في ذكرى الشهيد الفلسطيني تستمر معاناة شعبنا

بقلم: مازن صافي

إنه السابع من يناير، ذكرى يوم الشهيد الفلسطيني، وفي هذا اليوم الذي يأخذنا إلى مأساة شعبنا ومئات الآلاف من الضحايا والشهداء الذي قضوا على درب الحرية والخلاص والكرامة، وناضلوا من أجل إنهاء الاحتلال وهزيمة المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية، والأرض والشعب والمستقبل، نتذكر اليوم المجازر التي قام بها ولازال جيش الدمار الصهيوني، ودوّي دباباته ومصفحاته وهي تجتاح مدننا وقرانا وشوارعنا وذاك التاريخ الذي لا ينسى، حين اجتاحت الجنوب اللبناني، وعدوانها المتكرر والإجرامي فوق الأرض الفلسطينية وارتقاء آلاف الشهداء .

نقف اليوم أمام ذكرى إحياء يوم الشهيد الفلسطيني، ذكرى ارتقاء الشهيد الأول للثورة الفلسطينية، وهو الشهيد أحمد موسى، أول من نفّذ عملية فدائية، في العام 1965، فأصبح عنواناً للثورة الفلسطينية، ووجهاً للرصاصة الأولى، فارتبط اسمه بالذكرى السنوية لانطلاقة الثورة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بشكل عام، وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" بشكل خاص، هذه الثورة الفلسطينية والتي انطلقت في ليلة 1/1/1965 وقد احتفل شعبنا الفلسطيني بانطلاقتها الـ49 قبل عدة أيام, في هذا اليوم وفي هذه الذكرى، يؤكد شعبنا الفلسطيني أن النضال لتحرير الأرض سوف يستمر مادام بقي هناك طفل فلسطيني، وما كل هذه البطولات والصمود والانجازات، إلا برهانا أكيداً على أن شعبنا حياً برغم كل النكبات والمعاناة.

واليوم نحن أحوج ما نكون لأن نحقق وحدتنا الفلسطينية وننهي الانقسام البغيض، ونذهب إلى المصالحة وتوحيد المؤسسات، ونحقق أمنيات شعبنا وتطلعاته بالحياة الكريمة، وأن تتواصل جهود القيادة الفلسطينية المباركة من أجل إقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس، وأن ينتهي الاستيطان وتنسحب (إسرائيل) من أرضنا المحتلة.

وفي هذا اليوم تحي مخيماتنا الفلسطينية في الشتات واللجوء ذكرى الشهداء، في ظل ما يعانيه الأهل في سوريا وفي لبنان والنزوح إلى أوروبا وشتى أنحاء العالم وما يواجهونه من مآسي وصعاب وموت، إنها النكبة المستمرة والتي يتحمل مسؤوليتها كل من يعمل على استمرار الاحتلال والتنكر لحق العودة وحقوق اللاجئين وتقرير مصيرهم، وكذلك تتحمل (إسرائيل) المسؤولية الكبرى عن كل ما يحدث للشعب الفلسطيني في كل مكان وفي أي زمان طالما استمر احتلالها للأرض الفلسطينية.

إن ذكرى يوم الشهيد الفلسطيني فرصة عظيمة لكي يتواصل العطاء مع ذوي الشهداء وأن نبقى على عهدهم ومسيرتهم وأن يتوحد الفعل المشترك والموحد كما توحد الفكر والدم للشهداء الأكرم منا جميعا، ونستذكر في هذا اليوم كل الشهداء والقادة العظام وعلى رأسهم المعلم والشهيد الخالد والرمز الرئيس ياسر عرفات" أبو عمار"، وأمير الشهداء أبو جهاد والكمالين وابو الهول وأبو إياد، والشيخ أحمد ياسين وفتحي الشقاقي، و أبو علي مصطفى، و عمر القاسم وغيرهم الكثير الكثير في مسيرة مستمرة إلى أن يبزغ فجر الحرية وتشرق شمس فلسطين ويزول الاحتلال البغيض .