جماهيرنا العربية الفلسطينية والتحديات المقبلة ..!

بقلم: شاكر فريد حسن

هنالك تحديات كبيرة وخطيرة وكثيرة تواجه جماهيرنا العربية الفلسطينية الصامدة والمقيمة فوق أرضها ووطنها ، منها مخطط برافر الافتلاعي العنصري الأكثر يمينية وتطرفاً ، القاضي بتهجير أهالي عشرات القرى في النقب وتجميعهم فيما يسمى بلديات التركيز ، فهو بمثابة نكبة فلسطينية جديدة ، وبموجبه ستستولي المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة على أكثر من 800 ألف دونم في أراضي النقب . وقد واجه هذا المخطط موجة عارمة من المعارضة الشعبية في إطار أيام الغصب الاحتجاجية التي قادها الحراك الشبابي الفلسطيني ، ورغم الإعلان عن تجميده إلا أنه لا يزال قائماً وسيكون أشد خطراً ، ولذلك يتطلب مواصلة النضال ضده حتى دفنه .
هذا إلى جانب اتساع دوائر العنف والبطالة والضائقة الاقتصادية الخانقة وعمليات هدم البيوت العربية المتواصلة بذريعة "البناء غير المرخص" عدا عن محاولات دق الأسافين وإشعال الفتنة الطائفية وفتيل الاقتتال الداخلي والاعتداءات المتكررة على حرمات المساجد ، والكتابات العنصرية المسيئة للرسول العربي الكريم . ناهيك عن السيمفونية الممجوجة التي بتنا نسمعها بين حين لآخر عن "التبادل السكاني" بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في إطار الحل النهائي للمسألة الفلسطينية .
ومن الطبيعي أن يلقى هذا المشروع التبادلي الترانسفيري الذي يطرحه وزير الخارجية افيغدور ليبرمان معارضة شديدة ورفضاً قاطعاً من جماهيرنا وقواها السياسية والوطنية والتمثيلية ، لأنه يحمل في طياته دوافع عنصرية ويضرب شرعية بقائنا ووجودنا في وطننا ، وطن الآباء والأجداد ، الذي لا وطن لن سواه ، ويضعنا في كفة موازية للمستوطنين الذي يعيثون خراباً في المناطق الفلسطينية المحتلة .
إن المرحلة القادمة هي مرحلة النضال ، والواقع الراهن بجوانبه المختلفة يضع القوى والحركات السياسية في الشارع العربي أمام أسئلة وتحديات جدية تستدعي اليقظة الواعية إزاء مخطط برافر التهجيري ومشروع "التبادل السكاني" أكثر من أي وقت مضى ، وهي تتطلب بناء ووضع إستراتيجية وطنية ونضالية قائمة على توحيد قوى النضال والكفاح والسلام والمساواة والديمقراطية في المعركة النضالية ضد سياسات حكام إسرائيل العنصرية الابرتهايدية ، ولأجل إسقاط كل المخططات السلطوية التي تستهدف جماهيرنا وشعبنا ولجمها ودفنها إلى الأبد .