قلق اميركي من اعلان مصر "الاخوان" تنظيماً ارهابياً

عبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري في اتصال هاتفي مع نظيره المصري نبيل فهمي عن قلقه من تعزيز الملاحقات ضد الاخوان المسلمين في مصر بعد اعلان الحكومة هذه لجماعة "منظمة ارهابية".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي في بيان ان كيري دان في الاتصال الهاتفي الخميس مع نظيره المصري الهجوم الانتحاري الذي وقع الثلاثاء في المنصورة والتفجير الذي استهدف حافلة في القاهرة.

واضافت ان "وزير الخارجية عبر عن قلقه ازاء القرار الصادر في 25 كانون الاول/ديسمبر من جانب الحكومة الانتقالية المصرية باعتبار الاخوان المسلمين تنظيماً ارهابياً وحملات الاعتقال والتوقيف الاخيرة".

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية ان "كيري وفهمي وخلال الاتصال الهاتفي اتفقا على انه لا مكان للعنف في مصر وان الشعب المصري يستحق السلام والطمأنينة".

لكن كيري "شدد على الحاجة الملحة لعملية سياسية شاملة لكل الاطراف السياسية وتحترم حقوق الانسان الاسلاسية لكل المصريين من اجل تحقيق الاستقرار السياسي والتغيير الديموقراطي".

من جهة اخرى، قالت بساكي ان كيري اكد "ضرورة مراجعة الاحكام" الصادرة ضد ناشطين في منظمات غير حكومية، في اشارة الى احكام بالسجن لمدد تتراوح بين سنة وخمس سنوات، صدرت في حزيران/يونيو الماضي على 43 من المصريين والاجانب العاملين في منظمات غير حكومية.

قال مسؤول امريكي يوم الخميس ان إدارة الرئيس باراك اوباما لا تدرس أو حتى تناقش إحتمال ان تصنف الحكومة الامريكية جماعة الاخوان المسلمين كمنظمة ارهابية.

واضاف ان الادارة الامريكية تعتقد ان الحكومة المصرية تذهب الي "مدى بعيد جدا" في حملتها الحالية على الاخوان المسلمين ومؤيديهم.

لكن المسؤول الامريكي قال انه على الرغم من تحفظات ادارة اوباما على اجراءات الحكومة المصرية إلا انها لا تخطط لاتخاذ أي اجراء ضد مصر او السلطات المصرية ردا على تلك الحملة.

وكان المسؤول يتحدث بعد ان صعدت مصر الضغوط على جماعة الاخوان المسلمين اليوم باعتقال عشرات من أنصارها للاشتباه في انتمائهم الى منظمة ارهابية.

وأعلنت الحكومة المصرية يوم الاربعاء الاخوان المسلمين جماعة "ارهابية" ردا على هجوم انتحاري استهدف مديرية أمن الدقهلية في مدينة المنصورة شمالي القاهرة في وقت مبكر يوم الثلاثاء أودى بحياة 16 شخصا واتهمت الجماعة بتنفيذه.

وأدانت جماعة الاخوان المسلمين الهجوم الذي أعلنت جماعة اسلامية متشددة معروفة باسم انصار بيت المقدس المسؤولية عنه.

من جانبه أعرب أستاذ العلوم السياسية بجامعة "النجاح" الفلسطينية عبد الستار قاسم، عن استغرابه الشديد لقرار الحكومة المصرية باعتبار "الإخوان المسلمين" جماعة إرهابية، ووصف ذلك بأنه "قرار معتوه وغير عاقل" من شأنه التحريض على الفتنة والحرب الأهلية.
ونفى قاسم في تصريحات لوكالة "قدس برس" أن يكون للاخوان تاريخ إرهابي، وقال: "أستغرب حقيقة ما يجري في مصر هذه الأيام، كما أنه لا يوجد عاقل، وهؤلاء الذين يحكمون مصر الآن لا يفوتون فرصة لرفع مستوى التوتر إلا استغلوها في ذلك، فالاخوان تنظيم عالمي ولا يوجد في سجلهم ما يدل على أنهم من الإرهابيين، فهم لا يفجرون ولا يسفكون الدماء، وإنما هم جماعة دعوية لا تجبر أحدا على الانتماء إليها" بحسب قوله.
واعتبر القرار بأنه "جزء من قرارات أخذتها الحكومة المصرية من التي تؤدي إلى الهاوية، مثل قرار اعتقال الرئيس محمد مرسي بعد الاطاحة به وتوجيه تهمة التخابر له مع حماس، ثم اعتقال قادة الاخوان ثم الآن تصنيف الإخوان جماعة إرهابية، فهذه سياسة تقوم على الانتقام، ولا يمكنها أن تولد إلا الانتقام، ونفي الآخر سيدفع هذا الآخر إلى إثبات نفسه".
وأضاف: "مصر لا تحتاج إلى الانتقام والإقصاء مصر تحتاج إلى التسامح، لكن الذي يجري الآن خارج عن المعقول أصلا، بل لا يصدر إلا عن معتوه".
ورفض قاسم ما اعتبره "محاولة بعض قادة  حركة فتح والسلطة الاصطياد في هذا الملف" موضحا أن "من جر الشعب الفلسطيني إلى الفتنة ليست حماس وإنما هي فتح، التي وقعت على أوسلو من وراء ظهر الشعب الفلسطيني، ولذلك فالقرار المصري لا يلزم الفلسطينيين في شيء".

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -