مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر (جنيف -2) تواصل الإدارة الأمريكية وأتباعها في المنطقة ، وعلى رأسهم النظام السعودي وما يسمى بـ "الائتلاف السوري" ضغوطاتهم ومحاولاتهم المحمومة البائسة لمنع مشاركة إيران فيه لبحث المسألة السورية ، وذلك بهدف صد أي دور ايراني في محاصرة وتطويق الأزمة السورية ولوضع حد للعنف الدموي وللمأساة والمعاناة الإنسانية الكارثية للشعب السوري المتواصلة منذ ثلاث سنوات .
ومن الواضح أن سعي أمريكا والسعودية وخلفهم إسرائيل لعدم إشراك وحضور ايران في هذا المؤتمر يدل على أن الدول التي ستحضره سيكون لها دور يتخطى مجرد الإشراف والرقابة على مجريات الأمور .
لا شك أن أي محاولة لاستثناء أية دولة ذات تأثير في المنطقة بمؤتمر (جنيف -2) من شأنه إطالة الأزمة السورية واستمرار سقوط الضحايا وشلالات الدم التي تروي التراب السوري .
إن الإدارة الأمريكية لم تقدم حتى الآن على أية خطوة جدية وحقيقية لوقف تسليح المعارضة ومد الجماعات والعصابات التكفيرية الإرهابية المتطرفة بالمال والسلاح ، ولا تضغط على أصدقائها في المنطقة من أنظمة عربية وخليجية عميلة لوقف العبث بالدم والمصير والمستقبل السوري ، فهذه الأنظمة موالية لها وتخدم مصالحها وتنفذ مشاريعها ومخططاتها الهادفة إلى القضاء على ثقافة وفكر المقاومة ونشر ثقافة الاستسلام والهزيمة ، وتفتيت الأوطان العربية وبث الفوضى الخلاقة ، وإشعال نار ولهيب الفتنة الطائفية والمذهبية والتفرقة العرقية وتعميق التنافضات والصراعات الداخلية فيها .
المطلوب الآن العمل الجاد والمكثف لإنهاء العنف وإيجاد مخرج وحل سياسي للازمة السورية منعاً لتدمير القطر السوري وخرابه كاملاً، وهذا الأمر يتطلب إشراك جميع القوى والدول ذات الوزن والثقل والتأثير السياسي في المنطقة وعلى رأسها إيران.