فرنسا تستغل ألازمه السورية وتسعى لترسيخ دور لها في الشرق الأوسط

بقلم: علي ابوحبله

المخطط التآمري الذي يستهدف سوريا ولبنان وفلسطين ومصر والعراق وليبيا بواقعه وأهدافه هو لغايات تحقيق مصالح تسعى العديد من الدول الكبرى لتحقيقه من خلال ما أصبح بالتغيرات الاقليميه للشرق الأوسط ، وان هذه الدول بتحركاتها وبتحالفاتها ظنا منها أنها تحصد نتائج وفوائد ما تقوم به بما يعود بالنفع عليها بفعل التغيرات الدولية والاقليميه التي تشهدها المنطقة ، فرنسا تعد من ضمن الدول التي تسعى لمحاولة تكريس وجودها المنعدم أصلا في منطقة الشرق الأوسط في ظل الاحاديه الدولية والتحكم القطبي الأحادي لهيمنه والسيطرة الامريكيه على العالم ، فرنسا في ظل ساركوزي ربطت مصالحها في المنطقة بتبعيتها للسياسة الامريكيه في ظل إبان حكم ساركوزي حيث أن السياسة الفرنسية ظلت في مواقفها تتبع السياسات الامريكيه ولا تتعارض معها ، فرنسا التي استغلت ما سمي بثورة الربيع العربي الذي اعتبر اليهودي الفرنسي هنري ليفي مفجرها ، تصدرت الحملة ألعسكريه لحلف الناتو ضد حكم ألقذافي طمعا في الحصول على مكتسبات اقتصاديه والاستحواذ على جزء من الثروة النفطية الليبية ، ووقف موقف الداعم والمساند والمؤيد للمجموعات المسلحة العاملة ضد سوريا وتصدرت الموقف في المؤتمرات التي عقدت تحت مسمى أصدقاء سوريا ودعمت ما سمي بقوى الائتلاف الوطني السوري ونسقت مواقفها مع قطر وتركيا ضمن مسعى عملية تدمير ألدوله السورية لصالح مخطط تقسيم سوريا ، الرئيس الفرنسي هولا ند الموالي في سياسته لإسرائيل لم يغير في السياسة الخارجية الفرنسية وبقيت فرنسا على مواقفها من الأزمات التي تعاني منها المنطقة واستفادت من واقع الخلافات بين دول ألمنطقه ، استغلت ألازمه السورية واستثمرت موقفها من اتفاق جنيف للدول الخمس زائد مع إيران بمعارضتها وتحفظها على الاتفاق مع إيران وذلك ضمن مسعى اقتسام كعكة مناطق النفوذ في العالم بفعل التغيرات الدولية والاقليميه ، ضمن محاولة الاستفادة من حالة الفراغ الذي أصبحت تعيشه المنطقة . زيارة الرئيس الفرنسي هولا ند للمملكة العربية السعودية تكتسب أهمية خاصة كون الزيارة تأتي في ظروف غاية في التعقيد والحساسية على ضوء المعادلة الدولية والاقليميه ضمن عملية التغيرات والتحالفات التي تشهدها المنطقة ، إذ سبق زيارة هولا ند للسعودية زيارته إلى إسرائيل التي راهنت على الموقف الفرنسي لنسف محاولات التوصل لاتفاق مع إيران حيث قبلت فرنسا قبلت بهذا الاتفاق رغما عنها ، فرنسا تبحث عن طريق في ظل ما يعتريه الموقف السعودي من خلافات مع الولايات المتحدة الامريكيه بفعل ألازمه السورية والموقف الأمريكي من إيران ، وارتباط ألازمه السورية وتداعياتها مباشرة على الساحتين اللبنانية والاردنيه ، فرنسا في تقاربها وتوددها للسعودية تسعى للحلول محل أمريكا لتصبح السوق الأول للسعودية وسوق للسلاح بحيث تصبح المورد للسعودية ، وقد بلغ حجم المبادلات التجارية بين السعودية وفرنسا ما يقارب ثمانية مليارات يوروا في العام المنصرم وان علاقة فرنسا ببعض دول الخليج واستغلالها للازمه السورية ساهم في التخفيف من المعاناة ألاقتصاديه التي تعاني منها فرنسا ، هناك تقارب فرنسي سعودي وهناك تقارب فرنسي إسرائيلي ، وان ما سيساهم في تقارب فرنسا مع السعودية هو تقارب المواقف حول العديد من القضايا التي تواجه المنطقة خاصة على ضوء ما يعتري العلاقات الامريكيه السعودية من فتور بفعل المواقف الامريكيه المستجدة وخاصة الموقف من إيران ورفض توجيه ضربه عسكريه لسوريا ، هناك تنسيق واضح بين السعودية وفرنسا حول الملف السوري والإيراني وهناك تقارب يكاد يكون متوافق بين البلدين بشان الموضوع السوري والموقف من مؤتمر جنيف ، وهناك موقف مشترك وتنسيق على دعم المجموعات المسلحة التي تعبث بالأمن السوري وتضرب مقومات البني التحتية السورية وتضرب الاقتصاد الوطني السوري ضمن هدف فشلت السعودية بتحقيقه لتغيير النظام في سوريا ، فرنسا تتبنى المقاربة نفسها بالنسبة للملفين السوري والإيراني وهذا ما يجعل التقارب الفرنسي السعودي يصل لأوجه ، بحيث وصل التنسيق فيما بينهما في العديد من القضايا على المستوى الدولي سواء فيما يتعلق بالازمه السورية وتداعياتها على الساحة اللبنانية أو بالملف الإيراني ، باستثناء الخلاف الطفيف حول تطورات الوضع في أزمة الحكم في مصر ، فرنسا تراهن على تطوير علاقاتها مع السعودية على حساب امن المنطقة وهي تسعى لترجمة التقارب السياسي والدبلوماسي إلى المستوى الاقتصادي وبصيغة تسمح لفرنسا أن توسع حضورها ونفوذها في المنطقة التي تعتبر السعودية شريكا مرجعيا في المنطقة حيث تسعى فرنسا هولا ند من وراء مواقفها استثمار تلك المواقف لتحقيق المسعى الذي يهدف لتجسيد دور فاعل لفرنسا في منطقة الشرق الأوسط ، لم يستطع هولا ند فرض وجوده في الملف الفلسطيني الإسرائيلي ولم يتمكن من لعب دور الوسيط في المفاوضات الاسرائيليه الفلسطينية لاستحواذ أمريكا وهيمنتها على ملف المفاوضات ، هولا ند يحاول استثمار وتوظيف الوجود الفرنسي في الخليج العربي وزيارته للسعودية أثمرت عن صفقة سلاح لتزويد الجيش اللبناني بما قيمته ثلاثة مليارات دولار هي قيمة الهبة السعودية لتمويل صفقة إعادة تسليح الجيش ا للبناني وهذا ما اعل عنه الرئيس اللبناني ميشيل سليمان عدا عن صفقات تجاريه واستثمارات نفطية وهذا يفتح المجال أمام فرنسا لإعادة وجودها الذي فقدته في لبنان ويعيد لها تاريخها أيام استعمارها لهذا البلد ويفتح المجال أمامها لاستعادة التوازن لاقتصادها المنهك ، لا شك أن الموقف الفرنسي يقوم على محاولات استغلال الظروف ضمن عملية إشعال الاضطرابات في المنطقة واستغلال ألازمه السورية أبشع استغلال ضمن محاولات تحقيق النفع الاقتصادي على حساب ما تسببه تلك السياسة التامريه من دمار لسوريه والعديد من دول المنطقة ، ويبقى السؤال هل تنجح فرنسا في تحقيق مأربها وهدفها حيث بنت تحالفاتها مع إسرائيل وهي تسعى لمد تحالفها مع السعودية وبعض دول الخليج ضمن تحالف أصبحت معالمه واضحة وأهدافه واضحة ويبقى السؤال إلى أي حد تنجح فرنسا في سياستها الاستعمارية الجديدة في تمرير مخططها التآمري ضد المنطقة ضمن عملية تحالفات الهدف منها تكريس الوجود الفرنسي على حساب الأمن والاستقرار للمنطقة وهل بمقدور النظام المستجد في ظل تغير موازين القوى وإعادة اقتسام النفوذ أن يسمح لفرنسا وحلفائها في المنطقة من الاستمرار في سياسة توتير الأجواء وبث الإضطرابات التي ستنعكس على المجتمع الدولي ومصالحه