو جامع أنه جرى توزيع أثواب بلاستيك، وتقديم مساعدات عينية وغذائية من ملابس وأغطية وكشافات إنارة وطعام لعائلات أخرى تضررت جزئيًا، مشيرًا إلى أن الدفاع المدني يخلي العائلات المنكوبة لمراكز الإيواء، ونحن بدورنا نتعامل معها بعد ذلك، ونقدم لها ما يلزم.

ويبين إلى أنهم تعاملوا مع نحو 50 منزلًا في خان يونس، مؤكدًا أن جهودهم مازالت مستمرة على مدار الساعة لتقديم يد العون بما توفر من إمكانيات للأسر المتضررة جزئيًا أو كليًا نتيجة المُنخفض الجوي الذي يضرب الأراضي الفلسطينية.

مواصلة جهود الإنقاذ..

من جانبه، يقول نائب مدير الدفاع المدني في غزة سعيد السعودي : "كميات الأمطار التي هطلت على القطاع كبيرة وغير متوقعة، أدت لإغلاق كثير من الطرقات، ومنازل بمنطقة مُنخفضة غرقت بالكامل، خاصة بمحافظتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة، وتم إيواء تلك العائلات لمناطق أمنة وتقديم لها يد العون".

ويؤكد السعودي إلى أن منسوب المياه في وادي غزة ارتفع بسبب فتح السدود والعبارات المتواجدة شرق المحافظة الوسطى، مما أثر على المباني المجاورة ودخول المياه داخلها، لكن الوضع ما زال مُطمئنًا، ولم يصل لحد الخطر، لكننا نتخوف أن يصل لحد الخطر في حال زادت كميات المياه بالساعات القادمة.

وكشف عن خطة وضعها جهاز الدفاع المدني للعمل خلال المنخفض، وأهمها استدعاء المُنقذين البحريين بمعداتهم ومراكبهم في حالة الحاجة لهم، وكذلك العمل على وضع سواتر ترابية لمنزل دخول المياه بالمنازل المنخفضة.

ونفى السعودي وجود حالات وفاة جراء المنخفض، لكنه أشار إلى وصول 30 مصابًا بجراح طفيفة، عدا واحدة متوسطة إلى خطيرة لمواطن سقط من فوق منزله أثناء محاولته تثبيت ألواح الزينجو فوقه، داعيًا المواطنين لأخذ أقصى دراجات الحيطة والحذر، والاتصال على أرقام 102 و109 في حال أي طارئ.

عدسة "وكالة قدس نت للأنباء" رصدت هذه المشاهد في هذا التقرير ..

تصوير : عبد الرحيم الخطيب

 

 

المصدر: خان يونس - وكالة قدس نت للأنباء -