أخيرا مات شارون ، قبل أن يواجه العدالة

- أخيرا مات شارون .. (عبارة قالها مواطن عربي على الفيسبوك ).
- الصحيح أن هذا المجرم مات منذ ثماني سنوات.. ( تعقب صحفية سورية ) .
- حرام عليك لماذا تصفينه بالمجرم ، انه إنسان .. وكان داعية سلام .. ( ترد عليها مواطنة بريطانية ) .
- لا لم يكن كذلك .. لقد قتل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني ، و مجزرة صبرا و شاتيلا مثال حي ..( ترد الصحفية السورية ).
المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "هيومن رايتس واتش" سارة ليا ويتسن ،عبرت من جانبها في تصريح ، عن أسفها أن "يذهب شارون إلى قبره دون أن يواجه العدالة على دوره في صبرا وشاتيلا وغيرهما من الانتهاكات".
ما سلف مثالان عن ردود الفعل على موت رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق الإرهابي أرييل شارون بعد صراع مع المرض استمر ثماني سنوات .
في المثال الأول شكل من أشكال الحوار العربي – الغربي ( تحديدا البريطاني ) اليوم .. وبريطانية أيها السادة كما تعلمون هي صاحبة وعد بلفور الشهير ، و قبل ذلك كانت ( محتلة فلسطين – مستعمرة فلسطين – منتدبة على فلسطين ) لا فرق .. فكل التوصيفات تليق بإمبراطورية التآمر و القتل و تزييف التاريخ و الحقائق و تشويه العقل .. كانت و لا تزال.. و لهذا كان وصف المواطنة البريطانية ، لشارون ، بالإنسان ، و برجل سلام .
في المثال الثاني ، تعبر ويتسن عن مطلب حق للشعب الفلسطيني و من خلفه للمجتمع الدولي و لمنظمات حقوق الإنسان .. فكان يفترض أن يحاكم شارون أمام العدالة الوضعية قبل محاكمته أمام العدالة الإلهية .. ليس هو فقط .. كل الصهاينة و حلفاؤهم و أدواتهم و أتباعهم ينبغي أن يقدموا للمحاكمة و ينالوا جزاءهم بالقصاص منهم على ما اقترفت أياديهم من مجازر بحق الأرض و الإنسان في فلسطين و أكناف بيت المقدس ، و البشرية جمعاء .. و لكن يا سيدة ويتسن أحيلك إلى ما اشتهر به الشاعر الفارس عمرو بن معد كرب بن ربيعة الزبيدي، الذي عاش بين 525 ـ 642م
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نار نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رماد
تعقيب بليغ على أسف ويتسن إزاء ذهاب "شارون إلى قبره دون أن يواجه العدالة على دوره في صبرا وشاتيلا وغيرهما من الانتهاكات".
اليوم ستلفظ أرض فلسطين الطاهرة جثة هذا الإرهابي رغم أنها وضعت فيها عنوة و لن يكون للصهاينة عليها موطئ قدم للأبد .
و إلى المواطنة البريطانية و قبلها إلى كثير منا و إلى المجتمع الدولي و إلى منظمات حقوق الإنسان ، نذكر و نؤكد على المؤكد أن اسم شارون ارتبط في الأذهان بكل الحروب التي اندلعت بين العرب والعدو الصهيوني بدءاً من عام 1948 حتى 1982، إضافة إلى ذلك فهو المسؤول الأول والمباشر عن عدة مجازر بحق الفلسطينيين مثل قبية عام 1953 وصبرا وشاتيلا 1982 وجنين 2002، وتفجيره للانتفاضة الثانية عام 2000. التحق وهو في الرابعة عشرة من عمره بعصابة الهاغاناه الصهيونية ، وقاد إحدى فرق المشاة في حرب 1948 وكان يبلغ العشرين من العمر وأصيب عدة مرات.
ترأس عام 1953 وحدة للعمليات الخاصة أطلق عليها اسم الوحدة 101، كانت تتميز بتدريبات خاصة وشاقة وتتخصص في الغارات الليلية على مراكز المقاومة.
وقد ضم إليها فيما بعد كتيبة المظليين التي أصبحت من أهم أجنحة جيش الاحتلال الصهيوني. وكان من أشهر عمليات الوحدة 101 في تلك الفترة مجزرة قبية التي راح ضحيتها 69 شهيدا معظمهم من المدنيين وهدم فيها 41 منزلاً.
قاد شارون عام 1982 اجتياح لبنان لضرب المقاومة الفلسطينية وأثناء الاحتلال الصهيوني للبنان وقعت مجزرة صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها قرابة ألفي لاجئ فلسطيني .
ويُعد شارون من أقدم وأكثر رؤساء الوزراء الصهاينة شهرةً، حيث ولد في 26 شباط/ فبراير من العام 1928 في قرية كفر ملال في فلسطين بعهد الانتداب البريطاني، وتعود أصول عائلته لليهود الأشكناز الذين هجروا من أوروبا الشرقية ويطلق عليها "شاينرمان"، ووالده بولندي فيما أمه روسية.
عمل شارون أول مرة رئيسا للوزراء في الكيان الصهيوني خلال الحكومة الحادية عشرة في العام 2001 بعد أن فاز بأغلبية ساحقة في الانتخابات التي جرت عقب دخوله للمسجد الأقصى واندلاع انتفاضة الأقصى.
وفي عام 2004 أعلن شارون انسحابه من غزة، حيث أصيب عام 2006 بجلطة دماغية أثناء وجوده في مزرعته الخاصة التي احتلها بالنقب واستمر في الغيبوبة لسنوات طويلة. . وعمل شارون قبل ذلك وزيرا للحرب في كيانه المصطنع.
ما قبل شارون و ما بعده ، يواصل الصهاينة احتلالهم لفلسطين و استهداف الحجر و البشر فيها من خلال مجازر يندى لها جبين الإنسانية و ترفضها الشرائع السماوية و الوضعية ، في ظل استجداء بعض أبناء جلدتنا لسلام الذل و الانكسار.
شارون يموت قبل أن يواجه العدالة كما أسلافه من الصهاينة .. غير أن شارون يتمثل اليوم في كل صهيوني يصر على البقاء في فلسطين ( قتلا و تدميرا و تشريدا بحق شعبها ) فهل العاقل يصدق أن شارون كان داعية سلام ؟ .
نعيم إبراهيم