اختتم مركز العقل والجسم بالشراكة مع الهيئة الطبية الدولية (IMC) بمدينة غزة مشروع الرعاية والاستشفاء الذاتي الممول من الاتحاد الأوروبي ، بعد تنفيذ العديد من النشاطات والفعاليات النوعية التي من شأنها تعزيز الثقة بالنفس وتحسين القدرات والمهارات لدي أهم فئات المجتمع الفلسطيني خلال الفترة الممتدة من 1 يونيو إلي 31ديسمبر 2013 .
ومن جهته قال الدكتور جميل عبد العاطي مدير مركز العقل والجسم " في ظل الظروف السياسة والاقتصادية الضاغطة والعقبات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني قررنا العمل على فئة المهنيين وربات البيوت في المناطق الهشة على زيادة الوعي والثقة بالنفس وتعزيز دورهم في المجتمع الفلسطيني
وأشار رمضان الحلو منسق المشروع إلي أن التدريبات استهدفت 120 مهني قائم على رأس عمله في العديد من المؤسسات المحلية والدولية بواقع 40 ساعة تدريبية تنوعت بين الشرح النظري والعملي ، حيث هدف المشروع إلي تيسير مهارات العقل والجسم لديهم ومساعدتهم في التغلب على ضغوطاتهم وحمايتهم من الاحتراق الوظيفي وتقديم خدمات أفضل للمستفيدين الذين يتوجهون إلي مؤسساتهم والعمل على تنمية قدراتهم في التفكير والتخيل والتأمل ورسم شجرة العائلة .
كما قام مركز العقل والجسم أيضا بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني والمحلي لترشيح أكثر من 60 سيدة من السيدات المعنفات في المناطق الحدودية لمحافظتي الشمال وغزة ، حيث تم تقسيمهم إلي 6 مجموعات.
وكانت المهارات كالتالي :مهارات التحفيز الذاتي ومسح الجسم والتأمل الغذائي والحوار مع الأعراض، إضافة إلى مجموعات العمل على مساعدة السيدات لتمكينهن في مواجهة الضغوط النفسية وكيفية التعامل مع أبنائهم وأزواجهم وإضفاء جو ايجابي على البيئة المحيطة بهم .
وقد تمت تغطية النشاطات بمقاييس قبلية وبعدية توضح مدى استفادتهم من البرنامج حيث أظهرت الاختبارات البعدية تحسنا ايجابيا لدى كل المهنيين والأمهات المستهدفين بالمشروع ,فكانت هناك نسبة تحسن لأكتر من 75% من الحالات التي تم التعامل معها على مقياس القلق والمشاعر.
وأضاف إلى ذلك فأنه في نهاية المشروع تم تنفيذ ثمانية احتفالات ترفيهية تحتوي على العديد من الفقرات المتنوعة والمسابقات والألعاب والموسيقى والأنشطة التفاعلية مما يؤدي إلي زيادة الترابط بين المركز والفئة المستهدفة ومع بعضهم البعض .
ومن شهادات المشاركين على أثر تدريب مهارات العقل والجسم تحدث ضياء 35 عام يعمل في إحدى مؤسسات المجتمع المدني فقال " استفدت بشكل كبير من التدريب حيث جعلني قادرا على اكتشاف القدرات الكامنة والتعبير عن مشاعري بشكل أفضل مما كنت عليه بالسابق وبدأت التحدث عن نفسي أمام الجميع بكل ثقة وطلاقة وأصبحت أكثر ثقة بالنفس وطلاقة في الحديث أكثر من ذي قبل".
و أشارت أدريانا 43 عام تعمل في إحدى المؤسسات الدولية إلي" أن مهارات العقل والجسم أفادتها بشكل كبير حيث أنها استخدمت ملكة الخيال وأصبحت قادرة على مواجهة الضغوطات والقلق بشكل اكبر وقدرتها على
التواصل مع زملائها بشكل أفضل ".
وكذلك سمر ربة منزل من مخيم جباليا للاجئين 40 عام قالت " تعلمت مهارات جديدة أفادتني بشكل لم أتوقعه من قبل ،حيث بعد مشاركتي بمشروع العناية والاستشفاء الذاتي أصبحت أكثر صلابة في مواجهة الصدمات وتحسين صورة التعامل مع أفراد العائلة وأكثر قدرة على تحمل ومواجهة الصدمات" .
وهنا تبرز الحاجة لمثل هذه المشاريع ولأثرها الايجابي في تحسين أداء العاملين في تقديمهم للخدمات الإنسانية وكذلك تبرز الحاجة إلى استمرارية الدعم والتمويل والعمل لمثل هذه المشاريع لكن بسبب الظروف المحلية والدولية المحيطة لم نحصل على تمويل للاستمرار بالمشروع ، نرجو في الفترة القادمة إيجاد تمويل آخر لنستمر في مثل هذه المشاريع لمدى أهميتها .