عبرت الفصائل الفلسطينية عن تفاؤلها الحذر في التصريحات والدعوات التي اطلقتها حركتي فتح وحماس بشأن ملف المصالحة الفلسطينية ، وتمنت الفصائل ان تكون التصريحات جدية وتعكس افعالا وخطوات ملموسة وحقيقية تنهي مأساة الانقسام الفلسطيني الاسود .
نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الاسلامي، قال " ما نتمناه ان تتحقق المصالحة هذه الليلة قبل غدا ، هذا ما يتمناه الشعب الفلسطيني ان يكون هناك توافق ويلتقي الفلسطينيين حول برامج مشتركة خاصة ان التحديات امامهم كبيرة وعدوهم لا يرحم احدا منهم ."
واضاف عزام في تصريح لـ "وكالة قدس نت للأنباء "،" نأمل ان تكون هذه المرة مختلفة ولكن الامر يحتاج الى جهد كبير وخطوات عملية قريبة ، وندعو الله ان يلتئم صف شعبنا وان نصل الى التوافق الذي يحمي جبهتنا الداخلية ".
وقال " لا نستطيع الا ان نكون متفائلين رغم التجارب السابقة التي لم تنجح في اتمام المصالحة ، ولكن لا نريد ان نوهم الشعب الفلسطيني دون وجود خطوات حقيقية لإنهاء الانقسام ".
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، طالبت بخطوات عملية وملموسة بعيدا عن التصريحات باتجاه انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية .
واوضح جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة في تصريح لـ "وكالة قدس نت للأنباء " ، بانه يجب البناء على ما اعلنه اسماعيل هنية من قرارات بالإفراج عن المعتقلين السياسيين والسماح بعودة الذين غادروا قطاع غزة عقب الانقسام، بأن تستكمل تلك القرارات في اطلاق الحريات العامة واجراء انتخابات بلدية ونقابية وللجامعات وتعزيز روح الثقة من كلا الطرفين (فتح وحماس) ، لدى المواطن الفلسطيني الذي فقد الثقة في كل المواقف والتصريحات في شأن المصالحة خلال السنوات الماضية .
وقال مزهر" المطلوب من الرئيس ابو مازن ان يدعو الى اجتماع عاجل للاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية ، ويضع اليات ملموسة لتنفيذ اتفاق المصالحة الذي وقعت عليه كل الفصائل الفلسطينية ، وتشكيل حكومة والاعلان عن موعد اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ، مشيرا الى انه رغم المناخات الايجابية الا ان "تفاؤلنا يبقي حذرا".
صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، عبر ان أمله ايضا بان تكون تصريحات فتح وحماس في المصالحة جدية ولا تقتصر على بعض تهيئة الاجواء ، وان تتوفر الارادة السياسية لدى الطرفين ، لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ، وقال "عندما تكون المصالحة الوطنية هي العليا يمكن ان نقول وقتها ان مشوار انهاء الانقسام قد بدأ ."
واوضح زيدان في تصريح لـ " وكالة قدس نت للأنباء " ان " الاساس الذي يمكنا من اتمام الوحدة تشكيل حكومة توافق وطني واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني على اساس التمثيل النسبي الكامل" ، قائلا "لسنا بحاجة الى اتفاقات جديدة ".
واكد على ضرورة ان تكون افعال ولا يقتصر الامر على الكلام والتصريحات " التجارب السابقة لا تشجعنا لإعطاء تفاؤل وعلينا ان نرى خطوات فعلية ".
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض ، قال " ما نخشاه ان تكون هذه التصريحات زوبعة في فنجان ، فقد تعودنا ان نسمعها دائما ولكن سرعان ما تذهب ادراج الرياح ، حتى اللحظة كل ما سمعناه لا يتعدى كونه تصريحات اعلامية تؤكد ان هناك تقدم في ملف المصالحة ، في نفس الوقت اطراف اخرى مؤثرة تؤكد بانه لا تقدم ملموس في ملف المصالحة وهذا يجعل كل التصريحات التي نسمعها غير مصداقية ".
واشار العوض في تصريح لـ " وكالة قدس نت للأنباء " الى ان حزب الشعب يرى ان الشعب الفلسطيني لم يعد قادر على ان تباع إليه نفس البضاعة ذاتها اكثر من مرة واصبح الامر مملا ، "وما ننتظره وينتظره الشعب الفلسطيني خطوات عملية في تشكيل حكومة وحدة وطنية وتحديد موعد لإجراء الانتخابات" .
وتمنى ان تكون تصريحات قادة (فتح وحماس ) تعكس جدية وتقدم وصولا لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية .
وشهد ملف المصالحة الفلسطينية حراك قويا خلال الايام الماضية عبر تصريحات اطلقها قادة حركتي (حماس وفتح) توحي بقرب التوصل الى اتفاق ينهي الانقسام ويعيد اللحمة الى الشعب الفلسطيني.
وكشف محمد اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ان حركته وافقت على شروط حماس بتمديد موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية لستة اشهر بعد ان كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يصر على اجرائها بعد ثلاثة اشهر من تاريخ تشكيل حكومة وحدة فلسطينية.
وكانت حماس التي سيطرت على قطاع غزة بالقوة في صيف عام 2007، قد وقعت مع حركة فتح على اتفاقين في مصر 2011 والدوحة 2012، لانهاء الانقسام الفلسطيني وتشكيل حكومة من الكفاءات مهمتها أن تهيئ الاجواء، لاجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في غضون ثلاثة اشهر من تاريخ تشكيل حكومة الوحدة، الا ان هذه الاتفاقات لم تصل الى الرمق الاخير.
واصدر اسماعيل هنية رئيس حكومة غزة، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يوم امس الاثنين سلسلة قرارات من شأنها دفع عجلة المصالحة الفلسطينية الى الامام، من بينها الافراج عن معتقلين من حركة فتح في غزة، والسماح لبرلمانيين من فتح بزيارة ذويهم في القطاع، والسماح بعودة المئات ممن خرجوا من غزة في اعقاب سيطرة حماس عليها في 2007، شرط أن لا تكون عليهم احكام قضائية .
وقال اشتية الموجود في رام الله خلال لقاء مع صحفيين في غزة، أجري عبر الاقمار الاصطناعية اليوم الثلاثاء، "نحن نرحب بالخطوات التي اتخذها هنية ونرى انها تصب في الاتجاه الصحيح، وقد أجرى هنية اتصالا هاتفيا مع الرئيس ابو مازن ليل الاثنين وتضمن كلاما جيدا، وسيصل أخي عزام الاحمد الى غزة في القريب العاجل كي يستكمل تفاصيل ما دار في هذه المكاملة مع هنية".
غير ان الاحمد نفى هذه الانباء:" وقال ان الاتصال الاخير بين عباس وهنية كان في اطار العلاقات العامة وليس في اي جديد من شأنه دفع عجلة المصالحة."
فيما توقعت مصادر مطلعة، ان يشهد الحراك الحالي بداية حقيقية لتنفيذ اتفاق المصالحة، مشيرة الى "أن هناك ارادة سياسية لدى الجانبين لتنفيذ الاتفاق اكثر من أي وقت مضى".