ما زلت خلافاتنا في داخل أورقة حركة فتح تحتل الصدارة في حديث الشارع الفلسطيني وخاصة أبناء حركة فتح المتعطشين دوما لوحدة الحال الفتحاوي للخروج من حالة اليأس والإحباط السائدة نتيجة تراكم الخلافات التنظيمية وظهورها على الملأ، واستمرار التجاذبات بين المستويات القيادية التي تدلي بظلالها على أبناء حركة فتح، وإصابة جسد التنظيم بالوهن والاستكانة والخنوع والتراجع دون إيجاد العلاج المناسب، واستمرار الخلافات المبطنة ليحقق البعض ما يريده من ورائها في ظل غياب القرارات التنظيمية الجريئة لمحاسبة المخالفين وفق النظم التنظيمية والأعراف السائدة في العمل التنظيمي .
لا نبالغ حينما نقول بأن الحركة في حالة انهيار في أطر الحركة نتيجة غياب الرؤية التنظيمية الصحيحة في التكليفات والاختيار المناسب على المستويات القيادية عن سبق إصرار من أجل إشباع رغبات وأهواء بعض القيادات لتحقيق مصالحهم الشخصية في ظل الحديث عن قرب انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح، ونحن هنا لا نضع الجميع في قارب واحد، رغم أنهم تجاوزوا في حرمة الفتح وأبنائها كل حدود، من خلال تسويقهم لتوجهات شخصية بوهم التصنيفات، هذا الواقع الذي قد يعصف بمستقبل وحاضر وماضي الحركة، وقد تصل أمور التنظيم إلى حالة يستحيل معها إصلاح وتصويب مسار الحركة، ولا نعلم أين تسير الأمور في كواليس قيادة التنظيم، ولا نسمع لهم قولاً أو رأياً، وأن لا حياة لمن تنادي، وكل ما نسمعه أخبار تتداولها وسائل الإعلام، فقد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
لقد آن الأوان يا قيادتنا الموقرة بوضع الأمور التنظيمية في سياقها الحقيقي نحو تلبية الرغبات القوية لقواعد حركة فتح الذين يتطلعون دوما إلى لملمة صفوف الحركة بعيدا عن التصنيفات، فالفرصة قائمة نحو المكاشفة والصراحة والوضوح في طرح البرامج التنظيمية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، وإتاحة الفرصة الكاملة لترميم البيت الداخلي وفق رؤية متفق عليها على قاعدة توحيد الجهد الفتحاوي على قاعدة فتح أخوة محبة عطاء، ولما فتح مليئة بالعقول النيرة ومن حق هذه العقول الفتحاوية علي القيادة احترامها وتقديرها والاستفادة منها، وعدم الاستخفاف أو الاستهانة بها، أو الإسقاط من شأنها، ومن أشكال الاستخفاف والاستهتار بعقول الفتحاويين الشعارات البراقة، والوعود المطمئنة، فاحترام العقول أولا أساس بناء الثقة في التنظيم نحو البناء والتطوير
أرحموا فتح أيها القادة، واستريحوا أنتم أيضا من وهم القيادة والتفرد بالقرار لأن فتح ليست مشروع مزاجي عابر، فهل هكذا تقاد حركة فتح؟ سؤال ننتظر إجابة عليه من عناوين العقلانية، وحبذا لو اجتهدت كل مرجعيات التنظيم نحو لملمة اطر الحركة في سياقها الطبيعي الذي تعودنا عليه على مر تاريخ التنظيم العريق وإعادة الاعتبار للقاعدة الفتحاوية التي تنتظر المزيد من قيادتها على أمل تحقيق مصلحة ووحدة وتماسك حركة فتح، قفوا عند مسؤولياتكم فورا واعلموا بأن التاريخ لن يرحم، اعلموا بأن وحدة الحركة ولملمة الصفوف مسؤولية القيادة والتي ستحاسب عليها ، وحتما القواعد الفتحاوية ستقول كلمتها الفاصلة !!