يتخرج الشاب من جامعات قطاع غزة يحدوه الامل نحو واقع ربما يحمل من سوء الطلعة ما يجعل اعتى الاحلام الراقية اثرا بعد عين، اقسام الاعلام والصحافة وما ترادف عليها من كنيات مشابهة، في كليات وجامعات قطاع غزة التي تزخر بالتعليم الاكاديمي، تحتفل سنويا بتخريج دفعات متراكمة من طلبة الاعلام نحو لوحة العمل وساحة القلم الصحافي في حلبة مخضبة بأحداث يجعلها على سلم اوليات المتابعة العالمية، ولكن المؤسف المحبط ان قرابة الـ 56% من خريجي الاعلام في قطاع غزة يتخرجون من جامعاتهم لا يعرفون صياغة جملة صحفية دقيق في احصائية غير معلنة.
وما ان ينخرط هؤلاء داخل منشار العمل الصحفي يتحول حبهم لدراسة الصحافة وامانيهم نحو اشراقة براقة تراودهم كل محاضرة يكون لبها النعاس واسترضاء المحاضر الا قليلا منهم، الى هالة سوداء يحفها مخاطر كثيرة بحكم الواقع السياسي المرير والكاتم، وتذهب نظرتهم المستقبلية وولعهم بيسري فوده، وجمال ريان، ومي بيضون، الى حصبة اصابت كل شيء جميل قد لاح في عيونهم يوم ما.
ماهر "24 عاما " يقول "انا صحفي أعمل في مجال الصحافة بعد تخرجي من الجامعة أدرب خريجين وطلبة جامعات في صحيفة محلية أندب حظي يقول ماهر، وهو يضرب الايمان المغلظة انهم لا يستطيعون كتابة خبرا صحفي بسبب التعليم الاكاديمي السيء".
ثم يأتي اخر وهو احد الطلاب في جامعة محلية بغزة يقول "تخرجت حديثا ولا أكاد أعرف الكثير عن التحرير الصحفي، ويريدوا مني ان تعلم الصحافة والكتابة في تدريب عملي او ميداني، والجامعة لم تستطيع ان تجعلني صحفي ماهر بعد تخرجي ولم استطع من خلال تخصصي انا والكثير من زملائي الطلبة الولوج الى واقع الكتابة الصحفية لان كثير من الكتب في الجامعة تكون منذ زمن الستينات والسبعينات واسود وابيض ويريد المحاضر ان نحفظها عن ظهر قلب، ومعظم المحاضرين يأتي بكتب تكون مصورة وليست مطبوعة، هذا امر يدعو للخجل ولكن لا احد معتبر". حسب تعبير الطالب
هذا الواقع المزرى الذي جعل خريجي الاعلام يقفون على الاطلال في كل لحظة تدبر، اخرج مجموعة شبابية في قطاع غزة، ازهر فيهم امل العمل في مجال لا يتسع الا لأصحاب المعارف والصداقة والايادي الرقيقة الناعمة الا ما ندر.
"بس يا زلمة" لم يكن محمود وثائر وهشام ونعمة فقط هم من خريجي الاعلام وما زالوا في هذا الحقل، منهم الاوائل والنجباء وغير ذلك، قبل وبعد تخرجهم ضاقت بهم رحى الارض بما رحبت ، "في قطاع غزة، واقع الاعلام واسطة او منطوي تحت لواء فصيل سياسي ما، او سوف تكمل بقية شبابك متطوعا تنتظر فرصا ما في مؤسسة لا تختلف كثيرا عن مصاصي الدماء الذين نشاهدهم على باقة الـ mbc." حسب محمود
بدون الواسطة والمحسوبة التي ما زالت تنخر في عضد واوردة الاراضي الفلسطينية عن ظهر قلب، نجحوا هؤلاء الشبان في نقش اسما لهم على الخرسان الاعلامي الصلب في قطاع غزة.
"بس يا زلمة" فرقة كوميدية تتكون من 6 افراد بينهم فتاة وصلوا الى قلوب المشاهدين سريعا فليس الابداع الا امل وشعور يحتاج العمل عليه تعبا كثيرا ثم ابتسامة عريضة، اخترقوا حصون كل شيء اكاديمي روتني ممل استطاعوا الحصول على متابعة كبيرة لم يكونوا ليحصدوها لو اكملوا ما بعد التخرج في تخصص الصحافة والاعلام وعملوا بها.
محمود زعيتر"25 عاما" من خريجي جامعة الازهر بغزة، وهو احد مؤسسي مجموعة "بس يا زلمة" الكوميدية والتي ذاع صيتها كثيرا في شهر رمضان المبارك الفائت لعام 2013 على شاشة تلفزيون فلسطين الرسمية، يقول "صراحة لم استطيع تذكر شيء من دراستي عدا ان لم اعرف هل درست لغة عربية ام اعلام ولم احصل على اي من هؤلاء للأسف".
يضيف لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" في عقر بيته "لقد جازفنا في فرقة "بس يا زلمة"، وبدأنا من لا شيء فكرة وخطوة وامل وعقل ومحبة واتحاد، تمت مواصلة رؤية نور النجاح رويدا رويدا وان كان مبدئيا(..) لقد عملنا على ما لم نحلم به ونحن اعلاميين ظهرنا على شاشة تلفزيون فلسطين في حلقات رمضانية كاملة، بعض خريجي الاعلام يحلموا بان يتدربو في تلفزيون فلسطين فقط، هل رأيت الفرق كيف للأسف من تخصصي الاعلامي وتخرجي بعد دراسة 4 سنوات متواصلة لم استفيد الكثير لان الخبرة الميدانية من الجامعة لم تعطيني شيء مهما، مع اني كنت من اوائل الطلبة".
اما ثائر منير وهو مخرج فرقة "بس يا زلمة " التي بثت على "يوتيوب" فيديو مماثل لإعلان فندام عن سيارات "الفولفو" السويدية الشهير تحدث عن حصار القطاع حصد عشرات الآلاف المشاهدات يقول "للأسف الواقع التعليمي الاكاديمي لا يحمل اي جديد او تجربة عملية واقعية لهذه الدراسة الوصفية".
ويضيف ثائر وهو العقل المدبر لأفكار الفرقة في معظم مواضيعها وحلقاتها والتي تعد نوعية " لقد سئم الطلاب ونحن من التلقين ورؤية الكتب الستينية نحن في الالفية الثانية نريد حقل اعلامي يؤهلنا لنصبح كادر اعلامي مستعد لحظة خروجه من باب الجامعة متخرجا ان يقود ربوع المشاهدين والقراء والمستمعين الى حدث بوافر الدقة". حسب ثائر
ثائر صاحب الحس الفكاهي لا يحمل في جيبه ووجهه الا ابتسامة جميلة ما زال يدرس في جامعة الازهر وتعطل تخرجه بسبب تراكم الرسوم الدراسية عليه لعدم قدرته على سدادها بانتظام كانت تراوده افكار كثيرة الى ان طبقها في اكاديمية "بس يا زلمة" ، الايام تنتظره وشاشة فضية هي حلمه في لفاف ايام قادمة ولا يشوبه شك وفرقته حيال ذلك.
تقرير: يوسف حماد