لم أتفاجأ من حجم الجماهير الفتحاوية من أبناء فتح الغيورين في ليلة الواحد والثلاثون احتفالا بإيقاد شعلة الانطلاقة في ساحة الجندي المجهول بغزة التي حولت المكان لعرس فتحاوي لإحياء الذكرى التاسعة والأربعون لانطلاقة الثورة الفلسطينية انطلاقة حركة فتح التي سطرت أروع معارك البطولة والفداء وقدمت الشهداء من أجل إعلاء قضيتنا الفلسطينية، كيف لا ومشاهد عنفوان الحضور الفتحاوي في استقبال الأسرى المحررين في صفقة شمس الحرية سيدة الموقف، تلك الجماهير الفتحاوية التي تواجدت على مدار الساعة في خيام استقبال الأسرى المحررين والاحتفاء بهم وتكريمهم لدورهم النضالي في مسيرة فتح التي لم تنقطع، إنها الجماهير الفتحاوية التي هتفت للفتح والوحدة وللرئيس وللمصالحة، رسائل قوية أوصلها الزحف الفتحاوي بداية لقيادة فتح بأن تحافظ على وحدة حركة فتح بعيدا عن المزاجية والفردية، وأن فتح بأمس الحاجة لقيادة موحدة تجمع ولا تفرق، قيادة نصب أعينها الفتح أكبر من الجميع، ورسالة أخرى لكل أطياف العمل الوطني والإسلامي بان فتح ستبقي حامية المشروع الوطني، وأن فتح غزة في الميدان ولا يمكن لأي كان إقصاء الحركة من الساحة الفلسطينية، ورسالة أخرى للقادة نحو تحقيق المصالحة على قاعدة المشاركة والتلاحم الوطني لمواجهة التحديات القادمة، هذه حقيقة الفتح التي امتلكت زمام المبادرة على الدوام نحو لملمة صفوف شعبنا وتحقيق الوحدة الوطنية والإيمان بالعمل المشترك من أجل فلسطين، فتح كانت وما زالت فكرة الثوار، فكرة العشق للوطن وحمايته من كل المتآمرين على القضية الفلسطينية، فتح تاريخ طويل ومسيرة نضال يفتخر بها القاصي والداني، فتح الحقيقة والقرار المستقل .
دعونا نفتح صفحة جديدة يا قيادة فتح بعيدا عن الحسابات الضيقة، دعونا نعيد للفتح مجدها وعزتها وشموخها وكبريائها، دعونا نعيد للفتح قيادتها أمثال الشهيد أبو عمار وأبو جهاد وكل شهداء اللجنة المركزية أولئك العظماء العمالقة، ونعترف بأن إرادة الجماهير الفتحاوية تريد ذلك، وتوجيها لتكون صوت الشعب في الفصل القادم، وان خيار الجماهير الفتحاوية فوق كل خيار، ودعونا نغمض أعيننا قليلا على ما يحدث في حركة فتح ونتنازل عن غرورنا من أجل مستقبل الشباب الفتحاوي الذي يعشق الفتح، ذلك الشباب الفتحاوي الذين يمتلكون القدرات الهائلة للمشاركة في مسيرة البناء والعطاء لتبقي فتح رائدة العمل الوطني على ساحات الوطن .
لنعتبر أن اليوم هو اليوم الأول لتأسيس حركة فتح ، ونفيق بهذا اليوم وأمامنا هذه الجماهير الفتحاوية على ساحات وميادين الوطن مطالبين بوحدة الفتح، أفلا يكون للقيادة الفتحاوية كلام بحق تلك الجماهير الفتحاوية الغفيرة، أين أنتم يا قيادة فتح من وحدة الحركة ؟ أم أنكم لا تعتبرون من إرادة الجماهير الفتحاوية، ماذا أنت فاعلون يا قيادة فتح أمام هذه المطالبات التي تزداد بين الحين والأخرى، هل ستقف قيادة فتح مكتوفة الأيدي منتظره خبر السماء الخارجي، لقد حان الوقت أن تعيدوا للفتح روح ونشوة الافتخار والكرامة والعزة، أعيدوا للفتح الطليعة والريادة، أعيدوا للفتح قيادتها أبناء الطلقة الأولى والبيان الأول.