أقل من النصف هي الإحتمالات التي يمنحها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لنجاح المفاوضات السلمية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية التي تتم ضمن وساطة أمريكية يقودها وزير الخارجية جون كيري، وكذلك بالنسبة للمفاوضات بين أطراف النزاع المسلح في سوريا الذي أدى لأكثر من 100 ألف قتيل في صراع يستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام بين قوات النظام السوري برئاسة بشار الأسد وقوات المعارضة السورية المسلحة المدعومة من السعودية وقطر ودول غربية أخرى.
حيث قال أوباما في مقابلة أجراها معه مراسل صحيفة "ذي نيويوركر" الأمريكية دافيد ريمنيك التي نشرت أمس الأحد، إنه يرى إحتمالات نجاح مبادراته الثلاثة في منطقة الشرق الأوسط مع إيران، إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وسوريا، وتنفيذ الإتفاقات النهائية التي يتم التوصل إليها هيب أقل من 50 بالمائة.
وقال أوباما في المقابلة "بالمقابل، قد تنجح الظروف المواتية في المبادرات الثلاث بدفع هذه المبادرات قدما وتصعيدها نحو تسويتها وتثبيتها كي لا تتدهور الأوضاع من جديد علينا. والمبادرات الثلاث متعلقة ببعضها البعض. أؤمن أن المنطقة تمر بتغييرات حثيثة لا ترحم ولا يمكن تفاديها". وأكد أوباما أن جزء من هذه المشاكل ديمغرافي، بعضها تكنولوجي وآخرى إقتصادية. وفقا لما ذكره موقع قناة " i24news "
وتساءل أوباما: "بالتالي فإن النظام السابق، التوازن السابق لا يمكن الحفاظ عليه. السؤال هو ماذا سيحدث لاحقا"؟؟
وأشار أوباما الى أن بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي "مصغيون" كثيرا لما تقوله إسرائيل في الشؤون الأمنية، متوعدا باستخدام حق النقض ضد أي عقوبات إضافية يفرضها أعضاء مجلس الشيوخ على إيران.
وشدد أوباما على عدم تراجعه عن قراره بعدم ضرب نظام الرئيس السوري بشار الأسد في أعقاب "هجوم الغوطة" وإتهام نظام الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد أبناء شعبه. مؤكدا على أنه "من الصعب تصور سيناريو كان فيه ضلوعنا في سوريا سيؤدي الى نتائج أفضل". مشيرا الى عدم رغبته بالخوض في حرب إضافية بنفس حجم إجتياح العراق عام 2003.
وسخر أوباما من اقتراح البعض بتسليح المعارضة السورية قائلا "عندما أسمح البعض يقترح أنه لو قمنا بتسليح المعارضة السورية ومولناها في وقت سابق أنه بطريقة ما كان نظام الرئيس السوري بشار الأسد لاختفى الآن وكنا بتنا في مرحلة انتقال سلمية، إنه تفكير ساحر"!
أما بشأن العلاقات بين إسرائيل والدول التي فيها أكثرية إسلامية سنية، قال اوباما إنها تملك مصالح مشابهة جدا. مؤكدا أن ما يمنع بناء علاقات دبلوماسية طبيعية بين إسرائيل وهذه الدول السنية هو القضية الفلسطينية، بالإضافة الى تاريخ من العداء للسامية الذي تم تطويره في عقود من الزمن، والمشاعر المعادية للعرب التي تطورت في السنين الأخيرة والتي يتم تضخيمها على حد قول أوباما.