قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس وزرائها وبمناسبة اليوم الوطني الثاني والأربعين للإمارات بإطلاق حملة العصف الذهني الإماراتي لتطوير قطاعي الصحة والتعليم، داعيا كل الشعب الإماراتي للمشاركة في أكبر عصف ذهني للخروج بآلاف الالأفكار الإبداعية والقابلة للتنفيذ، مشددا على أن من حق كل إماراتي أن يشارك في تطوير ونهضة بلده، وفعلا تمت الفكرة وأنتجت آلاف الافكار البناءة والتي يتم دراسة إمكانية تطبيق أهمها وأنجعها على قطاعين تعليم والصحة في الإمارات.
هذا الرجل أثبت أن المستحيل لا يوجد إلا في الرؤوس الخرفة، فقد بنى مدنا في البحر وأوصل دبي التي هو حاكمها إلى القمة بين عواصم العالم، حتى إذا ما دخلت دبي تشعر بأنك في اليابان أو سنغافورة وأكثر، صحيح أن لديه المال وهو أحد مقومات النجاح، ولكن أهم ما يتوفر لديه هو الإرادة الصلبة الفتية والحس الوطني الحقيقي وهذا ما جعله قادرا على التقدم والنجاح والتميز.
وحين قرأت عن العصف الذهني الإماراتي تبادر إلى ذهني الحالة الفلسطينية العصية على الحل، الإنقسام السياسي والإجتماعي الحادين، والفساد المالي والإدراي، وتوقف الحياة العامة عن التطور، والإقتصاد الطفيلي، وعدم وجود خطة ومنهجية موحدة لمواجهة الإحتلال، وإختلاف الأسس والمرجعيات للفصائل الفلسطينية، والتدهور الحاصل في معظم القطاعات الرسمية وأهمها الصحة والتعليم، والبطالة المستشرية في صفوف الشباب والخريجين وأرباب الأسر، وحالة الفقر المدقع التي يعاني منها السواد الأعظم من الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وأمور كثيرة قد لا تحضرني الآن، كل هذه المشكلات تحتاج إلى حلول وطنية جماعية تراكمية لا حلول فردية.
لماذا لا يتم عقد ورشة عمل للعصف الذهني على مستوى قيادات الفصائل ومجموعة واسعة من المثقفين والمرتفعات الإجتماعية والمبدعين للتفكير بشكل جماعي وواعي ومسؤول حول أفضل الطرق للخروج من مأزق الإنقسام وتحقيق المصالحة الإجتماعية وطرح كل الإحتمالات لحفظ ماء وجه الجميع وإبداع حلول تخرجنا من هذه الأزمة الذي لا يتم البحث فيها إلا بشكل فردي فصائلي، الوطن يعج بالمفكرين والمبدعين والوطنيين لما لا يتم إستغلال طاقاتهم وأفكاراهم لإنتاج حالة وطنية مميزة ومتفردة جماعية مرضية للجميع وتشمل كل أطياف الشعب الشعب الفلسطيني، بدل أن تبقى المصالحة ترواح مكانها بين فتح وحماس، العصف الذهني لعقلاء الوطن وقاداته قد يفضي عن شئ غير مطروح على طاولة الحوار فالتفكير الجماعي يخلق الإبداع، والحب والتسامح أيضا.
وينسحب ذلك على كافة القطاعات لحل أو وضع حلول إبداعية لكافة المشكلات المستعصية التي تواجه المشروع الوطني وتؤرق المسؤولين وتنهك الناس، نحتاج حقا لحلول إبداعية تنهي حالة الفقر والجوع والبطالة ربما بالإبتعاث أو بخلق فرص عمل جديدة أو أي شئ قد يتمخض عن عصف ذهني يشارك فيه مجموعة وطنية من أصحاب الإختصاص فيما يتعلق بالإقتصاد أو الصحة أو التعليم، التفكير الجماعي أوصل الدول الأوروبية إلى القمة أما التفرد بالقرار والرأي الواحد وضع العرب في مصافي الأمم، وحالة الإمارات حالة تحترم ويجب الإقتداء بها فيما يتعلق بالتفكير الجماعي للخروج بحلول إبداعية خلاقة لكافة مشكلات الوطن.
الوطن بحاجة لتفكير وطني حقيقي ووطنيين حقيقيين لأنه يمر فعلا بمشكلات حقيقية وقاهرة، وأعتقد أن مجرد البحث من قبل القيادة في إمكانية تطبيق العصف الذهني الوطني والعمل على تطبيقه هي روح وطنية خلاقة.