صفحة الرئيس منصور !

بقلم: علاء الدين حمدى شوَّالى

ـ أمنية، أتمنى أن أراها خلال ساعات تتصدر مشهد الدنيا بصفحة جديدة يكتبها الرئيس منصور ينهى بها رئاسته المؤقتة، تذكرها مصر له كاشراقة أمل فى أصعب ما مرَّ على تاريخها الطويل، صفحة جديدة تحقن الدماء وتجمع الفرقاء لبناء الوطن من جديد، تأتى فى صورة مبادرة رئاسية بالعفو الشامل والإفراج الفورى عن كل من لم يثبت تورطه "الحقيقى" فى أعمال قتل أو تخريب خاصة الشباب، مع محاكمة عادلة للمتورطين ترعى حقوقهم وتنظر فى أسبابهم ودوافعهم التى صنعت الدولة بعضها لا جدال، حين تركتهم لعقود ضحية لعقيدة سياسية ترسخت فيزيدها الحل الأمنى صلابة وعناداً، مبادرة من طرف واحد دون انتظار لمقابل، مشروطة بشرعه تعالى "وإن عدتم عدنا".
ـ ذلك هو صلب الفكرة، صفحة جديدة تبدأ مع الدستور الجديد لتوحيد الأمة التى تضم أغلب أسرها أبناء وأرحاماً من الجيش والشرطة والإخوان يستحيل إقصاء أحدهم خارج حومتها، مبادرة خيرٍ من الدولة .. الطرف الأقوى .. الأم التى قدرها أن تحتوى العقوق بمزيد من الحب، ترعى هيبتها وتضمد جراحها، يكتبها الرئيس فى دفتر الوطن بعد التشاور، فقط ، مع أهل الحل والعقد ممن حمل معه المسئولية الحقيقية على جسامتها، وسيحصد نتاجها غداً قمحاً أو شوكاً !!
بشرط ، وضماناً لعدم تسييسها لمكاسب حزبية أو تحويلها الى دعايات انتخابية على حساب جراح الوطن، أن يكون تشاوراً بعيداً عما يطلق عليه مجازاً "النخبة" أو "رابطة أحزاب مدينة البط ومدرسة الهمبكيزم"، على حد رأيى، تلك التى ظهر ضعفها واضحاً بعدم قدرتها على الحشد للتصويت على دستور 2014، بعد أن غابت عن الشارع فغاب عنها نبضه، وتخلت عن أبنائها ففقدوا الأمل، وفاتها قطار المسئولية فأصبحت، عن حق، عبئاً على مستقبل هذا الوطن بعد أن توقف أداؤها السياسى عند التصفيق والإستحسان بدلا من المشاركة بالرأى، وتحجر عمقها الفكرى على مرحلة "بوجى وطمطم"، وتمحورت أيدولوجياتها حول "بوس الواوا"، كما اختارها أحد الأحزاب العريقة فى دعايته السياسية التلفزيونية كشعارٍ للمرحلة الخطيرة القادمة !
ـ سيادة الرئيس .. مصر فى أمس الحاجة للخروج من الأزمة والتفرغ للبناء والإنتاج قبل انفجار الأمور بين فوضى أمنية مخيفة تتسع، وفجوة اقتصادية واسعة تتعمق وعدو يتربص من كل اتجاه، مصر لن يبنيها الا سواعد أبنائها، وغداً القريب ستتوقف معونات الأشقاء، وحتى لو استمرت مشكورة، فسقفها سياسى محدود بالحفاظ فى المقام الأول على الجيش المصرى، آخر الجيوش العربية الحقيقية، بإبقاء جبهته الداخلية، ذات التسعين مليون فم، متماسكة عند حد الكفاف الآمن إن جاز التعبير، وليس أبدا ببنائها من جديد لتنهض مصر من كبوتها بما يليق بحجمها، الأمر الذى ليس بوسع أى كيان تحمله بدلاً من أصحابه.
ـ مصر فى حاجة للجميع شاء من شاء أو أبى، ويستحيل اقصاء فصيل سياسى له وجوده فى شارع غابت عنه التنظيمات السياسية بالمواجهة الأمنية وحدها، فذلك يعنى الف الف قنبلة كراهية ليست موقوتة، وانما يجب احتوائه فكرياً وبشتى الطرق، ذلك ما أتصور أنه يصب فى صالح الوطن الواحد، دون الوقوف عند هجوم البعض أو تسفيهه لرأيى المتواضع إمعاناً فى الشحن المدمر ودق طبول حربٍ بسوس ستأتى على الوطن حاضره ومستقبله، فافعلها سيادة الرئيس، عفا الله عنك، يكتب التاريخ اسمك بحروف النور فى دفتر أيام المحروسة، فالنفق مازال مظلماً عدالة القاضى، والأمن ليس أساس الملك، ولن يكون !
ضمير مستتر:
يامصر لو وعت الجموع ولو صفا كدرُ النفوس ولو أثاب مقصٌرُ
فتماسكى فوراءَ جيلك آخرٌ اقسى على نقد الجدود واقدرُ
انّا وإياكم كما احتاجت يدٌ ليدٍ وان كذَبَ الدعاة وزوروا
فعليك يامصر السلام وانه ذوبُ الحُشاشة من فمى يتقطٌرُ
محمد مهدى الجواهرى

علاء الدين حمدى شوَّالى
[email protected]