يستعد اهالي مدينة القدس المحتلة لاستقبال 8 أسرى (مقدسيين) شملتهم الدفعة الثالثة من الافراجات عن السجناء الذين تعتقلهم إسرائيل منذ قبل اتفاق اسلو.
وأكد متحدثون بأنه سيتم استقبال أسرى القدس الثمانية إلى جانب باقي الأسرى من سكان الضفة الغربية في مقر المقاطعة برام الله بعد منتصف ليلة الاثنين، وبعدها سيتم استقبالهم في أحيائهم بالمدينة المقدسة، مشيرين إلى أن خمسة فقط يقطنون داخل القدس وثلاثة من مخيم قلنديا شمال المدينة.
وأفاد مدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الاحد في القدس، بأن ثمانية أسماء من مدينة القدس وردت في الدفعة الثالثة من إفراجات صفقة الأسرى 5 منهم يحملون الهوية المقدسية و3 من ضواحي المدينة، مضيفا: "هذا الافراج يعني أن القدس على أولويات القيادة والرئيس محمود عباس، نحن في مدينة القدس نشكر الرئيس من أجل الافراج عن الاسرى رغم الضغوطات على القيادة والتنغيصات المتمثلة بتأخير الإفراج."
وهنأ قوس أهالي الأسرى بخروج أبنائهم بعد سنوات طويلة، قائلا :"نحن في مدينة القدس نرفع آيات التهنئة لجميع المقدسيين فهذا الإفراج أعطى دفعة لأهالينا في الداخل ونتمنى أن يفرج عن أسرى الـ 48 لتكتمل الفرحة"، مؤكدا أن الجميع يبعث التحية الى القيادة الفلسطينية ويشد على أيديها لتستمر في العمل من أجل إطلاق سراح كافة الأسرى.
من جانبه، قال رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب إن "خطوة الافراج عن الاسرى خطوة جبارة بإخراجهم من مقابر الأحياء لتكحيل أعينهم برؤية القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة"، مضيفا "نوجه التحية لقيادتنا الفلسطينية لعملها على اطلاق سراح الأسرى وقد استقبلنا الخبر بفرحة ولكن بغصة فهناك 14 اسيرا استثنوا من مناطق الـ48 من عمداء الاسرى، وندعو إلى عدم اعطاء المجال للتلاعب والابتزاز من قبل الاحتلال بإطلاق سراح الاسرى."
ولفت أبو عصب إلى أنه بعد إطلاق سراح هذه الدفعة من أسرى القدس يتبقى 36 اسيرا محكومين مدى الحياة في القدس وأسيرة واحدة و40 أسيرا من الأشبال إلى جانب غيرهم من المرضى ومجموع أسرى القدس يصبح 260 أسيرا.
من ناحيته، قال مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس أحمد الرويضي إن" الرئيس عباس صدق عندما وعد بأن تكون قضية الاسرى أولوية لتعود البسمة لعائلات الاسرى."
وأضاف: "أن القدس ستستقبل غدا ان شاء الله أبطالها، هذه المدينة المستهدفة بتهوديها وهدم المنازل فيها وطرد أهلها والسيطرة على المقدسات فيها، ونحن اصرينا دائما بأن نكون جزءا من شعبنا والنتيجة أن يكون من بين المحررين أبطال مقدسيين." مؤكدا بأن العمل متواصل لإطلاق سراح 5 آلاف أسير فلسطيني حتى تبييض السجون.
ولفت بأن "اشتمال الصفقة على أسرى من القدس يحمل معان سياسية كبيرة ورسالة لإسرائيل التي تعتقد بأنها تعزل القدس، ولكن نحن جزء من الشعب وأسرة واحدة في الداخل والضفة وغزة واللاجئين والنازحين الفلسطينيين أينما وجدوا. "
وأضاف:"الاسير الفلسطيني صمد من أجل الحرية وكما كرّم العالم مانديلا نحن لدينا في فلسطين العديد من (مانديلا) الذين قاتلوا من أجل الحرية واعتقلوا وهم صغار في السن وسيخرجون كبارا، نوجه التحية لقيادتنا الفلسطينية ونقول للرئيس (سر نحن في القدس خلفك)."
وشكر والد الأسير بلال أبو حسين جهود الرئيس ابو مازن لإطلاق سراح ابنه المحكوم 38 عاما قضى منها 26 عاماً، قائلا:" إن فرحة أهالي أسرى القدس لا توصف بالإفراج عن أبنائهم الذين قضوا زهرة شبابهم في الأسر دفاعاً عن وطنهم ولإيمانهم بقضيتهم العادلة."
وقالت شقيقة الأسير جمال أبو جمل المحكوم 22 عاما قضى منها 20 عاماً إن "الفرحة غمرت أسرتها بعد خبر الإفراج عن شقيقيها خاصة وأن والدتها تصارع الموت وتتمنى ملاقاة شقيقها جمال في كل لحظة."
وأعلنت مساء السبت أسماء 26 أسيرا فلسطينيا تحتجزهم إسرائيل منذ ما قبل العام 1993، من المتوقع أن يطلق سراحهم فجر الثلاثاء وهم الدفعة الثالثة من الأسرى الذين تم الاتفاق على إطلاق سراحهم بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بتدخل أمريكي، ما مهد لاستئناف المفاوضات الثنائية بين الطرفين في يوليو بعد أن كانت توقفت منذ العام 2010.
والاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين قضى بإطلاق سراح جميع الأسرى الذين تعتقلهم إسرائيل منذ ما قبل توقيع اتفاق أوسلو بين الحكومة الإسرائيلية ومنظمة التحرير الفلسطينية ، والبالغ عددهم 104 أسرى.
ومقابل التزام إسرائيل بإطلاق سراح هؤلاء الأسرى، تلتزم السلطة الفلسطينية بعدم التوجه للانضمام إلى أي منظمة دولية فى الأمم المتحدة خاصة بعد قبول فلسطين فى الأمم المتحدة بصفة دولة غير كاملة العضوية.
ولم تتضمن الدفعات الثلاث أيا من الاسرى الفلسطينيين من اراضي 48 البالغ عددهم 14 اسيرا، وهو الأمر الذى دفع مسئولين فلسطينيين إلى الاعتقاد بأن إسرائيل أبقتهم للدفعة الأخيرة لمساومة الجانب الأميركي على الجاسوس الإسرائيلى جوناثان بولارد المحتجز لدى الولايات المتحدة.
وقال رئيس نادى الأسير الفلسطيني قدروة فارس "إن التقديرات تشير إلى أن إشكالية ستواجه إطلاق الدفعة الرابعة والأخيرة".
وأضاف: "إسرائيل من اليوم الأول كانت أعلنت بأن إطلاق سراح الأسرى من الضفة الغربية وغزة سيتم بناء على قرار يصدر عن لجنة وزارية خاصة، لكن الدفعة الرابعة ستخضع لقرار صادر عن الحكومة الإسرائيلية برمتها".
وقال "نعم نعتقد أن الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى، ستواجه إشكاليات تهدد تنفيذها، خاصة وأن إسرائيل لديها غايات إضافية تنوى تحقيقها ومنها قضية الجاسوس الإسرائيلى فى الولايات المتحدة".
وأطلقت الدفعة الأولى في الثالث عشر أغسطس فى حين أطلقت الدفعة الثانية فى الثلاثين من أكتوبر وسيأتى إطلاق سراح الدفعة الثالثة من الأسرى قبل أيام من وصول وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى الخميس إلى الشرق الأوسط في عاشر زيارة له إلى المنطقة منذ مارس 2013.