بحلوها ومرها وإيجابياتها وسلبياتها أدبرت صفحة 2013 على خير او على اشياء اخرى واقبلت سنة جديدة لا يعلم سرها ولا نجواها، وكما هذه السنة التي توشك ان تغيب تمنيناها خير وسلامة وفرح واتت بكثير الاشياء المحزنة على عكس ما نريد وحملت الهم والغم في قطاع غزة تجد التمني صارا معتادا على "كل عام وانتم بخير" او "سنة جديدة جميلة".
ولأنها العادة اقتضت ان نسلم الكلمات في كل عام، ولكن يبدو ان واقع الحال لا يتغير، فالاحتفالات محدودة للطائفة المسيحية في قطاع غزة متواضعة الانتشار، والتي كانت على حالها السنوي تقتصر على المنازل والكنائس وبعض المحال التجارية التابعة لهم.
تبقى فرحة لهم وتبقى فرحة ترتسم على وجوه الصغار والكبار في لون بهيج في ظل تفاقم كل انواع الازمات السياسية والإنسانية والاقتصادية بقطاع غزة المحاصر من قبل اسرائيل. وكالة قدس نت للأنباء" واكبت الكنائس ومنازل بعض المحتفلين من الطائفة المسيحية واطلعت على اراء المواطنين في شوارع مدينة غزة وشمالها حول تطلعاتهم لعام 2014 والذين تمنوا ان تخالف اماني العام الفائت.
بالأماني والتمني قالت ام الياس وهي تمسك صغيرها في كنيسة القديس" برفيريوس" قرب ميدان فلسطين وسط غزة " لمراسلنا"،" اتمنى الحب والعافية للجميع وان تكون سنة جميلة وأيضا نتمنى ان تكون الامنيات ايجابية بعكس العام الفائت ولو قليل.
و تضيف ام الياس وهي تلتقط صور تذكارية داخل الكنسية المقدسة " المسيح وكل الاديان تدعو للحب والمحبة والسلامة للجميع والتسامح ونامل ان تكون السنة القادمة كلها تسامح وسلام في كل مكان في العالم".
في حين قال رامي والذي كان مبتسما بشكل لافت " كل عام والجميع بخير" المسيح يدعو للجميع بالسلام والخير".وأضاف رامي والذي وضع قبعة "سانتا كروز" على راسه "انظر الى الجميع مسرور، الاعياد جميلة وان كانت الحياة غير ذلك، سنستمر هنا في غزة ولن نهاجر كما فعل أصدقائنا الحياة ايجابية عندنا نراها هكذا".
ويعيش زهاء 2500 مسيحي في قطاع غزة ويتدحرج عددهم منخفضا كل عام بسبب قسوة الحياة الاقتصادية في القطاع.
ويحرم الشبان من مسيحيي غزة كل عام من زيارة بيت لحم بالضفة الغربية للاحتفال بالعام الجديد، بسبب القوانين الإسرائيلية التي تمنعهم من الوصول الى مهد السيد المسيح.
سكان غزة المسلمين والذين يعايدون اخوانهم المسيحيين واحدهم تامر حواس قال لمراسلنا "انا هنا لأغطي عمل الصحفي وأهنئ اخوتنا وأصدقائنا المسحيين".
وأكد تامر ان "الفلسطيني اخو الفلسطيني ولن يفرقنا لون او عرق او دين"، والتقط تامر وهو طالب اعلام في جامعة الازهر بغزة صورة تذكارية مع "ساتنا كروز" بابا نويل وهو رمز لعيد الميلاد عند المسحيين وظهرت علامات الفرح والسرور على وجهه.
في حين قالت الحاجة ام عبد الله من ميدان فلسطين وتسكن بالقرب من كنسية القديس "برفيريوس"،" الاجواء هنا تجلب الابتسامة رغما عن كل شيء نتمنى الحب والفرج للجميع، الوضع سيء في غزة كل توقع ايجابي يذهب مع نفسه، في كل عام نأمل ان تقوم توقعات مصيبة هذه السنة وان كان الواقع لا يدل على ذلك".
السائق ابو الرائد والذي يبلع 56 عاما قال لمراسلنا " انا ارى الناس لا احد سعيد إلا القليل في اول السنة، لان الناس مخنوقة من كل عام، ونتمنى ان نبقى على قيد الحياة في العام القادم في ظل اجتياح غزة كل شيء قاتل الحروب والكوارث والأزمات والحرق"، ويقول بحزن "ربنا يجيب الخير في كل وقت".
اما الفتاة ام يزن والتي فضلت عدم ذكر اسمها قالت " انا لا امل شيء في هذا العام" وتساءل ام يزن هل تعرف لماذا..؟ لأننا في غزة ولسنا في "لاس فيغاس".
وتحدث الشاب بشار قائلا" غزة تحارب كل شيء حتى من يدعهما لذلك أتوقع، ان تكون السنة القادمة سيئة على الجميع، في حين اني اتمنى ان تكون امنيتي السيئة غير محققة لان الوضع لا يسمح ان يتمنى الشخص شيء ايجابي للأسف، انا اشعر بخيبة امل لا توصف حيال هذا الوضع ولكن انا ايجابي والله يسدل ستار السلب عن الجميع".
فيما قالت الحكيمة ام بشير والتي تملك طفل وطفلة " اتمنى ان استقر في منزل خاص، واشعر براحة نفسية في العيش ومحاولة اسعاد من حولي والنظر بإيجابية الى المستقبل". وعن شعورها حيال العام الجديد قالت " صحيح الاماني لا تتحقق هنا، ولكن سوف اعمل على جلب السعادة والمحبة لمن استطيع".
تقرير يوسف حماد