هل يمكن أن تنفرج الصخرة عما قريب عن باب غار الانقسام الفلسطيني ..؟!!

بقلم: حامد أبوعمرة

كلما سمعنا عن مرونة ،ودبلوماسية في الخطاب السياسي عبر وسائل الإعلام ،تفاءل الكثيرون باقتراب نهاية الانقسام البغيض ،وتحقيق مصالحة وطنية جادة بين حركتي فتح وحماس..وكم تكرر ذات المشهد لكن ليس بصورة إيجابية فنجده كما في الموسيقى أونجده أساسًا لنظريَّة القافية كما في الشِّعر ،ولكنه تكرار سلبي هابط ، وليس صاعد ..سمعت من أحد الجلساء البسطاء أن المصالحة قد اقتربت فعلا هذه المرة لأن القاسم المشترك فيها ،ونقطة الالتقاء التي هي تغليب المصلحة الوطنية العليا قد تمت ،والسبب ضيق الأوضاع والأزمات في قطاع غزة أو الضفة ..تلك الأزمات المتتالية والمتراكمة ،والتي صارت وسط الاغلاقات ووسط الحصار ،ووسط التوسع الاستيطاني كجبل الجرمق ،هي أمرٌ كفيل بالإسراع لتحقيق التصالح المجتمعي الفلسطيني ،ولا بديل عن ذلك للخروج من عنق الزجاجة ،فكلما ضاقت الأمور انفرجت ..حقيقة لم استغرب ذاك القول لأني اعتدت على تكرار سماعه لكن ..التساؤل الذي يثيرني هو.. ما هو نوع تلك الزاوية الانفراجية ،وهل يكفي إطلاق سراح المعتقلين على خلفية سياسية أو أمنية هنا أو هناك،أو التحرك والتحرك المقابل خطوة يقابلها خطوة مماثلة هل يكفي ذلك لزحزحة تلك الصخرة الكبيرة التي لم تسد باب الغار الانقسامي فحسب بل سدت أواصرنا نحن أبناء المجتمع الفلسطيني ..و كيف يمكن أن تنفرج تلك الصخرة المتدحرجة من جبال خطايانا ..إذا كانت كل المجازر التي نتعرض لها نحن أبناء الشعب الفلسطيني لم توحدنا وحدة متماسكة ،وسواء أكانت تلك المجازر الصهيونية في قطاع غزة أو الضفة أو في الشتات حيث الحصار القاتل والخانق لمخيم اليرموك ،واستمرار الحصار الخانق الذي تفرضه قوات النظام السوري على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين لليوم 178 على التوالي، مع تفاقم كبير للأوضاع الإنسانية والمعيشية داخل المخيم،.،وسقوط الكثيرون من الضحايا والأبرياء الذين ما زالوا يتضورون جوعا ويُقتلون قصفا وقنصا ..فإذا كانت كل تلك المآسي لم تحرك حتى الآن في بحيرتنا الراكدة ساكنا فماذا ننتظر إذا ..ما أقسى أن يرى الظمآى الماء في بلداننا العربية على مقربة منهم ،وما أن يقتربوا منه بكل شغف وإلا ويكتشفوا انه عين السراب ..!! وما أكثر مثيلات تلك المياه الجارية المتبخرة في أيامنا ،وما أكثر العطشى الذين ينتظرون الماء الحقيقي ..!!