لا تزال حادثة الاعتداء الآثمة التي تعرض لها الشاعر والإعلامي العراقي عبد الزهرة من قبل دورية شرطة تعمل في شارع أبي نواس ، تتفاعل بين الأوساط الأدبية والثقافية والإعلامية العراقية ، التي أعلنت عن تضامنها ووقوفها إلى جانب هذا المبدع والمثقف العضوي الملتزم والملتحم بقضايا وهموم شعبه ،المسكون بالوجع والألم والهاجس العراقي ، الذي يعتبر أحد رموز الشعر والأدب والثقافة والصحافة في العراق ، والمعروف بهدوئه والتزامه واتزانه وإحساسه المرهف وتضحياته وتفانيه في خدمة الوطن وثقافته والدفاع عن قضاياه . وهذا الاعتداء دفعه إلى اتخاذ قرار شخصي احتجاجي بالتوقف عن الكتابة والكف عن الإبداع والانسحاب من الحياة الثقافية والأدبية والإعلامية والاجتماعية فضلاً عن الاعتكاف في البيت بانتظار الموت والرحيل عن الدنيا .
أن هذا الاعتداء الجبان يمثل اهانة للثقافة العراقية وللمبدعين والمثقفين العراقيين وللمجتمع العراقي الديمقراطي المدني التعددي ،الذي يصبو ويحلم فيه شعب العراق . وهو اعتداء صارخ على الكرامة الشخصية والإنسانية وكرامة الوطن ، واعتداء على الكلمة الأدبية الملتزمة والفكر الحر الديمقراطي المتنور .
هذا هو حال المثقف الشريف النظيف المعطاء السابح ضد التيار في كل عصر ومكان ، الذي يعاني نتيجة مواقفه الوطنية والفكرية والجذرية من سياط السلطة الحاكمة ، ويواجه كل أشكال القمع والإرهاب الفكري ، وذلك بهدف إخراس صوته واغتيال فكره ومصادرة قلمه وحريته .
إننا إذ نشجب وندين ونستنكر هذا العمل الشنيع والشائن بحق الشاعر الملهم والإعلامي الكبير ومؤسس بيت الشعر العراقي وعضو اتحاد الكتاب والأدباء ونقابة الصحفيين عبد الزهرة زكي ، ندعو كل مثقفي وأدباء وصحفيي العراق والعرب وجميع المنظمات الثقافية إلى التضامن معه في معركته لمواجهة هذا الاعتداء الذي يمس بالكرامة الشخصية أولاً ، وبالثقافة ثانياً ، نطالب بإيقاع أقسى واشد العقوبات بالفاعلين الجبناء الذين ارتكبوا هذا الفعل الأحمق ، ونناشد عبد الزهرة بالتراجع عن خطوته بعدم الانزواء والانكفاء والاعتكاف في المنزل و"تطليق" الكتابة بالثلاث ..!
فالانسحاب والاعتكاف من الحياة الأدبية يعتبر هروباً من المواجهة ومجابهة قوى الشر والظلام التي تريد أن يصمت الشعراء ويجف مدادهم ويكفوا عن الحلم والتغريد في فضاء الحرية والوطن . إننا نشد على يديك فلا تخذلنا ، ولست وحيداً في معركة الاحتجاج والغضب دفاعاً عن كرامة المبدع .