تقرير: " يناير "حمل رسائل متبادلة بين المقاومة بغزة واسرائيل

شهد شهر يناير الحالي توترا امنيا ملحوظا بين فصائل المقاومة في قطاع غزة والاحتلال الاسرائيلي ، فقد بدأ مطلعه بخروقات اسرائيلية متعددة ومختلفة ، تنوعت بين توغل للأليات العسكرية بالمناطق الحدودية واستهداف مواقع تتبع للمقاومة بغارات جوية، اسفرت عن سقوط شهيدين واصابة 15 شخص بجراح مختلفة منذ مطلع العام الجاري.

وحسب الناطق باسم وزارة الصحة بحكومة غزة" فقد بلغت حصيلة عدوان الاحتلال الاسرائيلي المتكرر على مناطق متفرقة من القطاع إلى اثنين من الشهداء هما عدنان ابو خاطر من شمال قطاع غزة والشهيد محمد العجلة من شرق مدينة غزة وإصابة 15 مواطنا بجراح مختلفة منذ مطلع العام الجاري وحتى السادس عشر من شهر يناير الحالي".
وكان اخر الخروقات الاسرائيلية فجر اليوم الخميس ، حيث اغارت الطائرات الحربية الاسرائيلية على العديد من المواقع التابعة للمقاومة في القطاع ، عقب سقوط عدد من الصواريخ الفلسطينية في عسقلان ، حسب ما اوردته صحيفة "يديعوت احرنوت " العبرية ، والتي اوضحت بان القبة الحديدة استطاعت اسقاط اثنين من خمسة صواريخ ، تضاف إليها ثلاث صواريخ اطلقت ايضا، اول امس اثناء تشيع جثمان شارون في جنوب اسرائيل .
هاني حبيب المحلل السياسي الفلسطيني ، اعتبر ان موجة التصعيد الاخيرة تحمل رسائل متبادلة بين الطرف الفلسطيني بغزة واسرائيل ، فالمقاومة الفلسطينية تريد ان تؤكد استمراريتها وان أي تصعيد اسرائيلي سوف يواجه برد قوي وحاسم لكن مدروس ، وانها لا تخشي أي عدوان اسرائيلي قادم والاستعدادات على قدم وساق ، بالإضافة الى ان انعدام الرؤية السياسية بما يتعلق في المفاوضات لن يقابله سوى البديل الطبيعي وهو الاستمرار بالمقاومة .
ويقول حبيب لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"،" اما  فيما يتعلق بالجانب الاسرائيلي فإنه يحاول ان يطلق "بلون اختبار " بين وقت وآخر لدراسة مدى جدية المقاومة الفلسطينية ، وعملية استكشاف للأسلحة التي تمتلكها المقاومة ،ورسالة مفادها ان اسرائيل لن تكست عن تهديد امنها ".
ويعتقد حبيب ، بانه في ظل الوضع الراهن غير معنين الجانبين (الفلسطيني و الاسرائيلي) في التورط بحرب جديدة لأسباب متباينة ومختلفة ، فالطرف الفلسطيني في قطاع غزة يريد ان يمهد الطريق امام استقرار الوضع الداخلي ليكون قادر على مجابهة حرب قادمة "، مستدركا " لكن بدون انعدام رؤية سياسية لأي عمل عسكري فلسطيني ستكون المواجهة مع اسرائيل ليست بمصلحة الجانب الفلسطيني ".
ويضيف " الجانب الاسرائيلي في واقع الحال مرتاح للوضع الحالي مع قطاع غزة ، ولا يوجد تهديد حقيقي لأمنه وما يجري مجرد مناوشات لا تهدد عمقه الامني وقادر على احتوائها والرد عليها " لافتا الى ان أي حرب قادمة ليست مضمونة النجاح لإسرائيل.

بدوره يرى المراقب والكاتب السياسي الفلسطيني اكرم عطا الله ، ان "ما يجرى بمثابة رسالة احتجاج واعتراض فلسطيني على عملية التسوية ، ونوع من رفع الصوت من خلال النيران ورفض للخطة التي يحملها وزير خارجية امريكا جون كيري ، وتأكيد بان الصراع مع اسرائيل سوف يستمر ومفتوح ."
ويتابع " ،"في حديث مع "وكالة قدس نت للأنباءرد اسرائيل جاء سريعا وبقوة وحمل رسالة تحذير للمقاومة تريد ان تقول فيها لا تجربوا الحرب معنا وان الرد سوف يكون بقسوة شديدة ، وتحاول بذلك ان تحافظ على الموازنة التي فرضتها مع قطاع غزة ، بأن ادخالنا للغذاء يقابله امناً لنا ".
ويشير الى ان حركة حماس في قطاع غزة غير معنية بتصعيد غير محسوب ، لكن رغم سيطرتها الامنية لا تستطيع ان تضبط الامن بنسبة 100% ، وان الصواريخ الفلسطينية التي اطلقت كانت تقف ورائها فصائل فلسطينية اخرى ، موضحا " اذا اندفعت الامور باتجاه معركة قد تقضي على مشروع التسوية وتقلب الطاولة من خلالها يمكن ان تتجه حماس نحو الحرب".
ويؤكد عطا الله ، ان هذا التصعيد محسوب وليس مرشحا للانفجار لان حماس ليست لها مصلحة مباشرة بتصعيد كبير ، فيما وجود الامريكي بالمنطقة وما يحمله من خطة لتسوية يتعارض ولا يتوافق مع أي انفجار واسرائيل تعلم هذا الامر ، ويمكن لأي تصعيد كبير ضد قطاع غزة ان يؤدي الى انسحاب الطرف الفلسطيني من المفاوضات الجارية.
ويقول " اسرائيل تحسب حساب رد المقاومة بالتأكيد ، لكن عندما يصبح التهديد لأمنها اكبر مما تحتمله تندفع باتجاه مغامرة جديدة ضد قطاع غزة تعتقد انها ستؤدي الى هدنة متينة ، فإسرائيل تنظر بأن دخولها بتصعيد كبير ضد القطاع افضل من ان يبقى امنها مهدد".
الجدير ذكره ان وزارة الشؤون الخارجية بحكومة غزة التي تقودها حركة حماس، ارسلت اليوم ، عدة رسائل إلى المؤسسات الدولية والإقليمية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن, تدعوهم فيها إلى ضرورة إجبار الاحتلال الإسرائيلي على وقف هجماته المتكررة على قطاع غزة.
واعتبرت الخارجية في رسائلها، ، أن الهجمات الإسرائيلية تعمل على خرق التهدئة التي وقِعت بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بعد حرب نوفمبر 2012م، وهو ما من شأنه أن يفتح الباب على مصراعيه أمام مواجهة عسكرية جديدة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال.
وأكدت أن الحكومة بغزة تبذل جهودا كبيرة بالتوافق مع الفصائل الفلسطينية في القطاع للحفاظ على التهدئة كمصلحة وطنية.
وطالبت الخارجية جميع المؤسسات الدولية والإقليمية بما فيها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف تلك الممارسات والانتهاكات وإدانتها.وفي الموضوع نفسه استنكرت الوزارة الهجمات الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة التي شنتها طائرات الاحتلال فجر اليوم الخميس, مستهدفة المناطق السكنية المزدحمة بالمواطنين العزل التي أوقعت العديد من الإصابات في صفوف المواطنين, من بينهم أطفال ونساء.

 

 

 

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -