اظهر فيديو صوره مواطن فلسطيني ونشرته منظمة "بتسيلم" الاسرائيلية، قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي تشكل غطاءا أمنيا لمجموعة من المستوطنين اثناء اعتدائهم على فلسطينيين في قرية عوريف المحاذية لمدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
وحسب تقرير للمنظمة الاسرائيلية، يوثق الفيديو وصول مجموعة مستوطنين ملثمين من صوب مستوطنة "يتسهار" إلى المشارف الشرقية لقرية عوريف يوم الاثنين الماضي، و من ثم إلى موقع بناء لمستودع مياه يجري تشييده بتمويل من USAID.
وقام المستوطنون كما يوثق الفيديو، بكسر العداد الكهربائي ورشق الحجارة نحو بيت عائلة صفدي، المجاور لموقع البناء، وصوب المدرسة التي تبعد عن المكان قرابة مئة متر. وقد رافق المستوطنين جنود اسرائيليين، بالإضافة إلى مستوطن واحد مسلح على الأقل ومعه جهاز لاسلكيّ، يتبع على ما يبدو لحُراس المستوطنة.
ويقوم المستوطنون كما هو واضح، برشق الحجارة فيما يقف الجنود جانبا ولا يقومون بأي خطوة لمنعهم من ذلك أو إبعادهم عن الموقع، أو على الأقل لوقف رشق الحجارة، في حين قام بعض التلاميذ الفلسطينيين برشق الحجارة ردا على حجارة المستوطنين، فأطلق الجنود القنابل الغازية على هؤلاء التلاميذ. وعندها أدخل المعلمون التلاميذ إلى داخل مبنى المدرسة كي يبعدوهم عن موقع الحدث.
واستمر الحدث كما يوثق الفيديو الذي صوره أحد سكان القرية وهو أسامة صفدي، قرابة خمسين دقيقة وفي نهايته عاد المستوطنون باتجاه مستوطنة "يتسهار".
ويظهر في التوثيق كيف يقوم المستوطنون، الصاعدون على جبل، بالمرور من أمام مجموعة سيارات كانت تقف عند سفح تلّ: سيارتا جيب عسكريتان وجيب لونه أبيض وسيارة ميدانية، وكلها تتبع على ما يبدو لحُراس المستوطنة.
وقد شوهد اثنان من المستوطنين المعتدين في الفيديو وهما يقتربان من سيارة الحراسة وأحدهما يلتقط معطفًا من صندوق السيارة الميدانية. وحتى في هذه المرحلة لا يمكن رؤية أيّ محاولة من الجيش لوقف المعتدين، أو حتى استيضاح هوياتهم. بعدها، يظهر في الفيديو خمسة جنود وهم قادمون من القرية باتجاه المستوطنة.
وكما تؤكد منظمة "بتسيلم"يتضح من التوثيق أنّ الجنود الاسرائيليين تجاهلوا واجبهم بحماية الفلسطينيين في هذا الحدث: "فهم لم يوقفوا أعمال العنف التي وقعت أمامهم ولم يقوموا بأيّ رد فعل إلا عندما رشق فلسطينيون الحجارة صوب المستوطنين كردّ فعل على حجارتهم."
كما يبدو أن الجنود لم يحاولوا استيضاح هوية الملثمين أو احتجازهم لحين وصول الشرطة، كي يكون بالإمكان استنفاد الإجراءات القانونية معهم. وعلى حد علم "بتسيلم "فإنّ الجنود لم يدلوا بإفاداتهم حول هذه الأحداث أمام الشرطة.
ويظهر من خلال التوثيق أن الجيش الذي يفترض به حماية الفلسطينيين في الضفة، شكل على أرض الواقع غطاءً أمنيًا للمستوطنين العنيفين. وقد دعم الجيش في هذه الحادثة المستوطنين من أجل الاعتداء على الفلسطينيين وأملاكهم.
وقالت "بتسيلم" إنها ستطالب بتحقيق طارئ بالحدث كي تُفحَص في إطاره تصرفات الجنود والضباط الذين كانوا في الموقع، وتصرفات المستوطنين وحراس المستوطنة. كما تنوي "بتسيلم" المطالبة بأن يجري التوضيح أمام جميع أفراد الجيش الذين يخدمون في المناطق الميدانية أنّ من واجبهم حماية الفلسطينيين وأملاكهم في وجه هذه الاعتداءات.