أطلع وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني، اليوم الجمعة، وفدًا برلمانيا من مملكة البحرين على حقيقة الأوضاع التي تعيشها مدينة القدس وأهلها والمعاناة التي يكابدونها جراء السياسات الإسرائيلية الاحتفالية اللاإنسانية.
جاء ذلك خلال جولة للوفد الذي ضم كلا من النائبة ابتسام هجرس، والنائب أحمد الساعاتي في مدينة القدس وأزقتها وحاراتها وساحات المسجد الأقصى المبارك.
ووضع الحسيني الوفد بصورة الآليات التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تهويد المدينة المقدسة والاستيلاء على منازل المقدسيين، مقدما معطيات وأرقام حول سبل التهجير الممنهجة من حيث مصادرة الأراضي وفرض القوانين التعجيزية..
وأضاف "من أخطرها قانون أملاك الغائبين وفرض الضرائب الباهظة والقيود التعجيزية التي تضعها سلطات الاحتلال لجعل حياة المقدسيين في غاية الصعوبة، وذلك من أجل وحسب معتقداتهم الهجرة الطوعية وبالتالي تسهل عملية التهويد والاستيطان في هذه البقعة المقدسة والتي ينشدها الفلسطينيون عاصمة أبدية لدولتهم القادمة".
وقال الحسيني : إنّ "جولة الأشقاء العرب تأتي بهدف التواصل مع أشقائهم الفلسطينيين والتعرف عن قرب على حقيقة أوضاعهم ورفع معنوياتهم وتعزيز صمودهم"، موضحا أن لهذه الزيارة أهمية كبيرة من ناحية مساهمتها في تعزيز صمود المقدسيين ومقاومتهم الاحتلال.
ودعا إلى تكرار الزيارة، مؤكدًا أن مدينة القدس ستبقى فلسطينية الوجة، عربية الروح، إسلامية القلب.
والتقى الوفد أيضًا مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين والذي رحب تلبية الأخوة العرب لدعوة الرئيس محمود عباس في زيارة فلسطين والتي من شأنها تعزيز صمود الشعب الفلسطيني الذي يقف في خط الدفاع الأول في مواجهة العدوان نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية..
ودعا حسين الاخوة العرب لأن يكونوا سفراء لهذا الشعب في بلدانهم ونقل الحقائق التي رأوها والجرائم التي يواجهونها يوميا، وحشد الطاقات والهمم من اجل مساعدته في معركة الأمة ودعم الوقف الفلسطيني في نضاله من اجل نيل حريته وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها الأبدية مدينة القدس.
كما رحب رئيس مجلس الأوقاف الأعلى في مدينة القدس الشيخ عبد العظيم سلهب، بالوفد الضيف موضحا خطورة الانتهاكات الإسرائيلية والأهداف المبيتة للمسجد الأقصى المبارك، داعيًا إلى شد الرحال إليه وتوفير الإمكانيات من اجل حمايته وتعزيز صمود المرابطين فيه .
أهمية الزيارة
بدورة، أكد النائب الساعاتي على ضرورة التواصل الدائم مع الفلسطينيين قيادة وشعبا، مشددًا على أهمية المدينة المقدسة للعرب والمسلمين، والتي على ضوء ذلك تأتي أهمية الاستمرار في تفقد الأوضاع وأحوال المقدسيين .
وقال: "جئنا إلى الأراضي المقدسة مهنئين ومباركين لإخواننا المسيحيين بحلول أعياد الميلاد المجيد، وذلك من منطلق تآخي المسجد والكنيسة ومكانتهما معا بالنسبة لمملكة البحرين قيادة وشعبا، إضافة إلى أننا نرى في هذه المدينة المقدسة الصمود الذي نستمد منة الأمل بالمستقبل".
وأعربت هجرس عن أملها في تحقق آمال وطموحات الشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة التي اعترف بها العالم وحصول دولة فلسطين على صفة مراقب في الأمم المتحدة وعاصمتها القدس الشريف.
وعبرت عن سعادتها لوجودها في مدينة القدس، حيث هذه الزيارة الأولى لها للمدينة ولدولة فلسطين، ومؤكدة على فخرها واعتزازها بصمود الشعب الفلسطيني عامة والمقدسيين خاصة .
وقالت: "نعتبر إقامة دولة فلسطين بمثابة شروق الشمس، وإن الصبح قادم إن شاء الله لهذه الدولة ولتحرير أراضيها وفرض كامل سيادتها على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".