الذكرى الخامسة لحرب " الفرقان" –"الرصاص المصبوب"

يصادف اليوم الجمعة، 27 ديسمبر 2012 الذكرى السنوية الخامسة لـ"حرب الفرقان" العدوان الاسرائيلية على قطاع غزة نهاية 2008 والذي استمرت 23 يوماً، مخلفة استشهاد 1430 فلسطينياً، 83% منهم من المدنيين، أي أن الغالبية العظمى من "الأشخاص المحميين" بموجب القانون الإنساني الدولي.

وقد تميزت هذه الحرب بأنها الحدث الأكثر وحشية في تاريخ الاحتلال الاسرائيلي، وأعلن على لسان رئيس وزرائه آنذاك ايهود أولمرت، أن هدف الحرب على غزة، هو تحقيق أهداف سياسية وعسكرية، وأبرزها " تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية في القطاع المحاصر, وإنقاذ الجندي جلعاد شاليط".

وجاءت الحرب التي تسميها حركة حماس "الفرقان" واطلقت عليها اسرائيل "الرصاص المصبوب" بعد انتهاء تهدئة دامت ستة أشهر، كان قد تم التوصل إليها بين حركة حماس وإسرائيل برعاية مصرية في يونيو 2008، حيث خرقها الاحتلال 162 مرة، ورفض رفع الحصار الذي يفرضه على القطاع وبالتالي عدم قبول حماس بتمديد التهدئة.

استمر الاحتلال بقصف قطاع غزة جوًا وبحرًا وبرًا لمدة سبعة أيام من العدوان، وفي اليوم الثامن، استدعى الاحتلال المزيد من قواته، وقرر التوغل نحو المجمعات السكنية.

واستخدم الاحتلال في الحرب أسلحة محرمة دوليًا، منها قذائف فسفورية، وقذائف مغلفة باليورانيوم، وقذائف مسمارية، إضافة لصواريخ الطائرات الـ f16، والزنانة، والأباتشي، وحمم الزوارق البحرية بأنواعها، والدبابات الأرضية.

قصف المنازل وبداخلها سكانها كان العنوان الأبرز للاحتلال وهو ما نسميه بـ"الإبادة الجماعية"..فقد استهدف الاحتلال منازل جماعية لعائلات فلسطينية، وقتل العشرات من ساكنيها دفعة واحدة، كما حدث مع عائلة الشهيد الشيخ نزار ريان، والقيادي سعيد صيام، وعائلات السمونى، والداية، والدلو، والبطران، وغيرهم.

نكبة جديدة خلّفها الاحتلال بعدوانه على القطاع، راح ضحيتها 1430 شهيدًا، من بينهم (926 مدنياً و412 طفلاً و111 امرأة)  و5450 جريح، و9000 مشرّد من بيته، و 224 مسجدًا مدمّرًا، و23 مرفقًا صحيًا، و 181 مدرسة تابعة لوزارة التعليم العالي، و26 مدرسة للوكالة، و67 روضة أطفال، و4 جامعات وكليات، و42 من مؤسسات الخدمة الاجتماعية.

ولم تسلم مقابر الموتى من صواريخ الاحتلال، فقصف الاحتلال 5 مقابر، أدت إلى نبش القبور وتناثر الجثث والأشلاء خارجها.

كما أقدم الاحتلال وفق المؤسسات الحقوقية، على تدمير 236 منشأة صناعية، 178 منها دمرت بشكل كلي ( 75%)، و58 منشأة أخرى أصيبت بأضرار جزئية (25%)، وتعمل هذه المنشآت في مختلف الأنشطة الصناعية.

المقاومة الفلسطينية بدورها، ردّت على الاحتلال، فاستهدفت قواعد عسكرية، ومواقع الاحتلال بواسطة صواريخ مختلفة المدى. 

وبحسب كتائب القسام التابعة لحركة حماس فقد أكدت أنها أحصت مقتل 48 جنديًا، وجرحت ما يزيد عن 411 آخرين، ونفذت أكثر من 53 عملية قنص للجنود. 

وبعد 22 يوما من بدء المعركة، في 18 يناير 2009 انسحب الاحتلال من قطاع غزة وأوقفت عملياتها بشكل أحادي الجانب، فيما أعلن الفلسطينيون أنهم انتصروا في معركة الصمود، دون أن يمكنوا الاحتلال من تحقيق أهدافه.

 

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -