يشهد قطاع غزة هذا العام منخفض جوي لم تشهده البلاد منذ 140 عام ، وما يتلوه من موجات من الثلوج والصقيع ، ليكشف سوءة المتبجحين وعورة المتآمرين وبشاعة وظلم وإجرام المحاصرين لها ..
حصار اللاجئين والفقراء والثكلى والمحرومين المتراميين في مخيمات غزة وإطرافها .
هذا المنخفض الجوى العميق جاء يذكر العرب والعالم بأن اللاجئين لازالوا يعانون مرارة اللجوء ،وخلعهم عنوة من أراضيهم وربوعهم الخضراء التي كانت يوما جنات النعيم لهم ..
ونحن في عالم الالكترونيات وطفرة الموارد والاكتشافات ، زمن الذرة ونواتها ، نحن شعب لا زلنا نبحث عن إنارة بيوتنا في عتمة المنخفض ، ولازال أطفالنا لم يجدوا مواقد للتدفئة إلا أحضان أمهاتهم ، وفقراءنا يجمعون الحطب للهروب من ظلم البرد والقهر ..
يا من تنعمون بالتدفئة المركزية والمكيفات الراقية ، يا من تنامون على حرير مكيف الكترونيا ، وتعانون من التخمة ، أيها العرب العاربة والمستعربة ، الم تلعب أصابعكم الناعمة في جهاز تحكم تلفازكم ورأيتم كيف غزة تغرق ، وكيف يغرف أطفالها وشيوخها ونسائها ، وكيف يعانى الفلسطينيين لجوء فوق اللجوء ،
يا ملوك النقط وآباره هل سمعتم أن شعب في القرن الحادي والعشرين لازال يفتقد الكهرباء والغاز والسولار وكافة مشتقات الوقود ؟
وانتم يا أمراء الانقسام أيها المجعجعين الراقصين على آلامنا إلا تكفى أكاذيبكم ، ألا تكفى تجارتكم بمعاناتنا ، نحنن نموت كل يوم ألف موته فماذا انتم فاعلون ، بتنا نلعن انقسامكم ، ونلعن معاطفكم المستوردة ، ونرى النفاق والكذب يخرج عبر وجوهكم التي أصبحت غير مقبولة لنا ، لان غزة تغرق لست فقط بمياه أمطار المنخفض ، بل أصبحت تغرق من كل شيء، حتى من دموعكم التمساحية الكاذبة ، نحن حبل صرة القضية الفلسطينية وحاملين عرشها إن كنتم تخططون لإركاعنا لأجندات ومصالح بعيدة عن تراثنا فلن نرضى ، وسنصبر على غرقنا ونموت غرقى المبادئ نحن الكبار لكي ينجى أطفالنا من الطوفان القادم ، وسيأتي يوما نعلم أطفالنا كيف يطرقون جدار الخزان .