قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن المفاوضات الأخيرة مع إسرائيل لم تسفر إلا عن تعميق الهوة بين الجانبين .
وجدد في سياق مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، رفض الفلسطينيين لفكرة تمديد المفاوضات ولو بدقيقة واحدة بعد فترة التسعة أشهر المحددة لها .
ونفى عريقات قيام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعرض خطة امني تتعلق بانسحاب إسرائيلي تدريجي قائلاً : إنّ "ما طرحه كيري لم يكن سوى بالونات اختبار ".
وفيما يتعلق بما يُثار حول اتفاق إطار يمكن أن يقدمه وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته القريبة للمنطقة، أشار عريقات " بالنسبة للمفاوضات، آخر جلسة عقدت كانت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وبالفعل خرجنا بهوة سحيقة بين الجانبين".
ولفت "النتيجة خلال ثلاثة أشهر من المفاوضات، هي أن إسرائيل قتلت 33 فلسطينيا بدم بارد، وطرحت عطاءات 5992 مستوطنة وهو يشكل ثلاثة أضعاف النمو الطبيعي في نيويورك، وهدمت 212 بيتا في القدس ومناطق "ج"، فقدمت استقالتي".
وتابع عريقات "لم أعد أتحمل أخلاقيا أن أستمر في ظل هذه الجرائم المرتكبة من قبل إسرائيل، بعد ذلك، أخذت المفاوضات منحى آخر، أصبحت محادثات فلسطينية - أميركية، وإسرائيلية – أميركية، إلى هذه اللحظة، حسب معلوماتي، لم تقدم أميركا أي شيء رسمي، لم تقدم أي خطة. أميركا تطرح بالونات اختبار، أفكارا وردود فعل، وسلوكها التفاوضي في هذه المسألة واضح جدًا".
واستطرد "في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد جلسات طويلة بين أبو مازن وكيري، بعث الرئيس أبو مازن برسالة خطية للرئيس الأميركي باراك أوباما، وهي رسالة نوعيتها مختلفة، حدد فيها ما الذي لا يستطيع قبوله كفلسطيني، وكشعب، وكمنظمة تحرير.
وحول فحوى الرسالة أوضح عريقات "لا نستطيع قبول إسرائيل كدولة يهودية، ولن نقبل أي دولة فلسطينية على حدود 67 من دون القدس، ولا نستطيع قبول أي إسرائيلي على الأراضي الفلسطينية برًا وبحرًا وجوًا ومعبرًا، بعد استكمال الانسحاب التدريجي".
وواصل "كذلك لا نستطيع قبول أي حل من دون ممارسة اللاجئين حقهم في الخيار حسب القرار 194 حق العودة والتعويض، والإفراج عن المعتقلين حال التوقيع على الاتفاق، هذا هو الموقف الفلسطيني".
وأمضى "وذهب الرئيس أبو مازن إلى الجامعة العربية، التي أرسلت مشكورة رسالة رسمية إلى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون)، أكدت فيها ما قاله الرئيس أبو مازن للإدارة الأميركية، كما بعثت رئيسة متابعة المبادرة العربية مشكورة، وهي قطر، برسالة مشابهة، الآن، سمعنا أن كيري عائد إلى المنطقة.. ما الذي يحمله معه؟ ما التسمية التي سيطلقونها؟ ما المضمون؟ لا نعلم، ومن السابق لأوانه أن نعرف".
وحول ما إذا كانت الرسالة السقف الفلسطيني لأي طرح قال عريقات "ليس سقفنا إنه مرجعيتنا لعملية السلام، وبالمناسبة وخلافًا لما يقوله الآخرون لنا، المفاوضات مداها تسعة أشهر، والهدف هو الوصول إلى اتفاق حول كل قضايا الوضع النهائي".
وأضاف "جاء نصًا في الاتفاق مع كيري لا للحلول الانتقالية ولا المرحلية، وتمديد دقيقة واحدة بعد تسعة أشهر مستحيل. وتدرك الإدارة الأميركية أن استمرار تسعة أشهر مستحيل، وهم يريدون تقصير المدة كي يحافظوا على عملية السلام وليس تطويل المدة، لكن أمام تصميم إسرائيل على فرض وقائع جديدة (لا يمكن)..".
وبشأن تساؤل هل يخشى على أبو مازن من مصير أبو عمار، قال : "طبعا أخشى، فقرأت رسائل وجهها (أفيغدور) ليبرمان، وزير خارجية إسرائيل (لدول أوروبية مختلفة)، ولدي نسخ منها، يطلب رسميا التخلص من الرئيس محمود عباس، ويعده خطرا على إسرائيل. هم (الإسرائيليون) لديهم هذا النهج"..
وأضاف عريقات "قبل أن يقتل الرئيس عرفات مسمومًا، كانت هناك أصوات في حكومة شارون تقول إن الرئيس عرفات كان عقبة ويجب التخلص منه، ويكررون ذلك الآن".