لا يسجل التاريخ عظمة لفرد، او جماعة، لانهم وصلوا لموقع في السلطة، او حازوا على خزائن مال، او استصغر شخص خبيث منهم مجموعة من دنايا الناس ليهتفوا له.
العظماء الذين لم يستطع التاريخ تجاوزهم، او انكارهم، هم الذين قاتلوا من اجل مبادئهم، وكرامتهم، فسقراط لم يظل اكثر من الف سنة عظيما لانه كان فيلسوفا فحسب، بل لانه تقدم نحو الموت مسموما، وكان بامكانه ان يعيش، لو قبل الاعتذار لسادة اثينا، او قبل مغادرتها.
ابن حنبل عالم جليل، تجلت سيرته النقية في اصراره وثباته حين عذبه خلفاء العباس المامون والمعتصم ليقول بخلق القران.
عمر المختار، بطلا اسطوريا، لانه اعتلى بقدميه سلم المشنقة مناضلا حتى اخر نفس، وكان بامكانه ان يقبل صلحا مع ايطاليا، يضمن به حياته.
تشي جيفارا، ابن الاسرة البرجوازية، الثائر الاممي، كان بامكانه ان ينجو بنفسه، ويعيش رغد العيش، لكنه قاتل الظلم في كل مكان، من تحرير كوبا من حكم الدكتاتور باتيستا، لصعوده الجبال، فانتصار هافانا، فنصرته لفيتنام، لدول افريقيا، لفلسطين، هذا البطل الملهم قال قبل اغتياله ، وهو في ساعات احتضاره الاخيرة: " انا تشي غيفارا. .لقد فشلت ".
البطل هو الذي يثبت على اخلاق الفرسان، هذا هو الدرس الذي اقصده .
في بلدنا الميمونة، على ضفتي الخراب والدم، وفي اخاديد الشتات
لدينا مئات من القادة، والكبار، لم يثبت منهم الا الذي استشهد، او عزل، او مات كمدا.
بقى الطبالون، والمصفقون، والراقصون، والعبيد
لم يقل احد منهم: انا فشلت
المصيبة ان العبيد فوق المدرجات الهشة، ما زالوا يصفقون
خيبة الله عليكم.