لماذا يا "جزيرة" قطر...؟؟؟

بقلم: راسم عبيدات

بعد وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق"شارون" والذي تاريخه حافل بالقمع والمجازر ضد الأمة العربية عامة والشعب الفلسطيني خاصة،ويكفي ان نستذكر هنا ما إرتكبه بحق قطاع غزة من أعمال قمع وتنكيل في السنوات الأولى من السبعينات من القرن الماضي،عندما كانت المقاومة تحكم القطاع ليلاً والإحتلال نهاراً،وستبقى مذبحة صبرا وشاتيلا الشاهد الأبرز على جرائم شارون ومذابحه،وفي الوقت الذي قاطعت فيه الكثير من الدول جنازته،او كان حضورها على مستوى متدني،وجدنا قناة"جزيرة"" مشيخة النفط القطرية،تأبى أن يكون لها موقفاً مشرفاً يتيماً،حيث وصفت شارون بالصديق الإسرائيلي،وأستضافت حاخاما صهيونياً متطرفاً،دافع بشراسة عن شارون وبأنه لم يرتكب أي مذبحة لا بحق الشعب الفلسطيني او العربي،والجزيرة دورها المشبوهة والقذر،ليس مقتصرا على هذه القضية،وهي من انيط بها التخريب والتشويه للعقول العربية والإسلامية،وبث الفتن المذهبية والطائفية بين مكوناتها ومركباتها الإجتماعية،وضرب وتشويه أية قيادات او مواقف عربية،لها إنتماءات وطنية وقومية عربية،وعلى الجميع ان يدرك بأن تلك القناة وجدت ليس إعتباطاً أو أن لها اهداف ربحية وإقتصادية أو التغني بنشر حرية الرأي،بل لها أجندات واهداف خبيثة جداً،كجزء من ماكنة إعلامية ضخمه تلعب دوراً مركزياً في قلب الحقائق وتزويرها ودس السم بالعسل،وهي وجدت وبأوامر وتعليمات مباشرة من المخابرات الأمريكية المركزية"السي أي أيه"،والتي ثبت باعتراف مديرها العام السابق وضاح خنفر علاقتها بالمحطة،فقد أنيط بها هدف مركزي هو صناعة رأي عام وجماهير تثق بها وتؤمن وتصدق ما تبثه من أخبار وتقارير وصور وتغطية للأحداث،ولتحقيق هذا الهدف والغاية والوصول الى قلوب الناس والجماهير واختراق عقولهم وتغيير أفكارهم ومفاهيمهم وهز قناعاتهم ومعتقداتهم ومبادئهم وغسل أدمغتهم،فقد بدأت الجزيرة مشوارها ومسيرتها،ليس على غرار منظر ومؤدلج الدعاية النازية "غوبلز" اكذب وثم أكذب وأستمر في الكذب حتى تعتقد الناس بانك تقول الحقيقة،بل من خلال نقل الخبر الصادق والامين في البداية حتى تصبح مصدر ثقة للمشاهد والمواطن،ومن ثم تبدأ شيئا فشيئا دس السم في العسل للمواطن لتصل الى الهدف والمخطط المرسوم،وحقيقة هذا الدور للجزيرة بدات تتضح ملامح خطوطه من خلال التغطية للاحداث على الساحة الفلسطينية وخصوصا بعد الحسم العسكري الذي قامت به حماس في غزة،ليبلغ هذا الدور القذر ذروته في نشر ما يسمى بوثائق ويكليكس والتنازلات الفلسطينية في ما يسمى بالمفاوضات،حيث كان هناك قصدية في تشويه الموقف الفلسطيني،ليس بغرض حماية الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية والدفاع عنها،بل لغرض دفع الساحة الفلسطينية الى المزيد من الشرذمة والانقسام وعدم التوحد خدمة لاهداف واغراض امريكية واسرائيلية وحماس"الإخوان المسلمين" بأنها التيار "المقاوم والرافض للتنازلات"والذي يجب أن يكون بديلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية،وأيضاً في التقرير الذي بثته"الجزيرة"حول إحتمالية وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل أبا عمار مسموماً بمادة "البولونيوم، ليس الهدف منه تسليط الضوء على قضية الشهيد ابو عمار وكشف قتلته،بقدر ما هو توقيت يشير الى نوايا خبيثة وأجندات مخفية،هدفها أيضاً ادامة عامل الانقسام في الساحة الفلسطينية،ودفع الوضع الفلسطيني الداخلي الى التأزم وربما الاقتتال الداخلي،ولينكشف هذا الدور التامري بشكل اكثر سفوراً ووقاحة على قضايا ومصالح الامة العربية،تحديدا في القضايا الليبية والسورية والمصرية حيث تحت يافطة وذريع الديمقراطية ومساندة ودعم "الثورات" العربية،البست الأنظمة،النظام الليبي السابق والنظام السوري الحالي والنظام المصري الذي جاء على انقاض نظام الإخوان المسلمين، اثواب الشياطين والمعاداة لمصالح شعوبها،واشادت بدور قوى"الثورة"والمساعدات العسكرية والمالية التي تقدمها القوى الغربية الاطلسية لهذه القوى في سبيل "حماية المواطنين الابرياء من القتل"،مع عمليات تضخيم وتحوير وتهويل لما يجري،وبث صور مفبركة ومشاهد مرعبة عن جرائم مفترضة تقشعر لها الأبدان،ولتتكشف الحقائق بأن تلك القوى ليس لها علاقة لا بالثورة ولا بالثوار،وهي ليست أكثر من عصابات قتلة وإجرام،كما هو حال داعش وما يسمى بجبهة النصرة والسلفية الجهادية والقاعدة وما يسمى بكتائب بيت المقدس في سوريا،اما في ليبيا فهناك عصابات ومافيات تتصارع على النفوذ والثروات والمراكز والامتيازات،وفي مصر بعد سقوط نظام الإخوان هناك،وجدنا ما تقوم به "الجزيرة" من دور قذر،من خلال التحريض على العنف والقتل والتضخيم والتهويل لحجم المسيرات والمظاهرات والاحتجاجات التي يقوم بها الإخوان المسلمين،ولتتضح اهداف هذا القوى ومعها "الجزيرة" وجوقة الفضائيات المطبلة من نفس الجوقة بالسيطرة على ثروات ليبيا ووضعها تحت الحماية العسكرية الغربية،والعمل على تقسيم سوريا الى اكثر من دولة وادخالها في اتون حروب اهلية وطائفية،وإسقاط المشروع القومي العربي في مصر،وبما ينهي الصراع مع اسرائيل ويوسع من عملية التطبيع والعلاقات معها.

