قطار كيري الى أين!!!

ما يقرب من خمسة شهور والمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية قائمة ,ولكن دون ان تفصح عن دخان أبيض ,هذا ما يعمل المتفاوضون على اظهاره أضعف الأيمان على الرغم من التسريبات التي يحاول الراعي أن يخرج بها ,لطمئنة الراي العام العالمي الذي بات مثقلا من شدة الانفراد والاهمال الامريكي لقضية باتت من ألح القضايا التي تتطلب الحل ,لانها في الاساس هي أساسي الصراع العربي الاسرائيلي ,بل هي من جعل منطقتنا تكتسب اهمية بعد النفط ,والذي يعتبر الهدف الذي جعل كل قوى الاستعمار تتكالب على المنطقة العربية وتعمل على ابقاء الصراع قائم لسببين
تأمين احتياجات الولايات المتحدة والدول الغربية من النفط والغاز العربي .
الحفاظ على سوق لكل المنتجات والصناعات الامريكية والغربية المدنية والعسكرية .
وكما كان العالم مقسوم الى قسمين غربي وشرقي ,وكل قسم له منطقته التي يعبث بها تحت مسمى المصالح الحيوية ,كان الوطن العربي مقسوم بين دول تتبنى النهج الثوري المقاوم ,ودول تدور في فلك الغرب والولايات المتحدة الامريكية .
بطبيعة الحال أتفق العالم أجمع سواء بشكل علني او من تحت الطاولة على اقامة دولة اسرائيل على أرض فلسطين وتشتيت شعبنا في اصقاع الارض .
فكان في البداية قرار التقسيم في العام 1947,والذي رفضه العرب ,ومن كان يقود النضال الفلسطيني في حينه ,دون التفكير في بدائل الرفض (إلا التصريحات النارية )والذي انتهي باستكمال احتلال باقي الارض الفلسطينية واجزاء كبيرة من الاراضي العربية لدول مجاورة او ما سميت بدول الطوق والتي كانت عبارة عن دول الحماية لدولة اسرائيل من أي تحرك شعبي نحو الارض المحتلة .
بطبيعة الحال منذ 1967م والعرب بشكل عام يرفعون الشعار الذي لم يرى طريقه الى النور بأن قضية فلسطين قضية العرب المركزية ,ولم يجد هذا الشعار طريقه الى أرض الواقع ألا من خلال
*حفنة من الاموال التي كان لها الدور المهم في افساد الروح الوطنية والثورية لدى أبناء شعبنا ,فمن خلال تلك الاموال أصبح المشروع الثوري والتحرري مشروع بزنس ,ومكتسبات خاصة ,
*
والدول التي كانت تتبنى النهج الثوري التحرري لم تعطي شعبنا إلا مجموعة من الأسلحة والبنادق والصواريخ التي لا تهزم جيوش ولا تحرر أوطان ,وجميع دول الطوق التي احتضنت الثورة والثوار كانت تهدف الى ابقاء حدودها في هدوء تام مع العدو وخاصة أخر معقل من معاقل المقاومة المتمثلة بنظام الاسد
بطبيعة الحال بعد حرب 1973والتي تعد اخر الحروب الرسمية مع العدو الصهيوني كما قال السادات في حينه ,وما تلاها من علاقات اسرائيلية مصرية ومعاهدات ,وما تلاها من حروب عربية ,عربية وحرب عربية ايرانية ,كل هذا ادى الى تغير موضع القضية الفلسطينية بالنسبة الى الاهمية للحكومات العربية والتي كانت تهدف الى هز مكانة هذه القضية عند الشعوب العربية ,فوجدنا حالة الصمت الرسمي والجماهير على احتلال بيروت من قبل القوات الاسرائيلية ,كما تلاها حالة الصمت حيال مجازر صبرا وشتيلا .
هذه الحالة دفعت الجماهير الفلسطينية بالتحرك في الانتفاضة الاولى من أجل اعادة الضوء الى القضية الفلسطينية ,بطبيعة الحال تمكنت الجماهير الفلسطينية من هذا ,ولكن كان العرب اضعف من ان يعملوا على تحقيق امال وطموحات شعبنا ,ونتيجة حالة الضعف والتي اصابت الجسد العربي كما اصابت جسد القيادة الفلسطينية والتي قبلت لنفسها الدخول في جدلية المفاوضات مع من يمتلك القوة والقرار والدعم من قبل قوى مهيمنة على العالم ,فكانت مدريد والتي ذهب العرب اليها وهم في اضعف حال ,هي المحطة التي مهدت لمجموعة من الاتفاقيات ما بين اسرائيل وبعض الدول العربية ومن بينها منظمة التحرير التي اعترفت بإسرائيل دون أن تتمكن من نزع الاعتراف بالدولة الفلسطينية ,على الرغم من هذا كانت اتفاقية أوسلو التي وقعت ما بين اسرائيل ومنظمة التحرير هي بداية تحقيق الكينونة الوطنية الفلسطينية على أرضه وفق اتفاق اوسلو الذي نص على مرحلية تمتد لخمس سنوات وتنتهي بحل دائم لقضية الصراع العربي الاسرائيلي ,ولكن لعوامل القوة والضعف والحالة العربية والدولية دور مهم في تمكين اسرائيل تجاهل القرارات الدولية والحقوق الوطنية التي تمسكت القيادة الوطنية بها والتي كانت الاساس لاتفاقات اوسلو وهي حل قضايا الوضع الدائم او ما بات يعرف بالثوابت الفلسطينية ,فكان ما كان من تغيرات وتطورات في الساحة الفلسطينية والعربية والتي لها دورها واهميتها في اضعاف وقوة القضية الوطنية ,حيث الانقسام الذي وضع قضيتنا في مهب الريح ,والربيع العربي الذي حرك الرمال من تحت اقدام دول صنع السياسة الدولية من هنا كان التحرك الامريكي الذي بات في حالة استعجال لطي ملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي اليوم ,هذا الملف الذي يتطلب طيه وحله اول ما يتطلب اعادة النظام السياسي الفلسطيني الى الصورة التي كان عليها قبل الانقسام واعادة برنامج الانتخابات وفق واقع سياسي يكون عبارة عن تركة النظام السياسي الفلسطيني القادم أين كان لابد ان يلتزم بها ,من خلال رزمة من الحوافز والمشاريع الاقتصادية التي تكفل حل كل القضايا التي بات المجتمع الفلسطيني يعاني منها والتي كانت من ضمن العوامل التي دعت القيادات الفلسطينية بشكل عام للتفكير بشكل اكثر ايجابية مع الواقع المنتظر لوضع العقبات امام قطار كيري الذي سوف يصل شطري الوطن ولكن كثيرة تلك التساؤلات اليوم لدى المواطن الفلسطيني
هل يحمل قطار كيري الوطن الذي ضحى من أجله أبناء شعبنا
هل ستنتهي معاناة أسرانا في سجون الاحتلال الصهيوني
هل ستنتهي كل المشاكل التي يعاني منها ابناء شعبنا في كل مواضع الشتات
هل ستتوقف المجاز اليومية التي ترتكبها اسرائيل بحق ابناء شعبنا
هل سيتمكن المواطن الفلسطيني من العيش فوق الارض الفلسطينية بكرامة ودون منغصات يومية
وأخيرا هل باتت الفصائل الفلسطينية تعمل على التخلص من كل شوائب المرحلة الماضية لتحجز لها مقعد في القطار الامريكي الذي أضحى هو الوسيلة الوحيدة للوصول الى مرحلة الاستقرار ولو بشكل مؤقت بغض النظر عن كل التصريحات التي تحاول ان تذهب بالمواطن الفلسطيني الى قضايا جانبية مثل تزوير الانتخابات لكي نبتعد عن التفكير في أسس القضية الوطنية التي يجب الاهتمام بها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نبيل عبد الرؤوف البطراوي
6/1/2014