كشف واصل ابو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، عن محاولات جديدة تبذل من اجل فتح ممر انساني لإيصال المواد الغذائية وحليب الاطفال والدواء الى اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك بسوريا .
واكد ابو يوسف في تصريح خاص لـ "وكالة قدس نت للأنباء "، اليوم السبت، ان "الجهود التي تبذلها منظمة التحرير لفتح ممر انساني تأتي بالتنسيق والاتصال مع كل الاطراف المؤثرين ومن ضمنهم النظام السوري ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) واطراف عربية .
وقال " اعتقد ان كارثة انسانية على صعيد شعبنا الفلسطيني الصامد في مخيم اليرموك تجري ، اكثر من 25 الف فلسطيني لاجئ محاصرين لليوم 176 ، في ظل افتقادهم لأبسط المقومات الانسانية ، لا غذاء ولا دواء ولا ماء ولا كهرباء ".
وطالب بضرورة تطبيق المبادرة التي قدمتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتي تنص على الانسحاب الكامل لجميع المسلحين من داخل المخيم تمهيدا لعوده آمنة لسكانه الذين هجروا منه بسبب الاحداث الدامية .
اوضح ان اللجنة التنفيذية ، ارسلت اكثر من مرة وفدا الى سوريا لإنهاء كارثة مخيم اليرموك وتطبيق المبادرة ، لكن اطراف فلسطينية وعربية عملت على افشال المبادرة .
وقال " هناك تفسيرات بان فشل المبادرات السياسية بإنهاء ( ازمة مخيم اليرموك )، تشير الى ان اطراف تحاول تهجير الفلسطينيين مرة اخرى وتدفع باتجاه افراغ المخيمات لضرب حق العودة الى ديارهم التي هجروا منها " .
واكد واصل ابو يوسف سقوط ما يقارب (2000) شهيد فلسطيني في الاحداث التي وقعت بسوريا ، بجانب الاف الجرحى والمعتقلين والمفقودين ، وسط تدمير طال كل المخيمات الفلسطينية بدءاً في مخيم اللاذقية مروراً بدرعا وصولا بمخيم اليرموك .
وقال " لقد اضطر عشرات الاف من الفلسطينيين منذ بداية الاحداث الى الخروج من المخيمات والإيواء بداخل المراكز والمساجد والمدارس المجاورة للمخيمات ".
وكانت قد أفادت وسائل اعلامية اليوم، بأن شخصين، أحدهما طفل، لقيا حتفهما من الجوع، في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، مشيرة الى وفاة 48 شخصا على الاقل داخل المخيم، بسبب الحصار.
وذكرت المصادر بأن المخيم لا تدخله الأغذية أو المواد الطبية، وأن سكان المخيم يأكلون ورق العنب، كبديل عن الخبز، معربة عن مخاوفها إزاء تزايد احتمال وقوع وفيات.
وتداول ناشطون فلسطينيون على صفحات التواصل الاجتماعي، فيديو لطفلة من مخيم اليرموك، اسمها ألاء المصري، تعاني من قصور كلوي وجفاف بسبب الجوع ونقص المواد الغذائية والحليب، في ظل استمرار الحصار على المخيم.
الفيديو الذي نشرته جماعة فلسطينية تسمي نفسها "شبكة فلسطينيي سوريا الإخبارية"، يظهر امرأة تحمل الطفلة ألاء وتناشد بالتدخل الفوري لفك الحصار على المخيم المتواصل منذ أكثر من 6 شهور.
وتقول المرأة في الفيديو "الوضع مأساة ويرثى له"، ثم ترفع الطفلة التي بدت في حالة مزرية جداً قائلة "شو إلها ذنب، شو إلها ذنب، عشرات عم بتموت يوميا عنا بالمخيم، نساؤنا وأطفالنا".
ويظهر في الفيديو، والد الطفلة على ما يبدو وهو يحملها في صورة أقرب وقد بدت أشبه بهيكل عظمي، فيما شخص آخر يقول: "هذه إحدى الحالات في مخيم اليرموك، مصابة بحالة جفاف درجة ثالثة ومن قصور كلوي"، مناشدا الهيئات الدولية لإخراج الطفلة وعائلتها المكونة من 7 أشخاص من المخيم للسماح بعلاجها.
وتوجه وفد من منظمة التحرير، الثلاثاء الماضي، لمخيم اليرموك لمتابعة تنفيذ اتفاق يقضي بانسحاب المسلحين منه تمهيدا لفك الحصار المفروض عليه، لكن هذا القرار لم ينفذ بعد.
وقال أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وعضو الوفد الفلسطيني لإنهاء حصار المخيم، إن أكثر من 13 تنظيما مسلحا متواجدة داخل المخيم، مناشدا بخروجها منه فوراً، وتحييد اللاجئين الفلسطينيين عن الصراع الدائر في سوريا.
ورغم محاولات عدة سابقة لفك حصار المخيم، قال المجدلاني "إن الوضع فيه معقد جدا"، موضحا أن وضع اللاجئين الفلسطينيين في ظل الصراع الدائر في سوريا أكثر صعوبة من وضع السوريين أنفسهم.
وفي كلمة له خلال استقبال وفدا مقدسيا في رام الله اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) عن إطلاق دعوة لإغاثة أهالي مخيم اليرموك، وقال "نتمنى ونأمل أن نسعف إخوتنا في المخيم، ومن خرج منهم إلى أي مكان في مصر وتركيا وإسبانيا سفراؤنا يحاولون أن يقدموا لهم ما أمكن من مساعدات، الفلسطينيون تعرضوا إلى نكبة أخرى، وسنحاول مساعدتهم بقدر ما نستطيع".
وقال ابو مازن "نحن علاقاتنا مع الجميع واحدة، هنالك وفد في دمشق يمثل المنظمة يحاول أن يجد الحلول، وإدخال المعونات الإنسانية، ويخرج المرضى والجرحى".