تحت عنوان "الفلسطينيون بين حصار غزة وحصار اليرموك"، نظمت دائرة العمل الجماهيري التابعة لحركة حماس، مساء الاحد، وقفة للأطفال بالشموع تضامنا مع مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق المحاصر منذ 5 شهور تقريبا.
وقال احد المنظمين متحدثا من وراء منصة وضع عليها شعار حركة حماس في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة " اننا في غزة لم ولن ننسى اطفالنا ونساءنا ورجالنا في مخيم اليرموك وهم يموتون جوعا، ويعتاشون على الحشائش والاعشاب، وغيرهم من العرب ينفق عشرات الملايين على البذخ والترف ..الخ". تبعا لحديثه
واضاف المتحدث وهو شاب ملتحي بدى عليه في عشرينيات عمره" ان خروجنا اليوم ونحن نجود بما نملك في مساجدنا بالمال والحلي واكف الدعاء تتضرع الى الله نصرة لإخواننا الذين يموتون جوعا وهم في بلاد العرب والمسلمين". وفق قوله
وتحدث باسم اطفال غزة طفل في عقده الاول يتكلم بطلاقة قائلا" ان شعورنا ونحن نقف امام اخوتي واخواتي الذين يموتون جوعا في مخيماتنا في سوريا دليل دامغ على الهجمة الشرسة ضد المخيمات الفلسطينية، لقد وجب ان تحيد المخيمات حتى لا تقع في يد الة القتل السورية الظالمة" وفق حديث الطفل.
وقال الطفل الذي وضع بجواره راية خضراء كتب عليها "لا اله الا الله" وشعار حركة حماس" ان مجيئنا ونحن نحمل شموع صغيرة دليل على حبنا لإخواننا الفلسطينيين في كل مكان وخاصة لمن يقتاتون على الجيف الميتة والحيوانات النتنة بسبب الجوع الكافر الذي سحق امعائهم".
اما الطفل احمد الدلو (13عاما) قال لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، الذي تواجد في الوقفة التضامنية التي حمل المشاركين فيها آواني الطهي وارغفة الخبز" احنا اجينا الى هنا حتى ندعم الاطفال في مخيم اليرموك الفلسطيني، ولو حتى بالوقفة بالشموع، لم نقف مكتفي الايدي ونحن في الاجازة".
اما الطفلة رانية (14 عاما) والتي تواجدت في المكان بالصدفة حيث كانت تلهو مع ذويها في منطقة الجندي المجهول في الاجازة المدرسية الخاصة بها فتقول " انا اشعر بالاسى والحزن على اناس يؤكلون الجثث الميتة، والاعشاب يجب ان نساعدهم".
يذكر ان مخيم اليرموك الفلسطيني المحاصر منذ 5 شهور تقريبا أنشأ عام 1957 على مساحة تقدر ب211,0000 متر مربع يقطنه اكثرية فلسطينية تقدر بـ67 % من المخيم ويشاطرهم السكن سوريين من الطبقة الفقيرة.
ويعتبر أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا ويقع على مسافة 8 كم من دمشق وداخل حدود المدينة، ويشبه المنطقة الحضرية، ويختلف تماما عن تجمعات اللاجئين الفلسطينيين الأخرى في سوريا او الدول الاخرى.
وبمرور الأعوام قام اللاجئون بتحسين مساكنهم وإضافة الغرف إليها. ويزدحم المخيم اليوم بالمساكن الاسمنتية والشوارع الضيقة ويكتظ بالسكان ولا يقتصر سكانه على اللاجئين فقط .
وتتفاقم المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان مخيم اليرموك مع استمرار الصراع السوري الدائر وفي ظل فشل الجهود التي تبذلها الفصائل الفلسطينية الـ 14 العاملة في الساحة السورية ، حيث تكاد تنعدم المواد الغذائية والاحتياجات الطبية بسبب الحصار المفروض على المخيم ، ما يسبب في ارتفاع حالات الوفاة جوعا التي وصلت قرابة الـ 50 حالة .
وتقول وسائل الإعلام السورية إن مسلحي المعارضة يمنعون إيصال المساعدات إلى المخيم، في حين تقول المعارضة إلى المخيم يخلو حاليا من مقاتلي المعارضة وإن ما يمنع وصول المساعدات هي القوات الحكومية والمجموعات الموالية لها.
وتسيطر المعارضة المسلحة على غالبية أجزاء المخيم ، وتحاصرها القوات الحكومية ما تسبب بأزمة إنسانية، ونزوح عشرات الآلاف من أصل 170 ألفا كانوا يقطنون فيه، وهو يؤوي حاليا نحو 20 ألفا أغلبهم فلسطينيون.