هدوء مصحوب بحذر في قطاع غزة بعد دخول التصعيد مرحلة دقيقة!

شهدت اجواء قطاع غزة هدوء نسبي مصحوب بالحذر الشديد منذ اول امس، بعدما استشهد اثنين من عناصر حركة الجهاد الاسلامي في غارة جوية اسرائيلية استهدفتهم شمال القطاع، باستثناء ما وقع هذا المساء، حيث تمكن مقاومون فلسطينيون من إطلاق 3 قذائف هاون باتجاه موقع عسكري جنوب القطاع، فيما رد جيش الاحتلال الاسرائيلي بإطلاق النار الكثيف من الاسلحة الثقيلة تجاه منازل وممتلكات السكان شرق خان يونس.

وقال شهود عيان، مساء الخميس، "تمكن مقاومون من إطلاق 3 قذائف هاون باتجاه البوابة العسكرية المقابلة لمنطقة حي الفراحين في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس "، حيث سمع أصوات انفجارات دوت في المناطق الشرقية بالتزامن مع تحركات غير اعتيادية لآليات الاحتلال على طول الشريط الحدودي .

وعقب إطلاق القذائف حلقت طائرات الاستطلاع في أجواء المناطق الشرقية في خان يونس،  فيما أطلقت جيبات عسكرية اسرائيلية متمركزة قرب ما يعرف موقع "سريج" العسكري رشقات نارية صوب منازل وممتلكات السكان دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.

ويرى مراقبون ان التصعيد الاسرائيلي ضد قطاع غزة والذي بدأ مطلع شهر يناير الحالي يبدو انه دخلة مرحلة دقيقية جدا ومحسوبة، بالنسبة لفصائل المقاومة الفلسطينية بغزة والطرف الاسرائيلي ، مما استدعي كلاً منهما للتوقف قليلا والنظر بجدية لما يمكن ان تؤول له الايام المقبلة وما يحمله من مخاطر امنية على كلا الجبهتين قطاع غزة واسرائيل في حال استمره التصعيد الاسرائيلي وردات الفعل الفلسطينية .
القيادي في حركة حماس مشير المصري، قال ان "الفصائل في قطاع غزة لم تستجدي التهدئة لأنها قائمة أصلا و(الفصائل) صاحبة الكلمة العليا للرد على الاحتلال الإسرائيلي."
وأضاف النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي في حديثه لـ "وكالة قدس نت للأنباء"، "الخروقات الاسرائيلية تزيد فاتورة الرد، والعدو الصهيوني يحاول تغير معادلة التهدئة لصالحة".
وأكد المصري ان التزام الفصائل بالتهدئة مرتبط بإسرائيل، واستمرار الخروقات يضع الفصائل أمام مسؤوليتها ، "نحن على ثقة ان المقاومة على اهبة الاستعداد للدفاع عن ابناء شعبي في ضوء التشاور وخدمة مصالح شعبنا".
واضاف "العدو الصهيوني يحاول استعادة قوة الرد بعد ان تأكلت امام قدرة المقاومة، لأنها تطور ماكنتها القتالية".
بدوره رأى المحلل السياسي الفلسطيني ابراهيم ابراش ، بأن "هناك اتفاق تهدئة قائم اصلا، وهو اتفاق رسمي جاء برعاية الرئيس المصري السابق محمد مرسي ، وكان بوساطة أمريكية غير مباشرة".
واضاف ابراش وهو رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الازهر بغزة في اتصال هاتفي مع "وكالة قدس نت للأنباء"، "اعتقد ان التصعيد النسبي من جانب فصيل واحد سيكلف هذا الفصيل الكثير، سواء كانت حركة الجهاد الاسلامي او حماس، وسيضاعف الازمات في قطاع غزة ايضا". وفق تعبيره
وحول خشية المقاومة من التصعيد قال، ابراش، "ربما تحمل الخشية من رد إسرائيلي كبير على هذا الفصيل ما يدفعه لضبط النفس، وهناك سبب اخر يدعو لضبط النفس لدى فصائل غزة وهو غياب استراتيجية دقيقة للمقاومة".
وتابع "الفصائل تدرك ان تصعيد إسرائيل لإبعاد الانظار عن الضفة الغربية، ولتعطيل خطة كيري والمساهمة في تكاثر الاستيطان اكثر، لذلك إسرائيل تحاول ان تقوم بتصعيد نسبي". حسب تقديره
وعن حركة حماس الحاكمة في قطاع غزة، اضاف أبراش" هناك مصلحة لحماس من التصعيد الجزئي او النسبي، مصلحة من خلال اعادة الاعتبار ، بأنها تتعرض لعدوان وان الخطر الاساسي هو اسرائيل، لتعيد بعض من مصداقيتها التي فقدتها في الفترة الاخيرة". حسب قوله
وحول المستفيد من الهدوء ، اوضح "المستفيد الاول من مواصلة الهدوء هي اسرائيل وفي الحالة الثانية هي حركة حماس التي تحكم قطاع غزة". وفق تعبيره
وقال " اما في حالة ان نفذت اسرائيل عملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة فان الخسار الوحيد هم الفصائل الفلسطينية وسكان قطاع غزة".
يذكر ان الفصائل في قطاع غزة اكدت على ألسنة قادتها وناطقيها إلتزمها بتثبيت التهدئة مع اسرائيل بعد ان نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة ضربات جوية شمال قطاع غزة ، قضى فيها ناشطين من الجهاد الاسلامي.

