يبدو أنه كتب على الشباب في حركة فتح أن يعيش حالة من التقييد والمراوحة في أماكنهم، خاصة حينما ينظر إلى الحراك الشبابي العربي، وما حققته هذه الثوراث على أرض الواقع من انجازات ملموسة بفعل حراكها الشبابي، الأمر الذي أدي إلى الحصرة في قلوب شباب فلسطين وخاصة الشباب الفتحاوي المغيب تماماً عن المشاركة في صنع القرار داخل حركة فتح في ظل تربع شيوخ الحركة واحتكارهم للمواقع القيادية بامتياز على مر عشرات السنين, إذ يجد القائد الشاب نفسه اليوم أسير الحالة الفتحاوية العقيمة وفي حالة تقاعد مبكر، وأيضاً أسيرا لحالة التشرذم الداخلية بين المد والجزر التي ما تزال تراوح مكانها على كافة المستويات القيادية، وغياب تواصل الأجيال.
وإذا كان الشباب الفتحاوي يتمايزون بالدينامكية والمثابرة والتطلع إلى المستقبل عبر تبوء مراكز قيادية بالحركة، فلا بد من الإدراك الحسي والعقلي لمجموع ما يواجهه الشباب من تحديات التي تحتاج أولا قناعة اللجنة المركزية لحركة فتح التي نكن لها كل الاحترام والتقدير ونضع نضالاتهم وتضحياتهم وسام شرف على صدرونا بأنه لابد إعطاء الفرصة للشباب بالمشاركة في التأثير الإيجابي في صناعة القرار الفتحاوي وحماية الإرث الفتحاوي الكبير من الضياع، فلماذا لا يعلم هؤلاء أن بناء الشباب هو بناء حركة فتح نفسها، فتح الأكثر ديمومة وتجدد وقدرة على البقاء والاستمرار، والأكثر ثقة في بناء مستقبل شعبنا الفلسطيني، فالشباب يعرفون أهمية الدور المنوط بهم في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ قضيتنا ولكن لم تمنح الفرصة بعد لأن المعادلة السياسية هكذا أريد لها أن تكون.
لو استرجعنا الذاكرة قليلا نري أن قيادة فتح السياسية والعسكرية جميعها كانت من الشباب، فعند التأسيس كان ياسر عرفات الرقم الأول في القيادة، وكان عمره 29 عاما، أما أبو جهاد الرجل الثاني فكان عمره 23عاما فقط، وعند الانطلاقة المسلحة تم تشكيل القيادة العامة لقوات العاصفة، حيث كان القائد العام الشاب ياسر عرفات، وعمره 36 سنة، ولأنه أكبرهم سنا أطلقوا عليه عندئذ لقب الختيار، وكان أبو جهاد عمره ثلاثون سنة، وأبو علي إياد ثلاثون سنة، أما أبو صبري فكان أصغرهم سنا حيث كان خمسة وعشرين سنة، والجدير ذكره هنا أن أبو جهاد كان الوحيد المتزوج من القيادة، وكذلك اللجنة المركزية للحركة كانت أيضا من الشباب، والمؤشرات الشبابية في حركة فتح متعددة، وفي كل المجالات.
ولابد من التذكير بما يقع على عاتق اللجنة المركزية لحركة فتح من مسؤوليات جسام، لعل الذكرى تحمل إلى الضمائر الحية وتنقذ قلوب الشباب حاملة روح الانتماء، وتعزز العقول المبدعة الواثبة الطامحة إلى غد أفضل، يعلو فيها شأن حركة فتح والشعب وتعاد قوة الشباب إلى الواجهة قولاً وعملاً، ويطرح السؤال نفسه لماذا لا تبادر اللجنة المركزية وتقدم استقالتها لإتاحة الفرصة للقيادات الشابة لتأخذ دورها المنوط نحو بناء البيت الفتحاوي بشكل جيد وسريع للارتقاء ونهوضها من جديد بدم جديد ومعنوية جديدة، ولما الدور الريادي للقيادة الشابة سينشأ حركة ديمقراطية وعملاقة من جديد وسيحيى الدم الفتحاوى من جديد, لأن القيادة الشابة سيكون لها نفس طويل في إدارة أمور حركة فتح، وقيادة هذا المركب لكي تصل إلى بر الأمان، والحفاظ على شلال الدم الذي قدمته هذه الحركة الرائدة من شهدائها وقياداتها الميامين، فشبابنا موجودين قائمين وجاهزين لتحمل مسؤولياتهم يا قادة !!
بقلم / رمزي النجار
[email protected]