لأول مرة بغزة.. أطفال يصممون الروبوت الآلي

نجح نحو 80 طالبًا وطالبة تتراوح أعمارهم ما بين العشرة والخمسة عشر عامًا، في مدرستين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" بمحافظتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة، من تصميم وتجميع، 20 روبوتًا آليًا.

وتمكن المدرسان مروان أبو زيد وأكرم الملاحي اللذان أشرفا على تدريب الطلبة لنحو 20 ساعة بواقع ساعتين كل محاضر، وما زال التدريب مستمرًا ليصل لـ40 ساعة، من توصيل فكرة وطريقة تصميم وتجميع الروبوتات، ليتمكنوا من تصميم وتجميع "10 روبوتات" تؤدي وظائف ومهمات متعددة.

والروبوتات هي، "ربوت الخزانة"، تم تصميم وبرمجة الروبوت للعمل كخزنة، ويقوم بفتح الصندوق في حالة إعطائه كلمة السر المحفوظة به مسبقًا، "قاذف الكرة" وهو روبوت مبرمج ليقوم بقذف الكرة عند الاقتراب لمسافة معينة، "المتاهة" يقوم الروبوت باختيار الطريق الصحيح للخروج من المتاهة بالاعتماد على المجسات.

"الطابعة" روبوت تم تصميمه على شكل طابعة، أو جهاز رسم باستطاعته طباعة الأحرف والأرقام والأشكال أو ما يطلب منه، "الرافعة" روبوت يقوم بوظيفة الرافعة فيلتقط الأجسام وينقلها لمكان أخر حسب أوامر يتلقاها عبر الهاتف الخلوي، "السباق" تم تصميمه كسيارة سباق يتم التحكم بها عن طريق البلوتوث.

"المدينة الخضراء" هو نموذج مصغر لمدينة صديقة للبيئة عن طريق التخلي عن مصادر الطاقة الضارة واستبدالها بمصادر طبيعية بديلة، ويقوم الروبوت بتشغيل هذه المدينة عن طريق جمع وحدات الطاقة من مرافق هذه المدينة، "المحراث" يعمل على حرث الأرض آليًا، ويتحرك داخل نطاق محدد مسبقًا.

"الخادم الآلي" صُمم على شكل إنسان يقوم بالتحرك داخل المنزل، وعند اعتراض طريقه يتراجع للخلف مع إصدار صوت تنبيه ويتفاعل مع الأوامر الصوتية لتنفيذ المهام التي برمج لها، "قاطع التذاكر" ربوت يقوم بتقديم التذكرة والترحيب بالضيف أو الزبون عن الضغط على زر التنفيذ.

الطالب بمدرسة ذكور "ج" الإعدادية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" والتي تم تصميم الروبوتات بها أنس شيخ العيد 14 عامًا ، واحدًا ممن وقع عليهم الاختيار للالتحاق بمشروع الروبوت الآلي، يعبر عن سعادته لـ مراسل "وكالة قدس نت للأنباء" لما قام به من نجاح لم يتوقعه، مما شجعه للاستمرار بالتدريب.

وتلقى الطالب شيخ عيد وزملائه الـ 39 صناعة وتصميم الروبوتات، تعليمه عبر الشرح المباشر من خلال شاشات عرض لنماذج صنعة بالخارج، وبرنامج يعلمهم طريقة تركيب وبرمجة الروبوت، بجانب تزويدهم بدفاتر "كاتلوج" بها خطوات التصميم.

ويشير شيخ العيد إلى أن انجازهم لهذه الروبوتات، شجعهم لتصميم المزيد منها، كما أنهم غير تفكيرهم المستقبلي بأن يصبحوا باحثين ومخترعين، عدا مساهمته تنمية القدرات العقلية للطلبة، ويثبت أيضًا أن الطفل الفلسطيني لديه من القدرات العقلية كباقي أطفال العالم، لو اتيحت له الإمكانيات.

بدوره، يقول المدرب أكرم الملاحي لـ"قدس نت"، أن هذا المشروع ممول من شركة "الليقو" الدنماركية، وعبر مدربين من خلال برنامج "سكايب" تلقينا عدة محاضرات مباشرة، حول فكرة المشروع وآلية التدريب التي سنقوم من خلالها بتدريب الطلبة".

"الليقو" هي شركة دنماركية من أشهر منتجاتها لعبة ليغو، وتصنع أيضا الجهاز الرئيس للروبوت مثلNXT و RCX، وتأسست الشركة عام 1932 واسمها مقتبس من الكلمة الدنماركية "leg godt" وتعني "العب جيدًا"..

وصنعت الشركة أول قطعة ليغو في أوروبا سنة 1940 ميلادي وحققت نجاحا دوليًا، مع ثقافة فرعية واسعة النطاق التي تدعم ليقو الأفلام، والألعاب.

ويوضح الملاحي إلى أن دورهم تركز في التدريب والإشراف المباشر على الطلاب، وتعليمهم طرق برمجة وتصميم الروبوت عبر دفاتر الكاتلوج والعرض المباشر لنماذج وطرق التصميم، وكانت عملية التصميم والبرمجة بمثابة اختبار للطلاب، وبالفعل نجحوا بعدد من المشاريع وصمموا 10 روبوتات تقوم بمهام كثير..

ويضيف "لم يستغرق تجميع وتصميم شكل وبرمجة الروبوت ثلاث ساعات، بعد أن حاول الطلبة عدة مرات ما بين فشل ونجاح، وما إن تمكنوا صمموه بالمدة المذكورة".

ويعبر الملاحي عن سعادته لنجاح المشروع، ويتمنى أن تتوفر القطع بكثرة ومختبرات مخصصة لهكذا مشاريع لأنها كانت من أهم الصعوبات التي واجهتنا، وأن يتم تعميم المشروع على مستوى مدارس القطاع، كي تعم الفائدة وتنموا عقول الطلبة خاصة من هم دون 15 عامًا.

المصدر: رفح – وكالة قدس نت للأنباء -