قطر تلك الإمارة "الميكروسكوبية" بفعل الكاز والغاز وقناتها الإعلامية "الجزيرة" الضخمة الإمكانيات وبفضل الدعم السياسي الأمريكي لها،لعبت دوراً واحتلت مكانة اكبر من مكانتها عربياً وإقليميا ودولياً مئات المرات،وقطر التي يبعثر امرائها وشيوخها المليارات من عائدات النفط يميناَ وشمالاً،اتت في إطار سياسة امريكية،تستهدف نشر الفوضى الخلاقة في المنطقة العربية وإغراقها في الفتن والحروب المذهبية والطائفية،وبما يضمن تجزأتها وتقسيمها وتذريرها وتفكيكها جغرافياً،ومن ثم اعادة تركيبها على شكل كيانات اجتماعية هزيلة خدمة لذلك المشروع،وكذلك رغبة نرجسية عند شيوخها وامرائها في أن يصبحوا رقماً صعباً في المعادلات العربية والاقليمية والدولية،وكانوا يعتقدون بأن نفطهم وكازهم وجزيرتهم قادرة على فعل الكثير الكثير بما في ذلك شراء موقف دول واحزاب وأفراد وتطويعهم لخدمة مشاريعها في المنطقة، والمتتبع لمسيرة قطر في المنطقة،يلحظ بشكل واضح بأنها تنشر الخراب والدمار والقتل،أينما حلت اموالها وفعلت وسيلة إعلامها المشبوهة المرامي والأهداف"الجزيرة" والتي كانت تلعب دوراً بارزاً في عمليات التحريض والتشويه وقلب الحقائق لما يحدث عربياً،وكانت تعمل على دس السم في العسل،وسعت الى كسب ثقة الجماهير،لكي تستطيع تسويق مواقفها ورؤيتها خدمة للمشروع الذي تعمل من أجله،وفي هذا الإطار وجدنا ان "الجزيرة" حاولت جاهزة أن تكسب ثقة الشارع الفلسطيني،من خلال ما كانت تبثه عن محاصرة الرئيس الشهيد أبا عمار،وبالتحديد عبارته المشهورة "عالقدس رايحين...شهداء بالملايين"،وكذلك تقارير حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أواخر عام/2008،وما يتعرض له الأطفال من قتل على يد القوات الإسرائيلية ،واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً في القصف...الخ،وهذا شكل لها رصيداً عند الشعب الفلسطيني،وبالمقابل هي من بثت تقريراً بعنوان كشف المستور،حول تنازلات قدمها المفاوض الفلسطيني في قضية القدس وتبادل الأراضي واللاجئين،وبالذات صاحب نظرية الحياة مفاوضات صائب عريقات،وهذا عنى بشكل واضح ان هذه سلطة منتفعة ومرتزقة ولا تعبر عن أماني وتطلعات الشعب الفلسطيني،وليست امينة على حقوقه،وليس هذا فقط بل قطر هي التي دعمت ما يسمى بقوى الثورة أو "الربيع" العربي،وهي من اغرقت المنطقة العربية في فتن مذهبية وطائفية،حيث نشرت القتل فيها وكذلك دمرت بلدانها وخربت اقتصادها،وأفقرت شعوبها وعرضت خيراتها للنهب والسرقة،وهجرت سكانها،ولنا أمثلة حية وبارزة في هذا الجانب،فهي من إستبسلت في دفع الدول العربية عبر الجامعة العربية،الى أخذ قرار بإستقدام القوات الأطلسية الى ليبيا،تحت ذريعة ويافطة انقاذ الشعب الليبي من الدكتاتور الراحل معمر القذافي،وإشاعة الديمقراطية،لكي نجد ليبيا مقسمة الى ثلاث دويلات وغارقه في الحروب العشائرية والقبلية ومنعدمة الأمن والأمان وثروتها النفطية تحت السيطر والأطلسية،وأمرائها يقتتلون على المصالح والمراكز والنفوذ والإمتيازات.
وكما فعلت في الليبيين فعلت نفس الشيء مع حركة الإخوان المسلمين وحركة حماس،حيث هي من لعبت الدور البارز في دفعهم الى ممارسة سياسة الإقصاء مع كل مكونات المجتمع المصري،بعد وصولهم للحكم،وعدم الإلتفات الى هموم ومشاكل الشعب المصري وتغليب الايدولوجي على الوطني،خدمة لحركة الإخوان المسلمين،الذين أصبحوا هم" المالكين" الحصريين للحقيقة،يكفرون من يشاؤون ويمنحون صكوك الايمان لمن يريدون...وليضيق بهم المجتمع المصري ذرعاً،ويخرج في ثورة عارمة أفقدتهم الحكم في زمن قياسي،بل ولربما تخرج الحركة من العمل السياسي لعشرات السنيين القادمة،ونفس الشيء عملوا مع حركة حماس،حيث دفعوها لتغليب مصالحها الذاتية على مصالح الشعب الفلسطيني ومغادرة محور سوريا- ايران - حزب الله،وكذلك التآمر على النظام المصري الجديد،مما جعلها تجد نفسها بين السماء والطارق،حيث مصر أقفلت ودمرت الأنفاق،والعواصم الأخرى سدت في وجهها،حتى الدوحة أصبحت تشعر بالحرج لوجود قادة حماس عندها،وقطر كانت تريد أن تتسيد وتتزعم العالم العربي،حيث كان لها السطوة على النظام المصري في عهد الإخوان،حتى على قرارات الجامعة العربية،حيث جندت كل ذلك من أجل إسقاط النظام السوري،ولكن كل ذلك لم يستطيع ان يسقط النظام السوري،ولتقدم أمريكا على تغيير النظام هناك محملة اياه مسؤولية نشر الأكاذيب،حول سرعة إسقاط النظام السوري،وبالتالي وقوع المنطقة العربية،تحت السيطرة الأمريكية،وإقامة مشروع الشرق اوسط الكبير..،وقطر كذلك كان مناط بها تطويع الحلقة الفلسطينية،لكي تستجيب لشروط وإملاءات اسرائيل وامريكا في فرض تسوية تصفي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني،وتجبر قيادته على الإعتراف بيهودية الدولة....وهذا أجج مشاعر الفلسطينيين،حيث ان مكتب الجزيرة في رام الله جرت محاولات لحرقه أكثر من مرة،وكذلك عمدت حركة الشبيبة الذراع الطلابي لحركة فتح الى حرق واعدم دمى لشيخ قطر السابق حمد بن جاسم....ورغم كل ذلك،فإن سلطة عباس ورجالاتها،لم يقطعو حبل الود مع مشيخة قطر،بل رئيسيها ومفاوضيها وقيادات فتحاوية،كانت تطير الى الدوحة في كل دعوة توجه لها من شيوخ إمارة قطر،قطر التي خونتهم ووصفتهم بالمرتزقة وتجار المشروع الوطني،يرتمون في أحضانها بحجة انها توفر لهم المال،وترعى مصالحة وهمية مع حماس،فأي تجار هؤلاء ؟،وأي حوار يتحدثون عنه؟،فلربما تصبح الدوحة عاصمة لكل المطرودين من رجالات السلطة وحماس والإخوان وداعش والجيش"الكر" وقد سبقهم الى ذلك الشيخ الفيلسوف عزمي بشارة،فهذه خلطة عجيبة ،تجمع كل المهزومين والمطرودين.