نعم ما تقوم به "الجزيرة" من خداع وتضليل وقلب للحقائق و"الفبركات" و"الهوبرات" الإعلامية ونشر التقارير والأخبار المجزوءة والخارجة عن سياقها،جداً خطير وله أهداف وأجندات مشبوهة،خادمة لقوى معادية لشعبنا الفلسطيني وامتنا العربية،والان يتكشف هذا الدور بشكله الخطر على صعيد مصر،حيث ضاقت الحكومة المصرية ذرعاً بالدولة " الميكروسكوبية"قطر وتدخلاتها في الشأن الداخلي المصري،مما إستدعى سفيرها لدى مصر،وتحذيره من مغبة التدخل في الشأن المصري،فهذا امر يمس بسيادة مصر وامنها القومي،وكذلك تواطؤ ومشاركة قناة"الجزيرة" لقوى الإخوان في تحريضها على اعمال العنف والفوضى والمس بالأمن القومي المصري،حيث الأخبار الكاذبة والملفقة والمفبركة والمضخمة لمسيرات ومظاهرات وإحتجاجات افتراضية ووهمية.
بات من الملح والضروري ان تعمل الجماهير الفلسطينية،على طرد قناة "الجزيرة" من الأراضي الفلسطينية،فهي تشكل خطراً داهماً على المصالح العليا للشعب الفلسطيني ووحدته.

القدس- فلسطين
14/1/2014
0524533879
[email protected]