عمت الفرحة والسعادة منزل الأسير رامي جودة زكي بربخ المنوي الإفراج عنه ضمن الدفعة الثالثة من الاسرى القدامى، بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، كذلك الحي الذي يعيش فيه.
وتحول منزل الأسير بربخ والحي الذي يعيش فيه، من حالة ترقب وخوف، لحالة فرح وسعادة، تنوعت ما بين إطلاق الألعاب النارية وتوزيع الحلوى، ونصب سرادق "خيمة" لاستقبال المُهنئين، فيما صدحت أصوات الطبل والزغاريد من أفواه أم الأسير وأخواته وأقربائه.
وشارك العشرات من عائلة بربخ في مسيراتٍ عفوية صغيرة احتفاءً بخبر إدراج اسم ابنهم رامي بالدفعة الثالثة من الافراجات عن الاسرى القدامى المتعلقين قبل اتفاق اسلو، فيما انشغل بعض الشبان بالدبكة على أصوات الأناشيد الوطنية، وانشغل البعض الأخر برفع الأعلام وتعليق صور الأسير على جدران منازل الحي ومنتصف الطرقات المؤدية لمنزلهم.
والأسير بربخ هو شقيق لشهيدين ( سامي وصابر ) أمضى في سجون الاحتلال 20 عاماً بعد أن حكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل ضابط إسرائيلي ( يوسي ) في الأراضي المحتلة عام 1948، وكان قد اختطف من قبل قوات الاحتلال عند حاجز مستوطنة "كفار داروم" آنذاك في تاريخ صادف نفس اليوم الذي ولد فيه في 7 / 10 / 1994 .
جودة بربخ والد الأسير رامي لم يستطع أن يصف شعوره وهو يستقبل عشرات المُهنئين، ويقول لـ مراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : "شعور لا يوصف ما كنت متوقع ان يتم إدراج اسم ابني بهذه الدفعة، لأننا انتظرنا الدفعتين الماضيتين ولم يتم إدراج اسم ابني".
ولم يستطع أن يُخفي بربخ تخوفه من تراجع أو تلكك الجانب الإسرائيلي بالإفراج عنهم، قائلاً : "الاحتلال الإسرائيلي غدار وتعودنا على ذلك منه، لكن نحن نوكل أمرنا لله عز وجل، وهو خير حافظ ومُسهل"، متوجهًا بالشكر للرئيس الفلسطيني محمد عباس الذي أحيا أبنائهم بعد أن كانوا بعداد الموتى.
ويشير والد الأسير بربخ "نجهز نفسنا على قدم وساق لاستقبال نجلي رامي، فكما ترون الجميع سعيد، والجميع يشارك بتوزيع الحلوى وإطلاق الألعاب النارية، ويصفقون ويكبرون ويهللون، ويعلقون الصور والرايات على المنازل، والناس يزغردون".
وتوجه برسالة للأسرى المتبقين داخل السجون الإسرائيلية بالقول: "جميعكم بيعرفني، كلما زرت رامي ابني مررت عليكم على النوافذ الزجاجية (شباك) وأحدثكم مباشر، وأحيانًا عبر الهاتف، لن أنساكم ولا يعني الإفراج عن نجلي سيبعدني عنكم أو ننساكم، فأنتم في القلب والوجدان".
ويلفت "مبسوط ومش مبسوط للإفراج عن ابني، سعيد بعودة ابني سالم غانم، ومش سعيد لأن هناك الآلاف من الأسرى تبقوا داخل السجون"، قائلاً : "شدوا حيلكم يا أسرانا، وتحياتنا لكم جميعًا خاصة الأسيرات والمضربين عن الطعام، لن أرتاح حتى يتم الإفراج عنكم جميعًا".
ولا يختلف الشعور كثيرًا لدى ابن عم الأسير توفيق بربخ فيقول لمراسلنا: "اليوم يوم عرس كل خان يونس تفرح بعودة الأبطال من داخل قضبان الأسر، نهنئهم جميعًا، ونتمنى من الله عز وجل أن يمنّ على بقية الأسرى بالفرج الفوري والعاجل".
أما المحرر بصفقة "وفاء الأحرار"، هاني أبو ستة فتمنى من الله عز وجل أن يتم الإفراج عن باقي الأسرى، قائلاً : "الفرحة لم تكتمل حتى يتم الإفراج عن جميع الأسرى وتُبييض السجون، وندعوهم للصمود والتحدي بوجهة إدارة السجون، حتى يمن الله عليهم بالفرج بصفقات مشرفة".
وأعلنت مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية عن قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم ضمن الدفعة الثالثة من الاسرى القدامى.
وتضم القائمة أسماء 26 أسيراً سيتم الإفراج عنهم فجر الثلاثاء وجميعهم قضواً أحكاما تتراوح بين 19 و28 عاما.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت في 20 يوليو/تموز الماضي على الإفراج عن 104 أسرى فلسطينيين اعتقلوا قبل بدء تطبيق اتفاقية أوسلو عام 1994، وذلك تمهيدا لاستئناف المفاوضات مع القيادة الفلسطينية.
وأفرجت إسرائيل عن 52 أسيراً ضمن دفعتين منتصف أغسطس/آب ونهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضيين، على أن يجري الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة نهاية مارس/آذار 2014 القادم، وفق ما صرح وزير شؤون الأسرى الفلسطيني عيسى قراقع.
عدسة "وكالة قدس نت للأنباء" عاشت الأجواء الاحتفالية بمنزل الأسير رامي بربخ في محافظة خان يونس واعدت هذا التقرير.
تصوير: عبد الرحيم الخطيب