بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس(ابو مازن) اليوم الخميس في روسيا مع المسؤولين الروس في تعميق التعاون في مجال الطاقة وخصوصا لجهة مشروع استخراج غاز بقيمة مليار دولار في قطاع غزة، كما ذكرت وكالات الانباء الروسية.
والتقى الرئيس الفلسطيني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ديمتري مدفيديف واجرى معهما محادثات تركزت على تطوير تعاونهما الاقتصادي، فيما حذرت حركة المقاومة الإسلامية حماس من إجراء أي صفقة سياسية أو اقتصادية دون إجماع وطني وفصائلي حولها.
وتعتزم مجموعة الغاز الروسية العملاقة غازبروم استخراج الغاز من حقل في البحر المتوسط عائد لقطاع غزة في اطار مشروع بقيمة مليار دولار يجري بحثه مع الفلسطينيين، بحسب وكالة ايتار-تاس.
وتقدر احتياطات هذا الحقل ب30 مليار متر مكعب من الغاز، بحسب وثائق تمت دراستها اثناء اللقاء بين عباس وبوتين، كما اضافت ايتار-تاس.
من جهتها، تدرس الشركة الروسية الحكومية تكنوبروم اكسبورت مشروع استغلال حقل نفطي قرب رام الله بالضفة الغربية، بحسب هذه الوثائق.
ولم يصدر اي توضيح بشان تقدم المفاوضات المتعلقة بهذه المشاريع.
واضافة الى الموارد الطبيعية، تعتزم روسيا والفلسطينيون ايضا تعزيز تعاونهم في الزراعة والسياحة والاستثمارات.
وتقيم روسيا علاقات وثيقة مع الفلسطينيين منذ عهد الاتحاد السوفياتي.
واثناء لقائه فلاديمير بوتين، اعلن الرئيس عباس ان الفلسطينيين ياملون في ان تضطلع روسيا "بدور مركزي" في الشرق الاوسط.
وقال "نأمل في ان تضطلع روسيا بدور مركزي في الشرق الاوسط لانكم قوة كبرى وعضو في اللجنة الرباعية الدولية لتسوية (النزاع الاسرائيلي الفلسطيني). انتم بالنسبة الينا دولة صديقة، ولديكم مصالحكم في المنطقة".
ويواصل الرئيس الفلسطيني زيارته لروسيا الجمعة حيث سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وفي هذا الشأن قال حسام بدران المتحدث باسم حماس في الخارج إن " التجربة المريرة التي عانى منها الفلسطينيون من منظومة السلطة الإقتصادية، تستوجب علينا أن نكون متنبهين لخطورة أي اتفاقية تعقدها على غرار اتفاقية باريس"، التي أكد أنها لم تكن لصالح الفلسطينيين.
ونوه بدران في تصريح لصحيفة مقربة من حماس إلى خطورة الإنفراد السياسي للسلطة في توجهاتها السياسية والإقتصادية، مجددا تأكيد حركته حول ضرورة التوافق الوطني إزاء القضايا الرئيسية والمهمة للشعب الفلسطيني.حسب قوله
وكان عبد الله عبد الله القيادي بفتح، قد قال إن الرئيس عباس يتجه لتعزيز الدور الروسي من أجل تلافي الضغوط الأمريكية على السلطة.
وحول إن كانت هذه الصفقة ثمنا لتعزيز هذا الدور، أكد بدران أن السلطة ما زالت مرتهنة للقرار الأمريكي، ولا تملك خيارات للأسف من أجل الإنفكاك عن طوقه.كما قال
وأضاف إن مشروع أوسلو من الأصل أمريكي وأوروبي وما زالت السلطة أسيرة لهذا الخيار.
ويقع الحقل الفلسطيني على بعد 36 كيلو متراً غرب قطاع غزة، في مياه البحر المتوسط، والذي اكتشف نهاية تسعينات القرن الماضي، فيما جرى بناء الحقل عام 2000 من قبل شركة الغاز البريطانية (بريتيش غاز).
فيما أكدت شركة الكهرباء الإسرائيلية، أن كميات الغاز التي تقدر بـ33 مليار متر مكعب، من شأنها أن تكفي القطاع والضفة لمدة 25 عامًا.
وقدر صندوق الاستثمار الفلسطيني في تقرير له، أن تبلغ إيرادات السلطة الفلسطينية ما بين 45-50 % من عوائد المشروع لتصل إلى 2.5 مليار دولار أمريكي طوال فترة عمر المشروع.