في نفس السياق ، هدد الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المنظمات المسلحة الفلسطينية برد "قاسي وعنيف" مع استمرار اطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه المدن و البلدات الاسرائيلية.
وقال أوفير جندلمان الناطق بلسان نتنياهو باللغة العربية :"سوف تتعرض هذه (المنظمات) لردة فعل قاسية وعنيفة من قبل الجيش الاسرائيلي ردا على تماديها في استهداف جنوب اسرائيل بالصواريخ العبثية". حسب قوله
وأضاف جندلمان في حديث هاتفي لـ " وكالة قدس نت للأنباء"، " العين بالعين والسن وبالسن والبادي اظلم، لقد ضربت هذه المنظمات السكان الامنيين في الجنوب وتهدد امن اسرائيل بشكل يومي وهذا امر لا يطاق ولا يحتمل ان يستمر، وسوف تعلم حماس والجهاد الاسلامي ما لدى الجيش ضد هذا الرد".كما قال
وحمل جندلمان حركة حماس الحاكمة في غزة كاملة المسؤولية عن ذلك، وقال "نعلم ايضا ان الجهاد الاسلامي منظمة متطرفة وقوية تعمل في غزة وتريد تهديد امن اسرائيل، لذلك نعمل على التصفية المبكرة للنشطاء في قطاع غزة درءا للهجمات ضد مواطنو الجنوب".حد قوله
واعاد جندلمان التذكير بحديث نتنياهو حول تهديد غزة " لقد نسيت حماس الدروس القاسية التي تلقتها في معركة (عامود السماء)، ونحن نقول للمنظمات المسلحة ، سوف نعود لاثبات قوة ردع الجيش الاسرائيلي وهذا الامر اصبح يلوح في الافق".كما قال
وجاء هذا التهديد الاسرائيلي، فيما اكد مسؤول بحركة الجهاد الإسلامي، وجود اتصالات فلسطينية ومصرية لتثبيت التهدئة التي وقعت في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 بين الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة وإسرائيل برعاية مصرية.
وقال داوود شهاب، الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، في حديث لـ"أنباء موسكو" إن اتصالات أجريت مع حركته من مسؤولين مصريين وآخرين من الحكومة بغزة التي تقودها حركة حماس من أجل تثبيت التهدئة.
وأشار شهاب إلى أن اتصالات جرت خلال الأيام الماضية بين حركته وحركة حماس بالإضافة إلى اتصال أجراه إسماعيل هنية رئيس الحكومة بغزة بالأمين العام لحركة الجهاد رمضان شلح، فيما أجرى مسؤولون مصريون عدة اتصالات مع قيادة حركتي الجهاد وحركة حماس لتثبيت التهدئة وفق تفاهمات القاهرة.
وحملت حركة الجهاد إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات التصعيد الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.وأكد شهاب أن الفصائل الفلسطينية غير معنية بالتصعيد ولكن في حال أصرت إسرائيل عليه فإنها تتحمل مسؤوليته.

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -