الشجاع، وبساط الريح

بقلم: مازن صافي

الجبان هو من يخشى التعريف عن نفسه في حضرة الفعل الحقيقي، وهناك من يقول أنه من يخشى الجهر برؤيته وأحلامه، ويقال أنه من يتجنب المغامرة متعذرا بالأهوال الصعاب وطول الطريق، لكن متى يتقدم الشخص خطوة إلى الأمام فإنه لا يوصف جبانا، بل شجاعا، والشجاع هو من يحمل قضايا وهموم المحيطين به ويعرضها في وقت يجد أن من حوله متجمدين، غير عابئين، يستثمرون الحالة لصالحهم، ويخشون أن يفسروا أكثر فيتحملون مسؤوليات أكبر، وينفتحون على من هم تحت مسؤولياتهم وفي أعناقهم أمانة الحفاظ عليهم والقيام بواجباتهم المطلوبة .

الشجاع هو الذي لا يخشى الوقوف فوق سجادة بساط الريح متنقلا بين المدن وبين الحقائق، ويختصر المسافات وجغرافيا الزمان والمكان، لأنه لا يصمت على ظلم، ولا يعيبه أن يخرج عن المألوف وتفاصيل دقيقة يكمن في قلبها الشيطان كما يقولون فيوسوس " وأنت مالك سيب الخلق للخالق شوف حالك زبط أمورك مش دايمة خليك رايق" ..

إن ما يتيح للقيادي أن يتقدم هو تميزه بجوانب عدة غير متوفرة عند غيره، وهو لا يبحث عن شعبية هنا أو هناك، بل يوظف شعبيته في الإقدام على خطوات تبدو في أعماق من ينظرون له نظرة التقدير، بعض الخطوات تبدو للوهلة الأولى أنها مستحيلة أو صعبة المنال " هدفاً"، أو قل تحتاج إلى وقت أطول وفعل مستمر، لكن امتلاك القيادي القناعة والإقناع والرؤية المستقبلية ومتسلحا بالقراءات الواقعية والتقديرات المحتملة تمكنَّه من أن يتقدم خطوة أوسع إلى الأمام، إنها خطوة الموقف الذي يتطلب جرأة الجهر، وعدم إضاعة الوقت في البحث عن الأمور الشكلية أو المخاوف الواهية التي تسلبه الإرادة .

سألني صديق : هل يوجد انطلاقة هذا العام، قلت له لا أعلم، نظر لي بدهشة وبعض الغضب، هل المطلوب سرية في الإعلان، ضحكت من قلبي، وقلت دون أن يسمع ليتني أملك الجواب، فلا أحد يعلم هل يوجد احتفال بالانطلاقة أم لا وهل توجد مظاهر لها أم لا وهل تم البحث فيها أم لا وهل بالفعل على جدول الأعمال أم لا، لهذا أقول لصديقي العزيز، والله العظيم ولا سرية في القول إنني وحتى اللحظة وقبل سبعة أيام فاصلة عن موعد الانطلاقة لا يوجد لدي جواب ولا أعرف ولن أقول (لا) فلربما الأمر سري ولا يحتاج إلى الجماهير.

الفتحاويون في انطلاقتهم الـ49 وأسوة بكل بأعضاء الفصائل في انطلاقاتهم ، يعتبرون كل انطلاقة تجديد وعهد وقراءة وبرامج وفرحة، مطلوب قيادة في الميدان، نتعرف عليها ويعرفها الجمهور، وقلنا لا قيادة بدون جمهور، ولا قيادة دون برنامج، ومن حق الجمهور أن يسأل ويتساءل ويبحث ويقرر قناعات كيفما شاء لأنه صاحب حق وهو قاعدة الانطلاق في كل مشروع، وهؤلاء الزملاء الأعزاء في مواقعهم في المناطق والشعب التنظيمية هم أصحاب حقوق ولا يمكن التنكر لها أو إغفال صبرهم وتعبهم وكدهم وبقائهم في ولايات متتالية ولم يكافئوا ولم يشعروا بالأمان في مواقعهم الحالية، فكيف يشعروا بالأمان إن خرجوا منها، نرجو من الجميع إعادة قراءة هذا المشهد الجدي والذي لا يحتاج الى كثير من التفكير، وهنا نقول أن أي برنامج يخلو من ذلكم ومن نشر الوعي والاستنهاض والقراءة الدقيقة للواقع لن يكتب له النجاح وسيتحول إلى عبء إضافي وجهد سلبي، فإن كان بساط الريح أسطورة رسمها الفنان الروسي فيكتور في لوحة إبداعية مدهشة، فأرجو ألا يكون ما كتبته أيضا لوحة من الأساطير والأحلام والوهم وسجادة سحرية وقصة من قصص ألف وجع لا ينتهي .

عن أبى موسى قال: قال رسول صلى علية وسلم : "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا,وشبك بين أصابعه"متفق عليه.

وقال عليه الصلاة والسلام "مثل المؤمنين في توادهم وتراحـمـهــــــم وتعاطفهم، مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحـمى"

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والى لقاء ،،،