إن حقيقة ما يجري في عالمنا العربي هو انتصار للمشروع الصهيوني الذي وجد في ارض فلسطين لاعتبارات استراتجيه ، لقد كانت القضية الفلسطينية قضيه عربيه إسلاميه بفعل وحدة بلدان المشرق العربي وكانت على أولوية الاجنده الوطنية والقومية آنذاك ، واليوم أصبحت بفعل الأحداث والمجريات التي تعم عالمنا العربي قضيه فلسطينيه ، لا بل أصبح النظام العربي الرجعي أكثر جرأة في التنصل من مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية وأصبح هذا النظام يسعى للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي وعقد التحالفات مع إسرائيل على حساب الأرض ألفلسطينيه والإنسان الفلسطيني والحقوق التاريخية الفلسطينية ، يخطئ النظام العربي في تصوراته وتحليلاته إن ظن أن الكيان الإسرائيلي بحدوده ألقائمه حاليا ، لان فكرة المشروع الصهيوني ما زالت في مراحله الأولى ، التفكير في زرع الكيان اليهودي في فلسطين كان من منطلق استراتيجي غربي يهدف من وراء زرعه لمواجهة مصر وبلدان المشرق العربي ، وان التاريخ وشواهده تؤكد على حقيقة أن نابليون بونابرت بغزوه لمصر عام 1798 دفعته المواجهة مع مصر وبلدان المشرق العربي للتفكير بنقل اليهود إلى فلسطين ، وان ما فكر به نابليون نفذته بريطانيا وعدته جزء من استراتجيه بريطانيه باحتدام صراعها مع محمد علي الكبير والي مصر والسودان ، وان بريطانيا قامت بالاتصال بالقيادات الصهيونية لتبحث معهم عن فكرة وطن قومي لليهود ، وقد دهش هرتسل عندما دعي لزيارة بريطانيا من حماسة بريطانيا لإقامة الوطن القومي اليهودي في فلسطين ، حيث قدمت بريطانيا كل التسهيلات المطلوبة فضلا عن الحشد والتأييد الغربي لفكرة الوطن القومي لليهود في فلسطين ، وفي نهاية الحرب العالمية الأولى وإعلان وعد بلفور وانتداب بريطانيا على فلسطين ، وهزيمة ألدوله العثمانية ووقوع غالبية البلدان العربية تحت السيطرة الاستعمارية البريطانية والفرنسية شرع بتجزئة الوطن العربي وشرذمته وكانت اتفاقية سيكس بيكو عنوانا لها وأصبحت الطرق سالكه أمام بريطانيا لمشروعها لفكرة الوطن القومي اليهودي في فلسطين ،
يخطئ من يظن أن القضية الفلسطينية محصورة في الصراع بين الفلسطينيين والاسرائليين ، لان المشروع الصهيوني هو جزء من الغرب وإستراتجيته ، لان الهدف في الأساس لم يكن محصور بأرض فلسطين بحد ذاتها ، وإنما أن هذا الكيان هو امتداد للمخطط الاستعماري للهيمنة على المنطقة ، وان المستهدف في مقدمة هذا المشروع مصر والمشرق العربي وان الهدف الاستراتيجي الاستعماري من الكيان الإسرائيلي ليستهدف تركيا وإيران ، وعليه فان تحقيق الهدف كان مشروطا بحماية ألاستراتجيه وأهدافها وتعددها بتامين الحماية لإسرائيل لتصبح تملك ألكلمه الأولى في المنطقة ، وعليه فان التشدد الأمريكي في المسعى للاعتراف بالدولة اليهودية هو تحول في مجرى الصراع لحقيقة الوجود لهذا الكيان اليهودي بمفهومه وهو صراع وجود وليس صراع ضد العنصرية الاسرائيليه البغيضة فحسب ، هو صراع على نظام ليكون صهيونيا يهدف إلى طرد الفلسطينيين وإحلال المهاجرين اليهود مكانهم ضمن التعنت والتعسف في رفض حق العودة للمهجرين الفلسطينيين ،
المشروع الصهيوني تعدى ما كان مطلوب منه وفق ألاستراتجيه البريطانية وأصبح يتعدى الحدود التي عليه الكيان الإسرائيلي ضمن إعادة ترسيم خريطة المنطقة ، وعليه فان مفهوم الصراع وفق الهدف الذي من اجله أنشئ الكيان الإسرائيلي أصبح جزء من صراع العرب والمسلمين ضد الهيمنة الامريكيه الغربية على اعتبار أن المشروع الصهيوني ومصيره مرتبط بميزان القوى الدولية ، إن مجريات الأحداث التي تستهدف مصر وسوريا ولبنان واحتلال العراق وتقسيمه وإحداث الفتنه المذهبية الطائفية لتشمل إيران ودول الخليج العربي هو ضمن استراتجيه تهدف لتدمير كل مقومات الوحدة العربية الاسلاميه ضمن مسعى لتجزئة العالمين العربي والإسلامي ، كل الدول العربية والاسلاميه بلا استثناء هي مستهدفه بفعل ألاستراتجيه المرتبطة أصلا بتقوية أركان الكيان الصهيوني وامتداده ليس جغرافيا وحسب وإنما بسيطرة اقتصاديه وهيمنه على كل مقدرات ألامه العربية ، إن التسويات التي حدثت في السبعينات ونهاية القرن الماضي هي تسويات مرحليه لأجل الوصول للهدف الذي سعت أمريكا والصهيونية والغرب للوصول إليه وهو إحداث الفتنه والتدمير والتقسيم المذهبي والعرقي ، وان محاولات اسلمة الصراع في المنطقة ضمن مسميات في مقدمتها وتعريفاتها بالإسلام المعتدل إنما قصد منه إشعال النيران التي تحتدم في منطقتنا والتي تعرف بالصراع بين الإسلاميين وبين النظم المدنية وان الحشد والتعبئة أصبح في غير صالح المنطقة وحقيقة وجوهر ما يجري في العراق والحرب الطاحنة التي يشهدها العراق وما يجري في سوريا وانقضاض المجموعات المسلحة الاسلاميه بعضها على بعض ضمن الصراع على مفهوم الاسلمه والتصنيفات للاسلمه التي درج الغرب على إطلاق تسمياته ونعوته ووصف هذا التنظيم بالإرهابي وذاك بالمعتدل هو بالهدف لجر إيران وحزب الله لأتون المعركة التي يهدف المخططون من ورائها استنزاف وإضعاف جميع القدرات لتصبح الهيمنة على المنطقة للكيان الإسرائيلي ،
لم نخطئ القول أن المشروع الصهيوني في بدايته لان الحرب المشتعلة في دول عالمنا العربي ما زالت في بدايتها وان المخطط الأمريكي الصهيوني وان النظام العربي الذي انغمست أياديه بهذه الحرب التي يشهدها عالمنا العربي قصد منها تجسيد المشروع الصهيوني ليكون بمقدوره من إحكام هيمنته وسيطرته على المنطقة وان تحالفاته مع بعض دول المنطقة هي تحالفات تكتيكيه خدمة لأهداف المشروع الصهيوني الأمريكي ، وان محاولات حل القضية الفلسطينية هو تخدير أمريكي لدول المنطقة ضمن الغطاء على الهدف الأساسي للمشروع الصهيوني ، وهذا يتطلب من الجميع أن لا يقع في حبال وشراك الفخاخ التي نصبت للجميع وخاصة التيارات الاسلاميه لدفعها لأتون هذا الصراع وحرف الأولويات عن القدس وتحريرها من أيدي الغاصبين وقصد منه إغراق مصر بالفوضى حيث تغرق سوريا بحرب دامية ويغرق العراق ويستدرج حزب الله وإيران لمعركة تكون نتيجتها بحسب المخططين لصالح المشروع الصهيوني حيث تغرق ليبيا في صراعها واقتتال بعضها ببعض ، آن الأوان لحقيقة الصحوة من عمق المخطط الذي يستهدف جر المنطقة وإضعافها وتقسيمها كما يستهدف تركيا بمكوناتها ونسيجها الاجتماعي بهدف التقسيم للدولة التركية ... نصرخ بأعلى صوتنا هيهات هيهات أيها العرب والمسلمين المشروع الصهيوني في بدابته ولا بد من التعقل ووقف آلة القتل والدمار وإنهاء الصراعات للوصول إلى ما يضمن تحقيق الوحدة العربية والاسلاميه لإفشال مشروع الصهيونية الذي يهدف المخطط الأمريكي الغربي لتصبح السيف المسلط على رقاب العرب والمسلمين