نعم جرعات من الإذلال اليومي في غزة ،
لا أحد منا ينكر بأننا نعاني من تعاطي كل مقومات الحياة كالمدمنين على أي شيء يحرمه القانون وبما أننا في نظر كل القوانين المحلية والدولية في سجن يكبر كل يوم بعدد قاطنيه ولم يكبر شبرا واحدا بمساحته الجغرافية ونظرة العالم له ، دعوني أحبتي أعرفكم بهذا السجن وهو غزة أما جرعات الكيف "الإذلال" اليومية والحظية على سكان هذا السجن المسمى بغزة فهي تتمثل في :
1- نقص حاد في الغاز والإكتفاء في بعض الأحيان للعودة للعصور الحجرية .. بالطبع الغاز من مقومات الحياة هنا في غزة لذلك يأتينا بجرعات محدودة وما دون المستوى الاقتصادي والاجتماعي بالطبع ستكون الجرعة زائدة عما يقدم للأخرين .
2- إنقطاع شبه مستمر في البنزين والسولار والمحروقات بجميع أنواعها . وهذه الجرعات القادمة من هنا وهناك توزع ببطاقات شبه يومية لمن يدفع أكثر
3- مشكلات تخص الخدمات المدنية ,, مثل الشوارع اللواتي يتم حفرهن ورصفهن كل عام أو عامين ..!! وهذه من الجرعات المؤلمة للمواطنين في غزة فكل شارع يتم رصفه لا يمر عليه الشتاء حتى يكن تراب أو يوضع به ألف ألف حفرة لا أعلم ما سبب ذلك .
4- ربط مياه الأمطار بشبكة الصرف الصحي مما يعرض المواطن الفلسطيني لمشكلات ضخمة في الأعوام القليلة القادمة ,, فهي مياه ري المحاصيل الزراعية ,, وهي أيضا المصدر الرئيسي لمحطات التحلية المنتشرة والغير مجهزة أساسا ..
5- ربط شبكة الكهرباء بمدراء تقنيين للأسف تم إنتقادهم في أكثر من مناسبة وتم توضيح مآرب غريبة في إستمرارية مشكلات الكهرباء على مستوى القطاع حتى الآن فيما يجزم بعض المهندسين وأصحاب العلم في هذا الجانب أنها مشكلة من الممكن حلها دون مزيد من الإمكانيات المالية ,, وهي مشكلة تقنية صرفة ..سأطيل هنا بعض الوقت بوقفة في موضوع الكهرباء وما تقدم من جرعات حقيقة لا تكفي لشحن هاتف محمول أو لاب توب أو تسمح لمؤسسة بفتح أبوابها أمام المواطنين . فقطع الكهرباء يحدث في كل المناطق ,, ففي رفح مثلا 8 - 10 ساعات .
خانيونس والشمال 8-14 ساعات ,,
بعض مناطق غزة قد يتواصل قطع التيار أكثر من 18 ساعة في اليوم ..
يجعلنا الصمت والرضى بتلك الجرعات عبارة عن ذئاب تنهش في الحمل الوديع الذي رضي بالقليل ولا يجب أن نقول أن المتضررين من هذه المشكلات فكل المواطنين على إختلاف أوضاعهم المالية والسياسية والإجتماعية وغيرها من التقسيمات لهم نصيب من جرعات الإذلال ، فهناك من يستطيع شراء ذمم بعض مزودي الخدمات الإستهلاكية كـ الغاز والبنزين ويحافظ على إنتظام حياته دون قطع لخدمات كمالية ,, وبلا عودة لعصور حجرية .. فذلك أخذ حق الكثير من الشعب الفلسطيني في غزة ولم تقف عند عتباته بل يقوم بالبكاء والنحيب أمام الكثير من المسؤولية ولا شك بأن هناك فقراء جدد داخل غزة قد غفى ذلك المسؤول عنهم وما يهمه هو أن يبقى على كرسي من الإبتسامات و الصور الفوتوغرافية .
في رأي المفكرين والأكاديميين والعلماء والمثقفين من أبناء غزة ومن سمع بها ,, ماهو الحل الأمثل الذي قد يخلص المواطن الفلسطيني جرعة الكيف (الإذلال) الحظية..؟؟
ماهي الإجراءات الكفيلة بوضع نظام معين يجتمع خلاله الكوادر العلمية من أجل البحث في حلول عملية ناجعة وسريعة لتقليل ومن ثم إنهاء هذه المهزلة المستمرة منذ سنوات ..؟؟
وفي النهاية مازالت التساؤلات مفتوحة حتى تنتهي الجرعات .. لا الكميات ..