"كل عام" والثورة مستمرة حتى النصر ..

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس

أيها الأخوة الأعزاء أيتها الأخوات الماجدات:

يا أبناء الفتح .. يا أبناء الثورة الفلسطينية .. يا أبناء أمتنا المجيدة .. يا أبناء الشهيد القائد الرمز الخالد "ياسر عرفات" .. يا أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد في الوطن وفي الشتات، في الجليل والكرمل، في الساحل والنقب، في القدس الشريف وفي الأغوار، في غزة الأبية ونابلس جبل النار، في خليل الرحمن، وجنين القسام، في طول كرم أبو الطيب وأبو كمال، في رام الله وبيت لحم، في أريحا والأغوار، في مهد المسيح ومسرى محمد عليهما السلام، في ناصرة المسيح وأم النور، إليكم وإلى كل القابضين على جمر الثورة وجمر الصبر والصمود والتحدي من أبناء شعبنا المعطاء في الوطن والشتات، وفي كل مكان، نجدد بكم ومعكم العهد، أن تبقى مسيرة الفاتح من كانون الثاني مسيرة الفتح، ومسيرة العاصفة، مسيرة الثورة الفلسطينية مسيرة الحركة الوطنية مستمرة حتى تحقيق أهدافها التي وجدت من أجلها، تحرير الأرض والإنسان وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ..

ثورتنا المجيدة المظفرة تشعل غداً شمعتها التاسعة والأربعون وهي واثقة كل الثقة أن النصر حليف شعبنا وأمتنا، وأن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس أصبحت حقيقة لا وهماً، وزوال الاحتلال وكنس الاستيطان أصبح أكثر قرباً من أي وقت مضى، فشدوا الصفوف ووحدوا الجهود، وانبذوا الفرقة والإنقسام والإنقساميين، وأصبروا وصابروا وواجهوا الضغوط والتحديات بعزيمة الثوار الأحرار، ثوار الفتح لا يعرفون المستحيل، ثوار الفتح صامدون، يقظون، مترابطون موحدون، لن تلين لهم قناة ولن يهدأ لهم بال، حتى تتحقق العودة الشاملة، وتقوم الدولة الفلسطينية المستقلة الحرة السيدة وعاصمتها القدس الشريف بإذن الله، ملتزمون بأهداف ومبادئ حركتنا الرائدة، طليعة نضال شعبنا وأمتنا في مواجهة المشروع الصهيوني.

لقد قدم شعبنا بقيادة حركته الرائدة التضحيات الجسام خلال هذه المسيرة العظيمة التي شارفت على قضاء خمسة عقود من الزمن، قدمت من صفوة رجالاتها وقادتها وطليعتها النضالية الشهيد تلو الشهيد منذ الشهيد الأول لقوات العاصفة الشهيد أحمد موسى وآلاف الشهداء الأبرار الذين عمدوا بدمائهم هذه المسيرة الحافلة بالعطاء والإنجاز على طريق النصر المبين داخل فلسطين وخارجها إنهم الأكرم عند الله جلَّ في علاه، وعشرات الآلاف من الجرحى والأسرى، إن هذه التضحيات الجسام، نعاهدكم أن لن تذهب هدراً، وأنها أمانة في أعناقنا جميعاً، والوفاء لها يحتم علينا الاستمرار في النضال والكفاح حتى تتحقق الأهداف النبيلة التي قضوا وضحوا من أجلها شرفاء شعبنا، نتذكرهم جميعاً بإجلال وتقدير، وننحني أمام هذه التضحيات العظيمة التي قدموها على درب الفتح، درب الثورة، حتى النصر.

كل عام وأنتم بخير، كل عام والثورة مستمرة، كل عام والنصر أقرب والقدس أقرب وفلسطين أقرب، عاشت فلسطين حرة عربية، عاش شعبنا المجيد، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والشفاء العاجل لجرحانا البواسل والحرية لأسرانا الأشاوس، وإنها لثورة حتى النصر.