1- يقال دائما أن الأعمال العظيمة هي نتاج حبنا الأكيد لأعمالنا، وهي بنات أفكارنا، وتصميمنا نحو الإنجاز، وفي العام الماضي حين تعثرت كل الجهود نحو انطلاقة فتحاوية مجيدة، كان البحث في كل الأوراق والبدائل لكي يستمر العمل وتسعد الجماهير المتعطشة، وصدرت التصريحات السياسية والمتناسقة، حتى جاءت لحظة الحقيقة 4/1/2013 .. فشكرا كل الشكر لإرادة القيادة وحب الجماهير .
2- الفرق بين المبدع وبين مَن لم يبتكر أي شيء هو الحافز، والحافز المعنوي أرقى تأثيرا من المادي، وان كان تمازجهما معا سيعطي التأثير الأقوى، لقد كان كل الهيكل التنظيمي ملتحما مع الجماهير مع ابن الشارع ومع الزهرة والشبل والأخت والأخ والشيخ الكبير والشبيبة اليافعة، لوحة فتحاوية رسمت حدود الحلم الجميل، وتحقق، لقد تحققت لهفة الناس وحبهم الكبير بأن يكونوا جزءً لا يتجزأ من الحراك الحركي الجماهيري التعبوي، وتجسد هذا على الأرض فوق ساحة الشهيد الخالد الرئيس ياسر عرفات في قلب مدينة غزة الحبيبة .
3- لا نشعر اليوم وهذه حقيقة أن هناك ظروف مشابهة للعام الماضي، فلقد كنا جميعا وقد خرجنا من عدوان سافر وظالم وشارك كل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في تشكيل لوحة وطنية راقية، ولهذا كان اليوم التالي لإنهاء العدوان يوم عظيم ومشهود كل الفصائل تحمل راياتها وأعلام فلسطين تزين بها المكان والشوارع، ونحن اليوم بأمس الحاجة لتكرار هذا المشهد الوطني العظيم، من حيث الالتحام الجماهيري والوطني العام.
4- أي محاولة لكي نصنع بطولة من السراب هي أشبه بغبار محمل بالأتربة في أجواء حارة، ستغمض العيون حتى تعبر هذه الأتربة، ولن تكون عاصفة، إن الانغماس في العمل على أرض الواقع وامتزاج الأفكار مع البرنامج ومشبعة بالحب والعاطفة والرغبة والمصداقية تمثل قمة الشجاعة لتنفيذ الحلم والطموح، وهدف تعبوي وثقافي وجماهير وهذا سمة من سمات القيادة وما تملكه من " سحر قيادي " يبقى أثره على مر الأيام .
5- القيادة الملهمة هي التي تحقق مثلث القيادة حيث الرؤية والإلهام والمبادرة، وبجانبها العمل الجماعي والشفافية من كل جوانبها، والوثوق في الآخرين لا أن يتم تشكيل أضداد هنا وهناك، والإصرار والتخطيط المنفتح، هذه القيادة تشكل أهم حلقة بل على رأس حلقات التفكير الإبداعي، وهناك فرق بين الفكر التقليدي والإبداعي وكذلك الإرادة .
6- تجلت عظمة العمل التطوعي الشبابي في الانطلاقة الـ48 فيما غابت هذه المظاهر من لحظة انتهاء فعاليات الانطلاقة وحتى كتابة هذا المقال، وهذا يستدعي الدراسة المعمقة والحقيقية للإجابة عن السؤال " لماذا، والى متى" ، مع العلم أن الثورة الفلسطينية بدأت من خلال ثلة من الرجال المتطوعين من أجل فلسطين، وبل قدموا أرواحهم تقربا لله وقربا من فلسطين، واليوم نحن نبتعد عن هذه الأعمال التطوعية، فهل المشكلة في المتطوعين أم أنه لا توجد قيادة توجد مساحة لهم وبرنامج تطوعي يقوموا به في شتى المجالات.
7- كلنا يعرف قصة حلم (والت ديزني)، فقد كان موته مسبوقاً بحدث كبير، حيث انه قبل موته بليلة في نفس حجرته في المستشفى . أصر صحفي على مقابلته، وقد كان فريق عمل المستشفى قد رفض دخوله الغرفة مرات عديدة، وعندما استطاع الدخول لم يستطع (والت ) أن يجلس أو ان يعلو صوته عن الهمس، فطلب من الصحفي أن يجلس بجانبه حتى يهمس في أذنه، ولمدة 30 دقيقة، كان (والت) يجلس جنباً الى جنب، حيث أشار (والت)الى خريطة خيالية عن عالم والت ديزني على السقف، وأشار والت الى المكان الذي خطط ان يبني فيه البنايات وأماكن الجذب المتنوعة، لقد تحدث عن المواصلات والفنادق والمطاعم وأجزاء أخرى من تصوره لمكان لم يُفتتح إلا بعد ست سنوات. فطريقة (والت ديزني) في الحياة كانت: ان همس في أذن شخص بتصوره عن الذي يؤمن به إلى حد كبير حتى وهو على فراش الموت.