غزة في اليوم الثاني والعشرين لوقف إطلاق النار… خروقات إسرائيلية متواصلة وحصار يقيّد دخول المساعدات

صورة لدمار أحدثته الحرب الإسرائيلية في مخيم جباليا للاجئين.webp

دخل وقف إطلاق النار في قطاع غزة يومه الثاني والعشرين وسط استمرار اعتداءات إسرائيلية متفرقة شملت غارات جوية وقصفًا مدفعيًا تركز في المناطق الشرقية من مدينة غزة وخانيونس، بالتوازي مع عمليات نسف لمنازل. وبرغم الاتفاق المعلن والتزام حركة حماس بتسليم جثامين أسرى إسرائيليين، ما يزال الحصار المشدد يقيّد تدفق المساعدات الإنسانية إلى مستويات أدنى بكثير مما نُصّ عليه في المرحلة الأولى من الخطة الأميركية وفق تقارير أممية ومحلية.

في الشق الإنساني، أعلنت وزارة الصحة أن حصيلة الضحايا خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية بلغت اثنين وعشرين شهيدًا وتسع إصابات. ومنذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/أكتوبر 2025 سُجّل مئتان وستة وعشرون شهيدًا وخمس مئة وأربع وتسعون إصابة، فيما جرى انتشال أربعمئة وتسعة وتسعين جثمانًا من تحت الأنقاض. وأفادت الوزارة بدفن مئة وعشرين شهيدًا مجهولي الهوية، موضحة أن الدفعة الأخيرة التي استُلمت يوم الجمعة وتضم ثلاثين جثمانًا تُعد الأصعب من حيث الحالة، إذ إن معظمها عبارة عن بقايا عظام أو أجساد بلا ملامح نتيجة التعذيب والدفن في الرمال، مع آثار لإطلاق نار وتنكيل ودهس بالدبابات على حد وصفها. وذكرت أن ذوي خمسة وسبعين شهيدًا تمكنوا من التعرّف إلى أصحابهم من أصل مئتين وخمسة وخمسين جثمانًا جرى تسلّمها منذ بدء الهدنة، بينما دُفن مئة وعشرون جثمانًا من دون هوية، مع الإبقاء على إجراءات تمكّن الأهالي من الاطلاع ومحاولة التعرّف عبر الملابس أو الأحذية.

وأكد الدفاع المدني أنه انتشل خمس مئة جثمان منذ بدء وقف النار، محذرًا من بقاء آلاف الضحايا تحت الأنقاض بسبب رفض إدخال المعدات الثقيلة اللازمة، ومن عدم حدوث تحسن يُذكر في أوضاع النازحين في ظل شحّ المساعدات واستمرار دخول الشاحنات بأعداد لا تلبّي الاحتياج. ميدانيًا، أفاد مستشفى العودة في النصيرات باستقبال جثمان شهيد انتُشل من مدينة الزهراء، واستقبال مصاب جراء إطلاق النار شرق مخيم البريج، في حين أعلنت مصادر طبية محلية استشهاد مواطن متأثرًا بإصابته في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وسُجلت إصابات متفرقة جراء إلقاء مسيّرة إسرائيلية قنابل شرق مخيم البريج.

وفي ملف الجثامين، سلّمت طواقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بقايا جثامين ثلاثة أسرى إلى الجانب الإسرائيلي بعد الإفراج عنها من قبل حماس. في المقابل، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الرفات التي تسلّمتها القوات لا تعود لأي محتجز إسرائيلي، معتبرة أن عملية التسليم لا تُعد خرقًا للاتفاق نظرًا لاحتمال ألا تكون الجثامين لأسرى إسرائيليين أصلًا. وتربط إسرائيل استمرار القيود على المعابر بعدم تسلّمها جميع الجثامين، بينما تؤكد جهات فلسطينية أن الالتزامات تُنفّذ وفق المتاح وأن العائق الأساس يتمثل في الحصار وإجراءات التفتيش المطوّلة التي تعرقل دخول الإغاثة.

سياسيًا، تتواصل مباحثات تشكيل قوة دولية تتولى تثبيت التهدئة ومراقبة وقف النار في غزة. ووفق تقارير، أجرى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية دان كين جولة استطلاعية بمروحية إسرائيلية فوق أجواء القطاع خلال زيارة رسمية إلى تل أبيب لبحث التطورات الإقليمية ومسارات تثبيت الاتفاق.

حقوقيًا، ذكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن إسرائيل تنتهج سياسة تصعيد متدرّج تبدأ بضربات متقطعة وتتطور إلى موجات قصف واسعة تستهدف المدنيين في مراكز النزوح والمنازل والخيام، موضحًا أن الحصيلة منذ بدء سريان وقف إطلاق النار بلغت مئتين وتسعة عشر شهيدًا بينهم خمسة وثمانون طفلًا، مع معدل يومي يتجاوز عشرة قتلى، فضلًا عن نحو ستمئة مصاب. وتبرز هذه المعطيات مع استمرار الفجوة بين أعداد الشاحنات المسموح بدخولها فعليًا وما نص عليه الاتفاق، الأمر الذي يفاقم أوضاع المستشفيات والملاجئ ويعقّد عمليات البحث تحت الركام.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة