بعد منخفض اليكسا وماحل من خسائر ومصائب وقعت على رؤوس المواطنين, أصبحت الناس تتساءل :على من تقع المسؤولية؟ ومن سيحاسب من؟ ومن سيعوض خسائر المواطنين الفادحة؟ ومن المسؤول عن حالة الفزع والخوف التي تعرض لها شعب غزة خلال المنخفض الجوي الذي كشف قلة الإمكانيات وعدم التحضير والإعداد لهذا المنخفض وللموسم الشتوي؟0لاشك أن منخفض اليكسا هو من اكبر المنخفضات التي شهدتها فلسطين وقد أصاب الناس بصدمة قوية ,لذلك أصبح لزاما أن تفكر اليوم الحكومة, والأحزاب ,ومؤسسات المجتمع المدني ,في إنقاذ ماتستطيع إنقاذه من بقايا غزة بعيدا عن الشعارات الرنانة التي أدت إلى نتائج وخيمة ،لان الواقع أثبت عكس ماكان يقال, ولذلك هنا يجب أن نكون أكثر وضوحا في تحديد المسؤوليات كلا حسب موقعه واختصاصه, فالحكومة تتحمل الجزء الأكبر إن لم يكن كله مما نشهده اليوم من أوضاع متردية وصلت إلى هذه الدرجة من السوء والتدهور, فواقعة غرق المنازل على امتداد القطاع هي نتيجة طبيعية لبلد لايوجد به بنية تحتية سليمة ,ولم تعمل الحكومة اى حساب لذلك رغم التحذيرات,وهذا يدلل على أنها حكومة غير مدركة لمسؤولياتها, وغير ملتزمة بواجباتها نحو المواطنين كونها لم تفكر بالمصلحة العامة, ولم تأخذ في حساباتها تحذيرات الأرصاد الجوية وخطر تشكل الفيضانات والسيول، وخاصة في قطاع غزة، لذلك بدأت المأساة ودبت الفوضى في غزة خلال يومين من فترة المنخفض مما أثار أسئلة كثيرة منها؛ أين ذهبت المبالغ الباهظة التي أنفقت على البنية التحتية طالما اتضح إنها غير قادرة على استقبال منخفض جوي؟ وماهى الاستعدادات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة المنخفض ؟ وماهى درجة التنسيق بين الوزارات والبلديات ؟ وماذا فعلت الحكومة بخصوص المناطق السكنية التي لايوجد بها تصريف للمياه؟ وماهو مدى استعداد برك تجميع الأمطار وقوة الضخ بها؟ وغيرها من الأسئلة0إن التنبؤات الجوية المبكرة عن المنخفض، منحت الوزارات المختصة والبلديات الفرصة اللازمة للاستعداد لمواجهته, ووﺿﻊ الخطط ,ولكن هذا لم يحدث لذلك لابد من فتح الباب المساءلة لمحاسبة المقصرين حول دور الوزارات الخدماتية والبلديات التي وقفت عاجزة ﻋﻦ القيام بواجباتها،وتوفير الخدمات للمتضررين واﻟﻤﺤﺘﺎﺟﯿﻦ, ولكن لو كانت التحضيرات للمنخفض على مايرام وتم اخذ الاحتياطات اللازمة لما شهدنا النتائج السيئة في التعامل مع أملاك المواطنين وحياتهم, بعدما أثبتت تجربة اليكسا الفشل الكامل في التعامل مع اى منخفض جوى قادم ,حيث كشف لنا البنية التحتية المتهالكة في كل القطاع ,وهذا سيتكرر مع اى منخفض سيضرب غزة في ظل غياب المساءلة والمحاسبة, وعدم الاعتراف بالتقصير, وتحمّل المسؤولية للتكفير عن الأخطاء التي ارتكبت بحق سكان غزة الذين يسددون الضرائب, حيث من ابسط حقوقهم محاسبة كل من قصر في درء الأخطار عنهم, فالمواطن الفلسطيني يستحق الشكر عبر محاسبة كل من قصر بحقه0ورغم هذا التقصير إلا انه يجب الثناء والشكر لكل من هب وساعد شعب غزة في هذه الكارثة سواء الهلال الأحمر, أو رجال الدفاع المدني ,أو من تطوع من المواطنين, أو مؤسسات المجتمع المدني التي قدمت الإغاثة العاجلة لأبناء شعبنا, وهذه هي شيم أبناء غزة وقت الضيق0 إننا اليوم بحاجة إلي تضافر الجهود ,ونسيان الماضي, والابتعاد عن المصالح الأنانية والضيقة, فيكفي فلسطين المزيد من الجراح والمشاكل التي لم يعد الشعب قادرا على تحملها أو تحمل تبعياتها, ويكفينا عبثا بهذا الوطن الذي مزقته الصراعات, ويجب أن نعمل جميعا على مختلف انتماءاتنا السياسية والعقائدية للملمة جراح الوطن ,ونفهم أن الخاسر الأكبر من كل مايحدث اليوم في وطننا العزيز هو الوطن والمواطن المغلوب على أمره 0فهل استوعبت حكومتنا وساستنا وقادة أحزابنا الدرس؟ وهل سيقدم كلا منهم التنازلات حتى لانتهار غزة أكثر لأنه لن يكون هناك منتصر أو خاسر؟ و يجب أن يفهم الجميع إننا في سفينة واحدة فإذا غرقت فإنها ستغرق كل من عليها ولن ينجوا منها احد, فالكل يجب أن يستوعب الدرس خاصة بعد هذا الدمار الغير إنساني ,ويجب على الجميع أن يعيد حساباته, ويتحمل مسؤوليته تجاه هذا الجزء الغالي من الوطن.